صحةمنوعات

سكريّة مكرّما في الجامعة الاميركية: لفصل الصحة عن الاصطفافات بمختلف اشكالها

 

 

 الحوارنيوز – منوعات

 

  كرمت الجامعة الأميركية في بيروت وكلية الطب التابعة لها النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية باحتفال في قاعة عصام فارس، حضره الرئيس تمام سلام، وزير العمل محمد حيدر، ممثلون عن وزراء الصحة والتربية والاعلام، رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبدالله، النواب: عبد الرحمن البزري، اسامة سعد، ميشال موسى، ملحم الحجيري، غسان سكاف وناصر حيدر، الوزير السابق حسن منيمنة، النائب السابق اميل لحود، محافظ بيروت مروان عبود، ممثل مفتي بعلبك بكر الرفاعي الشيخ خضر حوري، مطران بعلبك للموارنة حنا رحمه، رئيس الجامعة الاميركية فضلو خوري، امين عام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر، ممثل العلامة علي فضل الله الشيخ فؤاد خريس، وفد من راهبات دير جبولة، مليحة الصدر، نقباء مهن حرة وعمداء كلية الصيدلة في الجامعات وعدد من أطباء الجامعة الاميركية والأطباء المهتمين.

 

خوري

بداية النشيد الوطني ونشيد الجامعة الاميركية، ثم تلا رئيس الجامعة كلمة عبر الفيديو، تحدث فيها عن رحلة سكرية والمزايا التي تحلى بها .وقال: “نكرم اليوم رجلاً يتردّد صدى كلماته في الأعماق، مذكرًا إيانا بحقيقةٍ بسيطة وعميقة على حدٍ سواء: الصحة حق وكرامة”.

 

اضاف: “يتجاوز تكريمنا لإسماعيل سكرية المسار الطبي، ليضمّ ميدان حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة. على مدى ثلاثة عقود وأكثر، ناضل الدكتور إسماعيل سكرية متعمّدًا، داخل البرلمان وخارجه، من أجل حق كل فرد في الحصول على الصحة والكرامة. وهنا، في الجامعة الأميركية في بيروت، حكايته جزءٌ لا يتجزأ من حكايتنا. خلال حقبة الثمانينيّات ومطلع التسعينيّات الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، أطلق عليه مدير الجامعة آنذاك فريدريك هيرتير لقب “حلّال المشاكل” – أي الشخص الذي كان يساعدنا على التعامل مع الأزمات على المستويات الإقليمية والمحلية والدولية”.

وتابع: “ان ملاحظاته عن تلك السنوات، التي نتطلّع إلى رؤيتها في كتاباته، تحمل دروسًا مهمة لنا جميعًا. لكنّ نضاله الديمقراطي الدائم والثابت هو ما يميّز إرثه. من خلال الأسئلة التي كان يطرحها في البرلمان، وظهوره على الساحة الطبية، ومحاضراته، وبحوثه مع طلاب الجامعة، ورحلاته التي لا تُعدّ ولا تحصى إلى بعلبك – الهرمل في نهاية الأسبوع، بنى الدكتور سكريّة جسرًا بين ممارسته ومعرفته الطبيّة في الجامعة الأميركية في بيروت وبين الاحتياجات الصحية للشعب اللبناني”.

وقال: “لقد ألهم سكريّة أجيالاً من طلاب الطب والصيدلة والصحة العامة ووحّدهم تحت شعار حملة “الصحة حق وكرامة”. كما بيّن لنا كيفية الفصل بين الصحة والسياسة، ومن خلال ذلك، بناء ثقافة المواطنة البالغة الحيّوية بالنسبة إلى مستقبل لبنان”.

اضاف: “لطالما وضع الدكتور سكريّة خدمة الآخرين فوق مصالحه الخاصة، ولقد دفع ثمنًا باهظًا على الصعيد الشخصي نتيجة ذلك، كما نعلم جميعًا. لكنّه لم يتراجع أبدًا عن أداء أيّ من مسؤولياته: بصفته رئيسًا للهيئة الوطنية الصحية، ونائبًا في البرلمان اللبناني، ومؤلفًا لكتاب يفضح الفساد ويناصر حقوق الإنسان، وطبيبًا في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. ونحن في الجامعة الأميركية في بيروت فخورون بالوقوف إلى جانبه. فنضاله هو نضالنا في الواقع، بل هو نضال الجميع. إنّ تكريمنا له اليوم هو تكريمٌ لشخصه، وللقضايا العزيزة على قلبه، ولقناعته بأن الكرامة في الرعاية الصحية هي ركيزةٌ للمجتمع العادل”.

