أصدر مصرف لبنان إعلاما جديدا يفيد بأنه وضع قيد التداول ورقة جديدة من فئة ٥٠٠٠٠ ليرة لبنانية(خمسون ألفا) ، فماذا يعني ذلك ؟
تلجأ المصارف المركزية في العالم لأصدار أوراق نقدية جديدة لعدة أسباب :
السبب الأول : تعويض عن حالة التلف التي تصيب هذه الأوراق مع كثرة استعمالها مع مرور الوقت ، فيلجأ الى سحب أوراق قديمة ويستبدلها بأوراق جديدة .
السبب الثاني : تحسين بعض الفئات لمواجهة عمليات التزوير على العملة ،وبالتالي فهو يلجأ أيضا الى سحب الفئات القديمة واستبدالها بالفئات الجديدة .
السبب الثالث : الحاجة الى السيولة ، بعد لجوء معظم المواطنين الى إكتناز السيولة في بيوتهم ، وعدم استعمال بطاقات الأئتمان لأسباب كثيرة، منها تحديد السحوبات من قبل المصارف ، ما يؤدي ذلك الى فقدان السيولة وذلك بسبب ان قيمة الودائع تفوق بأضعاف قيمة الكتلة النقدية المتداولة في السوق ، وهو ما دفع مصرف لبنان الى اصدار كميات إضافية لتلبية حاجة السوق .
السبب الرابع : تمويل مصاريف الحكومة ، عند وجود عجز كبير في خزينة الدولة ، يلجأ المصرف المركزي الى طبع نقد جديد لتمويل أعمال الحكومة ، وهذا الأجراء خطير جدا ، لأنه سيؤدي بالتأكيد اذا ما استمر الى تضخم في الكتلة النقدية الموضوعة في التداول، وهذا يؤول الى إنخفاض قيمتها ، وهذا الأمر في لبنان وفي هذه المرحلة وارد بسبب ضعف واردات الخزينة خلال الأشهر الثلاثة التي مرت من العام ٢٠١٩ ، والتي انخفضت الى النصف تقريبا .
يبقى ان الواجب على الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان إعطاء تبرير للبنانيين حول السبب الحقيقي خلف هذه الأصدارات المتكررة في الثلاثة أشهر السابقة ، وعدم ترك اللبنانيين يتكهنون هذه الأسباب .