مارين لوبان للمرة الثانية تنافس ماكرون على الرئاسة الفرنسية:المرأة ذات الأصول المصرية التي تناهض المهاجرين
الحوار نيوز
للمرة الثانية تقف مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي في مواجهة المرشح الأول للرئاسة الفرنسية على أمل الوصول الى قصر الأليزيه ،بعدما أخفقت في تحقيق هذا الحلم في المرة السابقة عام 2017،وبعدما أخفق والدها جان ماري لوبان قبلها أيضا في الوصول الى هذا المنصب.
ويتنافس في هذه الانتخابات التي بدأت دورتها الأولى صباح اليوم الأحد 12 مرشحا ،يفترض أن يتأهل منهم إثنان للدورة الثانية في 24 الجاري ،وترجح الاستطلاعات أن تكون لوبان أحدهما في مواجهة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
وعلى الرغم من أن لوبان ترفع في برنامجها لواء مناهضة المهاجرين فإنها تعترف بأنها من أصول مصرية،وهي ذكرت في تجمع حزبي في انتخابات 2017 أن لها أصول مصرية، مشيرة إلى أن والدة جدتها كانت تدعى بولين، وهي قبطية ولدت في مصر.
البدايات
وولدت لوبان في مدينة “نوييه” في إقليم “هوت دو سن”، غربي العاصمة باريس.وتبلغ مارين لوبان من العمر (53 عاما)، وهي حاصلة على شهادة الماجستير في القانون، وبدأت حياتها المهنية محامية، وشغلت مناصب قضائية.
تنتسب لوبان إلى الروم الكاثوليك. تزوجت في عام 1995 من فرانك تشوفروي، وهو مدير أعمال عمل في الجبهة الوطنية. لديها ثلاثة أبناء من فرانك تشوفروي، (جيهان، لويس، وماتيلد). بعد طلاقها من تشوفروي في عام 2000، تزوجت من اريك لوريو في عام 2002، الأمين الوطني السابق للجبهة الوطنية والمستشار السابق للانتخابات الإقليمية في نور باس دي كاليه، ثم تطلقت منه في عام 2006.
بدأت حياتها السياسية مبكرا، وتحديدا في عام 1986، عندما التحقت بحزب التجمع الوطني المتطرف، الذي أسسه والدها جان ماري لوبان.وانتخبت في عام 2004 عضوا في البرلمان الأوروبي وظلت محتفظة بمنصبها هذا حتى عام 2017.
صحيفة “تلغراف” البريطانية ذكرت أن لوبان تقاتل من أجل كسب الانتخابات في محاولتها الثالثة منذ انتزاع زعامة حزب التجمع الوطني من والدها عام 2011.
وتركز لوبان في حملتها الانتخابية على الأوضاع الداخلية في فرنسا، مع تعهد رئيسي بضخ مزيد من الأموال في جيوب الفرنسيين، وسط مخاوف من التضخم وارتفاع تكاليف مستوى المعيشة، إثر الحرب في أوكرانيا.
ويرى منتقدو لوبان أنها حزبها مناهض للهجرة والأجانب، لكن النظرة السلبية تجاهها تراجعت كثيرا، حيث أصبحت الشخصية السياسية الثالثة الأكثر شعبية في فرنسا، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وتضيف “تلغراف” أن مرشحة اليمين المتطرف لم تغير من خطابها المشكك في أوروبا والمناهض للمهاجرين، لكن رسائلها الأحادية التي تركز على الأوضاع الاجتماعية باتت تؤتي أكلها.
وخسرت لوبان في انتخابات الرئاسة عام 2017، في الجولة الثانية حين حصلت على 34 بالمئة من أصوات الناخبين، مقارنة بالوافد الجديد إلى السياسة الفرنسية ماكرون.لكن في هذه الانتخابات يبدو أن الفارق تقلص كثيرا، حيث تظهر الاستطلاعات أن الفارق بين الاثنين محدود.
وأظهر استطلاع رأي حديث أن 46 بالمئة من الفرنسيين يرون أنها تمثل خطا وطنيا يرتبط بالقيم التقليدية.ولم يؤد الموقف الإيجابي لمرشحة اليمين المتطرف في فرنسا تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إلى إضعاف شعبيتها.
وأبدت لوبان إعجابها ببوتن، بوصفه قوميا محافظا، لكنها نأت بنفسها عنه مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، ويخشى الغرب أن يؤدي وصولها إلى الإليزيه إلى تصدع التحالف المناهض لبوتن على خلفية حرب أوكرانيا.
وتحاول لوبان إظهار إرادة حديدية في مواجهة الخصوم، واصفة نفسها بـ”طائر الفينيق الذي ينهض من بين الركام”، في إشارة إلى أن الخسائر المتتالية لا تثنيها عن مواصلة العمل بكل قوة صوب رئاسة فرنسا.
واعتبرت أن الحديث عن فوز ماكرون المضمون في الانتخابات “مجرد أخبار كاذبة، فهزيمة ماكرون وتغيير سياسة البلد بشكل جذري ممكن”.
وترجيح احتمال فوزها جاء أيضا من معسكر ماكرون، حيث قال أحد وزرائه إنه “لا يمكن استبعاد وقوع حادث ديمقراطي”، في إشارة إلى إمكانية فوز لوبان.