رأيمن هنا نبدأ

مؤتمر باريس:  آلية تنفيذية لشروط العدو! (حسن علوش) 

 

 

حسن علوش – الحوارنيوز

هل أن الإستنتاج القائل بأن مؤتمر باريس لدعم لبنان بمثابة الآلية التنفيذية للشروط الإسرائيلية كي تتوقف عن تنفيذ الجرائم والمجازر والتدمير المنهجي في لبنان، هو استنتاج حقيقي أم متسرع؟

وفقاً لما صدر عن المؤتمر من خلاصة يتضح التالي:

      أن المؤتمر ساوى بين المعتدي والمعتدى عليه، إذ أنه لم يطالب اسرائيل بوضوح بالإنسحاب من لبنان طبقا لمندرجات القرار 1701

      إن ذِكر القرار 1701 في الخلاصة الختامية جاء مقلوباً. فألأولوية لتسليح الجيش ودعمه وتدريبه وتعزيز قوات اليونيفل وانسحاب المقاومة من جنوب الليطاني وسائر المناطق اللبنانية، ومن ثم، وبعد تأكد دولة الاحتلال بذاتها من تنفيذ هذه الخطوات يفكر العدو بالإنسحاب من المناطق المحتلة، دون أن يشكل ذلك تهديدا للأمن الاستراتيجي للعدو! ما يعني “حقه” بالبقاء في عدة نقاط حيوية لأمنه ومنها جبل الشيخ وتلال كفرشوبا!!

      إن تظهير الصراع كونه صراعاً بين اسرائيل وإيران هو تسليم بمنطق العدو وينزهه عما يجاهر به بنفسه تاريخياً من أطماع  ويبرر جرائمه في لبنان وغزة. إن التسليم لمثل هذا الخطاب هو تحقير وإلغاء لنضالات الشعبين الفلسطيني واللبناني في سبيل تحرير أرضهم ويسقط عنهم حق المقاومة الذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة. إن مثل هذا الخطاب يهين تاريخ المقاومات العربية ورموزها كياسر عرفات، جورج حبش، نايف حواتمة، أحمد جبريل، وكمال جنبلاط، السيد موسى الصدر، جورج حاوي، محسن ابراهيم، إنعام رعد ورموز عربية أخرى.

      إن الكلام عن دعم الجيش وتدريبه دون توفير الغطاء الدولي له ودون تنفيذ القرارات الدولية ،لاسيما القرار 1701 المعطوف على القرار 425 (الانسحاب دون قيد أو شرط) والتشجيع على مثل هذه الخطوة هو فخ للمؤسسة العسكرية ومقدمة لإستهدافها على مختلف الأراضي اللبنانية عند أول مواجهة!

      إن ربط الدعم بإنتهاء الحرب، دون أي مبادرة فعلية للضغط على المعتدي لوقف العدوان، وكأن المؤتمر يستخدم الدعم كجزرة!

      بدا واضحا أن المؤتمر هو الجزء المتمم للضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على المعتدى عليه، ومجموع الدول التي شاركت في المؤتمر تنتظر انتهاء الحرب ونتائج الحركة المكوكية للدبلوماسية الأميركية كي يبنى على الشيء مقتضاه.

      إن الاشارة إلى أن تسليح الجيش مرتبط بالأوضاع الداخلية وتنامي المخاوف من الفتن الطائفية هو أخطر ما في الخلاصة، وهو بمثابة توريط للجيش بالنزاعات الداخلية ويعرضه لإنقسامات شبيهة بما حصل أبان الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975.

في الخلاصة للخلاصة: طالما أن المقاومة قادرة على المواجهة ،فإن قلب الحقائق واعتماد سياسة العصا والجزرة وتبادل الأدوار بين الإدارات الأميركية والأوروبية والعربية وتغطية العدوان، وإن الأرض سترفض مثل هذه الأفكار، فالمقاومة من تحت ليست كما ترونها من فوق.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى