سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: دعوات للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي .. ولا تقدم

 

الحوار نيوز – صحف

رصدت افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الدعوات الى التفاهم لانجاز الاستحقاق الرئاسي ،لكنها لم تلمس تقدما على هذا الصعيد.

 

 النهار عنونت: لا جديد ولا إيجابيّات… الأزمة من تمديد إلى آخر

 كتبت صحيفة النهار تقول: لا جديد “جدّياً” وواقعياً في مسار التأزم الذي يطبع الأزمة الرئاسية رغم كل الاجتهادات المتسرّعة محلياً في شأن التحركات الخارجية والداخلية الأخيرة. هذه الخلاصة المقتضبة تؤكدها أوساط سياسة واسعة الاطلاع ومعنية برصد نتائج الحراك الرئاسي الذي توزع أخيراً على محور بيروت باريس ومن ثم دخلت عليه ترددات الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لبيروت. وتوضح هذه الأوساط أن التحفظ اللافت الذي أبداه الوزير الإيراني في إجاباته عن الاستفسارات والاستيضاحات الإعلامية والسياسية حول موقف بلاده من دعم الثنائي الشيعي لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حملت دلالات واضحة لجهة أولاً عدم نضوج الأجواء الإقليمية وتحديداً السعودية الإيرانية للتوغل راهناً في الملف اللبناني بما يعكس أن هذا الملف ينتظر إنجاز الأولويات الملحة الأخرى التي تتقدم أجندة البلدين ولاسيما منها اليمن.

 

وثانياً، إن الملف الرئاسي لا يزال في فترة الانتظار الخارجية عرضة للتجاذبات الحادة بين القوى الداخلية ويبدو صعباً للغاية الرهان على كسر الأزمة في وقت قريب، بل إن المخاوف من تمددها لفترة غير محددة ازدادت في الآونة الأخيرة خلافاً للكثير من التقديرات والرهانات المحلية. وفي أي حال تترقب الأوساط نفسها تحركات بارزة جديدة في الأيام القليلة المقبلة خصوصاً للسفير السعودي وليد البخاري الذي لم يظهر بعد في أي مناسبة أو لقاء علني منذ عودته قبل أيام إلى بيروت وما يمكن أن تُظهر هذه العودة من مؤشرات حيال الموقف السعودي من الواقع اللبناني بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

 

ولكن الأوساط المعنية بدت متيقنة من أن أي جديد طارئ لم يتبدل في التزام السعودية موقف التشدد في المواصفات المعروفة لرئيس الجمهورية العتيد بما يوفر إطلاق حل حقيقي لأزمة لبنان بما يعني أن التوظيف الإعلامي والسياسي الذي لجأ إليه بعض المراجع والسياسيين للترويج لتبدل في الموقف السعودي من فرنجية كان “من صنع محلي” غير موثوق أبداً.

 

ومع ذلك، تسرّع البعض في تفسير تصريح لرئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بأنه في إطار “تبديل النبرة” لناحية دعوته إلى “التنازل” علماً أن هذه الإشارة لا تكفي للدلالة على بداية تنازل لدى الفريق الذي ينتمي إليه رعد. فقد رأى رعد أن “لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع”. وقال: “نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثيناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم وقلنا تعالوا لنتباحث لكن ثمة من ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاً للرئاسة ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون”.

 

أضاف: “إذا فكرنا بطريقة سليمة وبطريقة تتجاوز مصالحنا الخاصة وأنانياتنا وحزبياتنا لنفكر بالصالح العام والمصلحة الوطنية نستطيع أن نتفاهم، والتفاهم يحتاج إلى تنازلات، لكن مرة واحد يتنازل بما يمكن التنازل به ومرة واحد يريد أن يتنازل عن مستقبل الوطن وعن سيادة الوطن وهذا غير مقبول. التنازل من حسابنا وليس من حساب الوطن، وهذا ما ندعو إليه ونأمل به ونحاول من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا أن نحفز اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وطوائهم لكي ننجز هذا الاستحقاق الذي هو المدخل الإلزامي لإعادة بناء الدولة وإصلاح ما تم التفريط به خلال السنوات الماضية”.

 

في المقابل، صعّدت قوى المعارضة تشددها حيال مرشح الفريق الممانع . وفي هذا السياق اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “الاتفاق على عدم إيصال سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية هذا بذاته بحجم الاتفاق على استقلال لبنان”.. وأكد أن “ليس المطلوب التفاهم على رئيس للجمهورية بل انتخاب رئيس وفق منطق الديمقراطية”، مشدّداً على أن “عقد جلسات للانتخاب ليس عملية انتقائية وأي جلسة معلّبة مسبقاً لانتخاب رئيس محدد هي التفاف على الدستور”. وأعرب حاصباني عن خشيته من أن تؤدي كثرة المبادرات الرئاسية غير المنظّمة إلى نتائج عكسية، ورأى أنه “إذا لن يفتح مجلس النواب أبوابه إلا متى توفرت الجهوزية لانتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فهذا يعني أن الخلل كبير والأمر يعكس تضارباً في المصالح بين دور رئاسة مجلس نواب ودور طرف ضمن فريق في آن”. وعن الإصرار على وجود مرشح جدي منافس لفرنجية من أجل الدعوة إلى جلسة قال “نحن لا نلعب “فتة ورق” ليطالبنا الفريق الآخر بطرح أسماء. ليفتحوا مجلس النواب وحينها سيكون للمعارضة مرشح، فلدينا مروحة أسماء ونملك رؤية للمرحلة”.

 

وبدوره، أوضح عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش “أن رفضنا لفرنجية لأسباب سياسية وليس شخصية، فهو ركن أساسي من الطبقة الحاكمة منذ التسعينات وحليف وفي لفريقه السياسي الذي لا يتماشى مع ثوابتنا وطروحاتنا”. ورأى حنكش “أن ما نعيشه اليوم يحتم انتخاب رئيس في أسرع وقت من دون أن يفرض فريق مرشحه على الفريق الآخر، لذلك رفضنا المبادرة الفرنسية لانتخاب فرنجية. وأكد “أننا لدينا علاقات مهمة جدًا مع السعودية ووجودها ليس تفصيل في المنطقة إنما نموذج، والسعودية لا تدخل في لعبة الأسماء لكنها أبدت رأيها بأن يكون الرئيس سيادياً وبعيداً عن شبهات الفساد”.

 

 

 


الديار عنونت: إستعصاء داخلي يُحاصر الإستحقاق الرئاسي… وتفسيرات لبنانيّة مُتضاربة للموقف السعودي
فرنسا ستتحرّك رئاسياً مطلع ايار… وترقب إشارات البخاري

 وكتبت صحيفة الديار تقول: لم تظهر حتى الآن اية علامات واضحة تترجم الانفراجات الاقليمية، بعد الإتفاق السعودي- الايراني على الساحة اللبنانية فيما خص ّ الاستحقاق الرئاسي.

وعلى عكس الاجواء الايجابية الخارجية المؤثرة على لبنان، فان حالة الجمود والمراوحة الداخلية مستمرة، لا سيما في ظل الانقسام العامودي الذي تحدث عنه الرئيس نبيه بري مؤخرا، وغياب او تعثر محاولات فتح قنوات الحوار بين الافرقاء الساسيين، للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي .

 

مرجع بارز : فترة الانتظار لن تكون مفتوحة

ونقلت مصادر مطلعة لـ « الديار» عن مرجع بارز، ان حالة الاستعصاء الداخلية حتى الآن تتناقض مع الاجواء والمستجدات التي سجلت وتسجل في المنطقة، لافتا الى ان الاتفاق السعودي – الايراني لا بد ان يكون له مفاعيل على لبنان، ولا يراهن احد على تعثره لانه وقع لينفذ بكل ابعاده.

وحرص المرجع على القول، ان تحديد موعد ترجمة هذا الاتفاق وغيره من المستجدات الايجابية، لا سيما المتعلقة بالانفتاح السوري العربي على لبنان ستاخذ بعض الوقت، لكن فترة الانتظار لن تكون مفتوحة . ورأى ان هناك مناخا لملامح بدء مسار صحيح للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي على نار هادئة، آملا ان تتذلل العقبات الداخلية امام انتخاب الرئيس قبل تموز المقبل.

ترقب الموقف السعودي بعد عودة البخاري

وفي هذا السياق، تقول مصادر مطلعة لـ «الديار» ان الجميع يعوّل على الموقف السعودي، وان الانظار تتجه الى المملكة وما يمكن ان تقوم بها في شأن الاستحقاق الرئاسي، بعد التدخلات الفرنسية الاخيرة باتجاهها، وعلى ضوء الوضع المستجد في علاقتها مع ايران.

وتنقل المصادر عن قيادي بارز قوله انه بعد عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت، علينا ان نتابع وننتظر ما سيقوم به من اتصالات ولقاءات، وما يمكن ان يصدر عنه من موقف علني او خلال هذه اللقاءات . ووفقا للقيادي، فان صدور موقف مباشر او غير مباشر سيعكس مسار تعاطي السعودية مع الاستحقاق، وان صمته ايضا سيكون شكلا من اشكال التعبير .

ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان السعودية لم تعط فرنسا مؤخرا جوابا واضحا حول مبادرتها، وان كل ما توافر حتى الآن هو ما نقلته الجهات الفرنسية المعنية لمسؤولين لبنانيين، بان هناك تغيرا في الموقف السعودي يحتاج الى مزيد من البحث والمتابعة.

ومن غير المستبعد ان تحمل الايام القادمة اشارات اكثر وضوحا في هذا المجال، لكن الاطراف اللبنانية لا تتوقع بان تقول المملكة انها تؤيد او تضع «فيتو» على هذا المرشح او ذاك.

تفسيرات لبنانية متناقضة للموقف السعودي

وفي هذا المجال، لا زالت التفسيرات للموقف السعودي موضع تجاذب بين القوى السياسية اللبنانية وفقا لاهواء كل فريق . فالمعارضة وعلى رأسها «القوات اللبنانية» تؤكد حسب مصدر نيابي في تكتل «الجمهورية القوية» لـ «الديار»، انه لم يطرأ اي جديد على الموقف السعودي حول الاستحقاق الرئاسي، فهي ترفض تزكية اسم مرشح معين، وكذلك الضغط على اي طرف في لبنان للقبول بهذا المرشح او ذاك وتحديدا بسليمان فرنجية، وتفضل ترك هذا الامر لارادة اللبنانيين والتعامل مع الرئيس الجديد وفقا للمواصفات التي تحدثت عنها.

اما الفريق الآخر فيقول لـ «الديار»، وفقا لمصدر نيابي في «الثنائي الشيعي»، ان الاتفاق السعودي – الايراني لا بد ان ينعكس على لبنان، وان الرياض تأخذ بعين الاعتبار الاجواء الناتجة عنه، من دون ان يعني ذلك انها ستقف مباشرة مع فريق دون آخر.

إنزعاج سعودي من كلام جعجع

وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ» الديار» امس ان السعودية منزعجة مما صدر عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقابلته التلفزيونية الاخيرة في بعض المواقف والعبارات، خصوصا عندما قلل من اهمية الاتفاق السعودي – الايراني واعتبره انه غير موجود، وعندما وصف الرئيس السوري بشار الاسد بالجثة، متجاوزا كل الحدود والاعتبارات للوضع المستجد على صعيد العلاقة بين الرياض وكل من طهران ودمشق.

خطوات فرنسية لتفعيل حراكها

من جهة اخرى، علمت « الديار» ان مراجع لبنانية تلقت من الجهات الفرنسية معلومات مفادها بان باريس عازمة على المضي في تنشيط تحركها بشأن الاستحقاق الرئاسي، وانها في صدد القيام بمزيد من الخطوات مع مطلع ايار، وهي تدرس التحضير لها على اكثر من صعيد. لكن مصير اللقاء الخماسي الذي جرى الحديث عن انعقاده في ايار لم يتوضح بعد، بانتظار استكمال الحراك الحاصل على غير محور.

حركة بو صعب

وفي ظل الجمود الداخلي، قالت مصادر مطلعة لـ»الديار» ان تحرك نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الاخير ولقائه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، هو محاولة لا ترتقي الى مستوى المبادرة الرئاسية، وان الهدف من تحركه، كما نقل عنه، هو محاولة احداث خرق في الجمود الحاصل، وفتح ثغرة او باب لحوار غير مباشر مع الاطراف السياسية من اجل الخروج من حالة المراوحة، وربما توفير المناخ لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

وقال مصدر نيابي ان تحرك بوصعب هو بمبادرة شخصية، وقد تهدف ايضا لاعادة فتح قنوات التواصل والحوار المباشر بين التيار الوطني الحر وحزب الله، خصوصا ان العلاقة بينهما في الوقت الحاضر تقتصر على اللقاءات بين نواب الكتلتين، على هامش النشاط البرلماني في المجلس.

اضاف المصدر ان بوصعب يرغب في ما يمكن وصفه العمل لاعادة تصويب العلاقة والحوار حول الاستحقاق الرئاسي. ولم يستبعد ان يتطور البحث اذا نجح مسعى بوصعب الى مناقشة امكانية توفير مناخ انعقاد جلسة انتخاب الرئيس وتأمين نصابها، من دون ان يعني تغيير موقف التيار المعارض لفرنجية.

لا حوار بين «القوات» و»الوطني الحر»

وفي خصوص ما وصف بمبادرة يسعى اليها النائب غسان سكاف، قال مصدر نيابي في «التيار الوطني الحر» لـ»الديار» ردا على سؤال حول الاتصالات الذي يحكى عنها لحوار مباشر بين «التيار» و»القوات»، انه لا شيء جديدا على هذا الصعيد. ولفت الى ان التواصل بين الطرفين يقتصر على احاديث بين نواب الفريقين في مجلس النواب، على هامش النشاط العادي حول مواضيع مختلفة.وفي المقابل، اكد مصدر نيابي في «القوات» لـ»الديار» ان «القوات» ما زالت على موقفها، وانه لا يوجد حوار مع «التيار الوطني الحر» حتى الآن، لافتا ان موقفنا واضح من موضوع الرئاسة، وننسق ونتشاور مع اطراف المعارضة.

ازمة النازحين السوريين

على صعيد آخر، ما زالت التطورات المتصلة بازمة النازحين السوريين تتفاعل على غير صعيد، لا سيما في ظل محاولة استغلال الوضع لتأجيج الموقف، واحداث توترات في لبــنان.

وعلمت «الديار» انه بعد الاجتماع الموسع الذي ترأسه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مؤخرا، تتجه الجهات الرسمية اللبنانية المختصة الى خطوات عديدة في اطار تطبيق القوانين المرعية بحق الذين لا تنطبق عليهم صفة النازحين، والموجودين في لبنان بطريقة غير موثقة او شرعية .

لذلك، طلبت وزارة الداخلية من مفوضية اللاجئين «الداتا» الخاصة باللاجئين . وذكرت المعلومات ان المدير العام للامن العام بالانابة العميد الياس البيسري، الذي كلف بمتابعة هذا الملف، طلب «الداتا» من المفوضية التي وعدته بالتجاوب مع طلبه.

كم افادت المعلومات ايضا، ان البيسري زار دمشق وبحث مع مسؤولين سوريين في ملف النازحين بعلم من ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي.

 

 

الأنباء عنونت: تفسيرات محلية لكلمة سرّ إيرانية.. فرص الحوار تتقدّم

  كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: اختتم وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان زيارته الى لبنان، وعلى الرغم من شح المعلومات المسربة حول هذه الزيارة إلّا أنَّها كثُرت التحليلات والتوقعات المحلية بنقله كلمة سر متعلّقة بما بعد التفاهم الايراني – السعودي، وتبقى في عهدة حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله، وإن كانت التفسيرات ربطتها بموقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حيث قال أن “لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلّا بتفاهم الجميع، ونحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكننا لم نغلق الأبواب وقلنا تعالوا لنتباحث ما يعني أن أبواب التفاهم والحوار مازالت مفتوحة”.

واذا كان الحوار رئاسياً هو المسار الأساس الذي كان افتتحه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط منذ آب الماضي، فإن الأمر عاد ولفت اليه بالأمس رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بمطالبته إعلاء مصالح لبنان على سواها من استراتيجيات وتحمّل جميع الكتل البرلمانية مسؤولياتها الوطنية والدستورية أمام التاريخ والاجيال، وضرورة العمل على إنجاز الاستحقاقات بالسرعة المطلوبة والابتعاد عن الشحن والتحريض في القضايا التي تحتاج الى نقاش وطني وعقلاني كموضوع النازحين السوريين. 

وفيما لم يسجّل أيّ جديد مع نهاية الأسبوع في الملف الرئاسي يستوجب البناء عليه إيجاباً او سلباً، تزداد معاناة اللبنانيين المعيشية والاقتصادية والخدماتية يوماً عن يوم وسط انسداد آفاق الحل ورفض بعض الكتل النيابية الإصغاء لنداء العقل والتفاهم على انتخاب رئيس جمهورية ليخلص لبنان من أزماته التي تزداد تعقيداً.

وفي هذا السياق، توقعت مصادر مطلعة عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن يكون الموفد الايراني قد أبلغ حزب الله ضرورة المساعدة على انتخاب رئيس جمهورية وعدم التمسك بأسماء مرشحين تزيد الخلاف بين اللبنانيين، وهو ما بدا واضحاً من خلال تأكيده بأن الاتفاق الايراني السعودي سيكون له ارتدادات ايجابية على لبنان.

تزامناً يستمر السجال بين عين التينة والقوات اللبنانية، وفي الإطار عزا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم “الحملة التي تستهدف رئيس مجلس النواب نبيه بري من قبل البعض” إلى “انحدار الخطاب السياسي الى درجة التفلت اللاأخلاقي واللاقِيَمي”، مؤكداً في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنَّه “بعد الفلتان الذي نشاهده كل يوم وقلة الحياء ونقص الخبرة السياسية لدى البعض، فإننا على يقين بأن الرئيس بّري يُحيي الموتى وأكثر من ذلك”، مستطرداً بالقول: “للأسف عندما لا يكون هناك قيم سياسية ولا قيم وطنية والبلد بحالة تفلت وتفكك لا يعود مستغرباً أن نسمع مثل هذا الكلام”، متسائلاً عن “مَن كلّف هؤلاء وجعلهم في موقع العارفين بعلم الغيب بما يحصل بين الناس من اتصالات ومعلومات يجري وضع الرئيس بري في تفاصيلها؟ وهل من الضروري أن يعرف الجميع كل هذه التفاصيل، إذ إنَّ هناك العديد من الاتصالات التي يجريها رئيس المجلس بشكل يومي وعلى مدار الساعات وقد لا يكشف عنها الا بما يخدم المصلحة الوطنية وهو لا يفعل ذلك نقلاً عن أحد”، لافتاً إلى أنَّ “الكلام الذي نسمعه هو لذر الرماد في العيون ومحاولة تحميل الآخرين مسؤولية التعطيل بينما يتحملها كل من يرفض الحوار”، سائلاً “هل ينقص البلد هكذا سجال وكلام سخيف ورمي اتهامات ام يلزمه بحث عن حلول لأزماته؟”.

وفي موازاة كل هذا التشتت السياسي، يتواصل التصعيد المستمر ضمن الحملة المشنة على النازحين السوريين، ما يُنذر بانفجار إجتماعي تحت وطأة شلل الملف الرئاسي وعجز المعنيون عن إنجازه في المدى القريب.

الشرق الأوسط: «حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

 وكتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث. لكن ثمة مَن ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاً للرئاسة، ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد، ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون».