وتابع: “لقد كنتَ، يا إسماعيل، وما زلت، أكثر من مجرّد طبيب أو نائب في البرلمان بالنسبة لكثيرٍ منا. لقد كنت وسيطًا ومعلّمًا وصديقًا لم يتخلّ يومًا عن شعب لبنان، قبل كل شيء. كل عملٍ أدّيته يروي قصة رجلٍ وضع الكرامة والصحة في صميم عمله طوال حياته. وحسب قولك، “الصحة ليست معروفًا يُسدى بل حقًا يجب الدفاع عنه.” لقد شكّلت هذه القناعة حياتك وما زالت تلهمنا جميعًا”.
 

وختم: “بالنيابة عن الجامعة الأميركية في بيروت وعن جميع من تأثّروا بك في حياتهم، أشكرك وأحيّيك.”

 

صوايا

بدوره، أكد عميد كلية الطب في الجامعة الاميركية ريمون صوايا  “خصوصية النهج الطبي الصحي للدكتور سكرية المتمثل بترجمة انسانية الطب واخلاقياته والعمل المجاني الميداني خارج ابراج المركز الطبي للجامعة ولنشر وعي صحي على مستوى الوطن، ولم يحد ذلك من نجاحه في عمله الطبي في المركز، اننا ننظر للدكتور سكرية كظاهرة طبية انسانية جريئة المواقف في الدفاع عن صحة الناس ونفتخر بوجوده واستمراريته معنا”.

 

بردى

وتحدث رئيس قسم الجهاز الهضمي في المركز الطبي للجامعة الاميركية بالنيابة عن دائرة الطب الداخلي البروفسور قاسم بردى عن تاريخ المكرم كأول متخصص في الجهاز الهضمي في الجامعة، مشيرا الى أنه “تولى مهمات التعليم وعزز اعمال المناظير بعد دورات تدريبية في جامعة لندن – كينغز كوليج، وكولومبيا – نيويورك، وكان مدافعا عن الجامعة ومركزها الطبي في الايام الصعبة في الثمانينات حيث لقبه رئيس الجامعة الاميركية فردريك هرتر ب “حلال المشاكل” trouble shooter of AUB”.

 

وقال: “مع منتصف التسعينات بدأ اهتمام سكرية يتمدد خارج المركز الطبي خاصة مع وصوله الى مجلس النواب لكن اساسيات وجوده العلمي استمر وسيستمر، نحن نفتخر بالدكتور سكرية وهو باق معنا في القسم”.

 

عطوي

من جهته، عرض البروفسور سمير عطوي ممثلا “التجمع الاكاديمي الجامعي” الذي يرأسه سكرية لنشأة التجمع من “الجامعات الاكاديمية تجاوبا مع تكرار المواقف النقدية للجامعات المستقيلة من دورها في حماية الحق في الصحة وكرامة المريض حسب سكرية، وخاصة مطالبه المتكررة لتفعيل المختبر المركزي وتطهير سوق الدواء من الغش والتزوير والتهريب والتقليد، وهو يضغط دائما لرفع صوت جامعي موحد يحمي علمية الطب وعدالة وانسانية الرعاية الصحية”.

وتوجه الى سكرية بالقول: “نتمنى لبنان دائرة انتخابية واحدة لنتبنى ترشيحك”.

 

صليبا

وشرحت البروفسيرة في كلية الصحة في الجامعة اللبنانية كريستيان صليبا ممثلة الهيئة الوطنية الصحية التي يرأسها سكرية، “تركيبة الهيئة من كل الطوائف والمذاهب والمناطق تحت راية “الصحة حق وكرامة”، لافتة الى ان “الهيئة تمارس نشاطات التوعية الصحية والاحصاءات ومواجهة الفساد”، مؤكدة “وقوف الجميع مع الدكتور سكرية في مواقفه مهما كانت صعبة وخطيرة احيانا”.

نويهض 

ثم كانت كلمة للبروفسور في كلية الصحة في الجامعة الامريكية ايمان نويهض قال فيها:” نكرم اليوم طبيبا اعاد الكثير من تسليط الضوء على انسانية رسالة الطب واخلاقياتها، وحمل مسؤولية مواجهة الفساد في خطط السياسات الصحية وتطبيقها وكنا معه منذ البداية جنبا الى جنب في انبل واشرف قضية ، وقد تميز اداؤه في هذه القضية باندفاع لا ينتظر الاخرين احيانا ، ويتحمل المسؤولية منفردا “.

⁠واضافت:”الاهم في تجربته انه كان يبني قضية من حالة مرضية واحدة دون انتظار الاحصاءات الغير دقيقة اصلا في لبنان. كما اعطى الكثير لطلاب الطب وكلية الصحة العامة بخاصة ايام العميدة هدى زريق. دكتور اسماعيل انت صديقا وزميلا انموذجيا لثقافتنا العلمية وانسانيتها “.

 

وثائقي

ثم عرض فيلم وثائقي تضمن شهادات من أشخاص عرفوا سكرية وكانت لهم تجارب طبية وإنسانية استثنائية معه وتحديدا منطقة بعلبك الهرمل التي ينتمي إلى أحد بلداتها – الفاكهة، حيث ربط المنطقة بالجامعة الاميركية ونجح في إقامة جسر مهم بينهما.

 

سكرية

أما المكرم سكرية فقال: “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيها (الامام علي رضي الله عنه)، هو طريق حمل متنازعين، الانتماء للبيئة الاجتماعية والطموح لفضاء اوسع عماده العلم اولا واخيرا”.

اضاف: “في منزول عربي عروبي مفتوح على الناس كل الناس مشكلا منتدى ثقافيا اجتماعيا سياسيا وطنيا مرسخا اللحمة الاجتماعية والعيش الواحد لا المشترك التجريبي، ترعرعت على دفء العلاقة مع الناس وبمغامرة مفاجأة نقلنا والدي من بيئة تحاكي بعض ثقافة البادية الى بيئة تحاكي ثقافة ما وراء البحار الى مدرسة برمانا العالية وفضائها الاوسع وتنوعه وديمقراطية ثقافته، وبحكم ضعف القدرة المادية والانصراف لتحصيل العلم وتسلل الحنين لبيئة النشأة كان قرار دراسة الطب لما يميزه من علاقة انسانية نبيلة مع الناس، وترجم بالعمل كطبيب صحة عامة لمدة عامين كانا كافيين لترسيخ علاقة جميلة مع الناس والتي فرضت نفسها بحيث لم استطع تجميدها عند عودتي الى الجامعة الاميركية للاختصاص، فتم ربط علم الجامعة بالمنطقة البقاعية عبر جسر زياراتي الاسبوعية الطبية لها”.

وتابع: “كل ذلك عبد الطريق امام وصولي الى الندوة البرلمانية عام ١٩٩٦ بفوز منفرد عن محافظة البقاع، ووجدتني امام تحد كبير وامتحان صعب وكان اقتحام ملف الدواء والصحة ممارسا دور نائب الامة، وتم ربط العمل النيابي الصحي بالجامعة الاميركية واللبنانية من خلال دراسات علمية مثل تلوث حوض الليطاني وترسب المبيدات الزراعية في التربة والمياه، الى جانب استمرار الربط الاسبوعي بالمنطقة، كل ذلك أكد التالي:

1- الطريق الوحيد لبناء دولة “وطن ومواطن” هو في زرع واستنهاض “ثقافة مواطنة” تعي الحقوق خاصة الصحية وتحميها بالمساءلة والمحاسبة، وذلك عبر فصل الصحة عن الاصطفافات بمختلف اشكالها.

2- الدور الاهم في لبنان هو دور النائب، نائب الامة لا بالقطعة.

3- ضرورة ادخال مادة ثقافة المواطنة في البرامج التربوية.

4- دور الجامعات يجب الا يقتصر على تخريج شهادات للعمل، يجب تخريج قيادات اجتماعية وطنية عبر ممارسة ثقافة المواطنة والحصانة ضد الفساد”.

وقال: “هنا استحضر كلمة الرئيس فضلو خوري والتزام الجامعة الاميركية باحتضان “الصحة حق وكرامة” لاقترح مد الجسور العلمية الصحية من الجامعة لسائر المناطق اللبنانية “توعية ووقاية” لتخفيف الضغط الاستشفائي وفواتير الرعب، وهو مشروع قيد الدرس منذ شهور. كذلك أتمنى بل وأطالب بعقلنة جنون التطور الطبي وتقنياته وجيناته المتسارعة وبعضها ممسوك وموجه من سلطة المال وخاصة شركات الادوية، لتعزيز عدالة التقديمات الصحية، فأمام مريض سرطان يتألم غير قادر ماديا تسقط كافة الشعارات والرتب والمراتب”.

هدية

وفي الختام، قدم سكرية لرئيس الجامعة سجادة من صنع يدوي اشتهرت به بلدته الفاكهة، كتب عليها “الصحة حق وكرامة”، مترافقا مع اسم الجامعة الاميركية في بيروت.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى