مؤتمر جامعة الإنتشار: نجاح في الشكل وفشل في المضمون
تعقد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (المسجلة كمنظمة خارج لبنان والمعروفة بجامعة الإنتشار) مؤتمرها الواحد والعشرين في بوغوتا عاصمة كولومبيا غدا في ٢٣ و ٢٤ و ٢٥ أيار الجاري، في محاولة إنقاذية لهذه المؤسسة التي أضافت الى مشكلة شرعيتها الوطنية، أزمة أخرى تمثلت بتعمق الإنقسامات بين أركانها بين مصر على إستخدامها وإستخدام الإغتراب في العمل السياسي وتوظيفها ضمن الأهداف السياسية الفئوية والطائفية للجهة المقررة والمؤثرة بشؤونها، وبين أطراف وازنة تميل إلى تحييد "الجامعة" عن اللعبة السياسية الداخلية، " فهذا ليس من إختصاصها"، تمهيدا لملاقاة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم المسجلة أصولا في بيروت برئاسة القنصل رمزي حيدر، في مساعي "لم الشمل" الموعود.
المؤتمر الذي ينعقد من دون رئيس نتيجة الإنقسام الذي حصل في المؤتمر الأخير الذي شهدته العاصمة الفرنسية، قد ينتج عنه رئيس "تسوية" جديد من خارج الأسماء المعروفة وربما تسبب ذلك بمزيد من الإنقسامات.
وتقول أوساط متابعة أن الجهود التي بذلتها الأمانة العامة لحزب للقوات اللبنانية للحفاظ على هذه المؤسسة نجحت في حلحلة العقد التي كانت تواجه المؤتمرين.
في الشكل قد ينجح المؤتمر في إصدار توصيات وقرارات وإنتخاب رئيس، لكن في المضمون يبدو أن المؤتمر محكوم بالفشل نتيجة غلبة السياسة على الإغتراب وتبني بعض الأنشطة الإغترابية بعيدا عن القضايا الحقيقة التي يعاني منها الإغتراب.
ويبدو أن السؤال المركزي بشأن الحاجة الإغترابية الوطنية لمثل هكذا أطر فئوية منتفية سيما وأنه يوجد إطار إغترابي ماروني إسوة بالعديد من الأطر الإغترابية المذهبية والحزبية الأخرى، فيما الجامعة الأم وهي الجامعة الوطنية تعاني من ظروف ذاتية وموضوعية تجعل من مهام رئيسها القنصل حيدر أكثر تعقيدا، وتكبل حركتها وتضعها هي الأخرى أمام أسئلة مصيرية، رغم الجهود المبذولة .