ويأتي موقف رعد هذا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت، وسط معلومات عن أنه نصح حلفاءه بتهدئة الخطاب الإعلامي، والدفع نحو التوافق الداخلي، وذلك بعد تصعيد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، واعتباره أن «البلد أمام مرشحَين: أحدهما جِدّيّ والآخر هو الفراغ»، داعياً لحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة.
ورغم خلافهما على المرشح الرئاسي الواجب السير به، في ظل تمسك الحزب حتى الساعة بمرشحه، الوزير السابق فرنجية، يبدو أن هناك تقاطعاً بين الحزب و«التيار الوطني الحر» على وجوب حصول تفاهم مسبق بين القوى السياسية على اسم الرئيس العتيد، وهو ما عبر عنه عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب آلان عون، الذي اعتبر أنه «لا انتخاب لرئيس من دون حد أدنى من التفاهم وأكثرية واضحة، حتى لو كان يجب التسليم بأنه لن يحصل إجماع في ظل مجلس نيابي مشرذم إلى حد كبير بين كتل متوسطة وصغيرة، خلافاً لمجالس سابقة كانت 3 أو 5 كتل فيه تضم أكثرية ساحقة من النواب»، لافتاً إلى أنه «ما دام الفريقان شهرا سلاح التعطيل، في حال شعر أحدهما بنجاح مرشح الفريق الخصم، فإن الكلام عن الذهاب إلى المجلس والتنافس بين مرشحَين أو أكثر يبقى قابلاً للتشكيك».
ورأى عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اتفاق «التيار الوطني الحر» مع المعارضة على مرشح، فيما لو حصل «سيشكل وسيلة ضغط في مفاوضات جرّ الفريق الآخر إلى حل وسط، بدل أن يكون فرصة جدية لانتخاب رئيس، ما دام هناك انتخاب رئيس من طرف واحد يبقى مهدداً بسلاح تعطيل النصاب»، مضيفاً: «بجميع الأحوال، ما زالت القوى التي ترفض خيار فرنجية عاجزة عن الاتفاق على اسم فيما بينها أولاً، ومع التيار ثانياً، دون أن يعني ذلك استحالة تحقيق خرق في لحظة ما».
وعن إمكانية أن يحصل تفاهم، ولو متأخراً، مع «حزب الله»، على مرشح رئاسي، قال عون: «لم يحصل أي تقدم مع (حزب الله) في الموضوع الرئاسي، وما زالت المواقف متباعدة، دون أن نستبعد أن التطورات الخارجية ممكن أن يكون لها تداعيات تغير معطيات الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأفرقاء كافة»، موضحاً أن «عدم تسمية (التيار الوطني الحر) لمرشح حتى الآن يندرج في إطار التسهيل وعدم خلق تعقيدات إضافية، في حال تم الإصرار على مرشح واحد. نحن نترك الأبواب مفتوحة بانتظار إنضاج الاتصالات مع الكتل الأخرى؛ ما يسمح بليونة أكبر للتوصل إلى توافق».
وفي السياق عينه، أكد عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب جيمي جبور، أنه «لا يمكن أن نذهب إلى انتخاب رئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية تحت أي ظرف من الظروف»، مشيراً إلى «أننا نحن وقوى المعارضة متفقون على عدم انتخاب فرنجية، والمعارضة مطالبة اليوم بالانتقال من السلبية إلى الإيجابية، وأن تقدم التنازلات، وهذا يعني الاتفاق جميعاً على قواسم مشتركة».
وترفض «القوات اللبنانية» المنطق القائل باتفاق مسبق على رئيس قبل التوجه لانتخابه. وشدد النائب عن حزب «القوات»، غسان حاصباني، على أن «أي جلسة معلبة مسبقاً لانتخاب رئيس هي انقلاب على الدستور»، لافتاً في حديث تلفزيوني إلى أنه «ليس المطلوب التفاهم على رئيس، بل انتخاب رئيس وفق منطق الديمقراطية؛ فعقد جلسات للانتخاب ليس عملية انتقائية».
وأضاف حاصباني: «نحن لا نلعب (فتة ورق)، ليطالبنا الفريق الآخر بطرح أسماء؛ فليفتحوا مجلس النواب، وحينها سيكون للمعارضة مرشح، فلدينا مروحة أسماء، ونملك رؤية للمرحلة».
من جهته، قال النائب عن حزب «الكتائب» إلياس حنكش: «لم يعد لدينا والشعب اللبناني ما نخسره، وسنقوم بكل ما هو متاح لمنع فرض رئيس جمهورية من قبل الفريق الآخر، ولنا الشرف أننا اتخذنا الموقف عينه سابقاً».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى