لُبْنَانُ: الحُلْمُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْحَيَاةَ(غَازِي قَانْصُو)
بقلم: د.غَازِي قَانْصُو – الحوارنيوز
لُبْنَانُ، هَذَا الوَطَنُ الَّذِي يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ عَبَقَ التَّارِيخِ وَجَمَالَ الطَّبِيعَةِ، يُشَكِّلُ رِسَالَةً إِنْسَانِيَّةً خَالِدَةً تَدْعُو لِلسَّلَامِ وَالتَّنَوُّعِ وَالوَحْدَةِ. وَمَعَ كُلِّ مَا يُعَانِيهِ مِنْ تَحَدِّيَاتٍ، يَبْقَى لُبْنَانُ رِسالَةً وَمِنْبَرًا حَضَارِيَّا، وَيَبقَى شَعْبُهُ عُنْوَانًا لِلصُّمُودِ والتّحَدِّي وَالبِنَاءِ وَالأَمَلِ بِمُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ.
لُبْنَانُ، شُعْلَةُ النُّورِ الَّتِي لَا تَنْطَفِئُ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ كُلِّ الرِّيَاحِ الْعَاتِيَةِ، هُوَ الْحُبُّ الْمُتَجَذِّرُ فِي الْقُلُوبِ. هُوَ الوَطَنُ الَّذِي لَا تَزِيدُهُ الْأَزَمَاتُ إِلَّا قُوَّةً، وَلَا تُثْنِيهِ الْجِرَاحُ عَنْ الْمَضِيِّ قُدُمًا نَحْوَ الْأَفْضَلِ.
إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ لَيْسَتْ وَصْفًا عَابِرًا، بَلْ هِيَ نَبْضُ الْحَقِيقَةِ فِي قَلْبِ كُلِّ مَنْ يَحْمِلُ لِلُبْنَانَ الْوَفَاءَ وَالْإِيمَانَ بِمُسْتَقْبَلٍ أَكْثَرَ إِشْرَاقًا.
إِنَّهَا دَعْوَةٌ صَادِقَةٌ تُنَادِي كُلَّ فَرْدٍ مِنْ أَبْنَاءِ هَذَا الْوَطَنِ لِاسْتِعَادَةِ رُوحِ الْإِنْتِمَاءِ وَالِارْتِقَاءِ بِالْوَطَنِ، والقَولِ والعَمَلِ، إِلَى مَصَافِّ الدُّوَلِ الْقَادِرَةِ وَالْعَادِلَةِ.
إِنَّهُ السَّهْلُ وَالْجَبَلُ، الْبَحْرُ وَالسَّمَاءُ، إنّهُ الحَرفُ والقَلمُ، للحَضَارةِ عَلَمٌ، *إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الَّذِي يُنَاضِلُ،* وَإِنَّهُ الْمُجْتَمَعُ الَّذِي يَعِيشُ الْحَيَاةَ كَمَا يَصْنَعُ الْإِبْدَاعَ الَّذِي يُدْهِشُ. وَإنَّهُ إِرْثٌ ثَقَافِيٌّ وعِلمِيٌ، وَدِينِيٌّ وَاجْتِمَاعِيٌّ، وفِكرِيٌّ وأدًبِيٌّ يَبُثُّ خَيرَاتِهِ إلى العَالَمِ كُلِّه.
*يَا أَبْنَاءَ هَذَا الْوَطَنِ الْعَزِيزِ،* لِنَجْعَلْ مِنْ جِرَاحِ لُبْنَانَ مُنْطَلَقًا لِلْأَمَلِ، وَمِنْ تَارِيخِهِ الزَّاخِرِ بِالْعَطَاءِ، وبفِداءِ الشُّهَدَاءِ، نُقْطَةَ بَدَايَةٍ لِمُسْتَقْبَلٍ نَصْنَعُهُ بِأَيْدِينَا. فَلْنَبْنِ دَوْلَةً تَحْمِي الْإِنْسَانَ وَتَصُونُ كَرَامَتَهُ، وَتُعِيدُ لِلُبْنَانَ دَوْرَهُ الْحَضَارِيَّ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ.
لُبْنَانُ أكثَرُ بكثيرٍ مِنْ مَكَانٍ نَعِيشُ فِيهِ، إنَّهُ فِكْرَةٌ تَنْبُضُ بِالْحَيَاةِ، وَحُلْمٌ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحَقَّقَ. *إِنَّهُ وَطَنُ الرِّسَالَةِ، وَالْمِنْبَرُ الْحَضَارِيُّ الَّذِي يَصِلُ إِلَى الْعَالَمِ بِأَسْرِهِ.* إِنَّهُ قِيمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ تَسْتَحِقُّ أَنْ يُتَعَامَلَ مَعَهَا بِعَقْلَانِيَّةٍ وَعَاطِفَةٍ وَوِجْدَانٍ، بِأَمَانَةٍ وَاحْتِرَافٍ ونَزَاهةٍ وَإِيمَانٍ.
فَكَمَا أَنَّ لُبْنَانَ مَنَحَ الْعَالَمَ الْكَثِيرَ، *يَسْتَحِقُّ أَنْ يَحصُلَ عَلَى إِدَارَةٍ تَلِيقُ بِهِ،* تَصُونُ جَمَالَهُ، وَتُعَزِّزُ مَكَانَتَهُ، وَتَجْعَلُ مِنْهُ نَمُوذَجًا حَيًّا لِقُدْرَةِ الْإِنْسَانِ عَلَى تَجَاوُزِ الصِّعَابِ وَبِنَاءِ الْمُسْتَقْبَلِ.
*أَلَا يَسْتَحِقُّ هَذَا الْبَلَدُ الْجَمِيلُ إِدَارَةً كُفُؤَةً نَظِيفَةً تَقُومُ عَلَى الْمُبَادَرَةِ وَتَنْحُو نَحْوَ الْإِبْدَاعِ لِتُحَقِّقَ الْإِنْجَازَ، وَلِتَصِلَ إِلَى مَا نَحْلُمُ بِهِ مِنْ غَدٍ أَفْضَلَ؟*
*بَالطَّبْعِ، يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ وَأَكْثَرَ.*
*لُبْنَانُ يَسْتَحِقُّ إِدَارَةً تَحْتَرِمُ تَعَدُّدِيَّتَهُ وَتَنَوُّعَهُ، فَهُمَا طَبِيعَتُهُ، وَتُوَحِّدُهُ فِي إِطَارٍ وَطَنِيٍّ جَامِعٍ. إِدَارَةٌ تَسْعَى إِلَى بِنَاءِ “دَوْلَةِ الْمُوَاطَنَةِ”، حَيْثُ الْقَانُونُ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَحَيْثُ الْحُقُوقُ مَصُونَةٌ لِكُلِّ فَرْدٍ، وَحَيْثُ تؤدّى الوَاجِباتُ بِعَدالَةٍ، وَتُدَارُ الْمَوَارِدُ بِحِكْمَةٍ وَعَدْلٍ وَتَرْشِيدٍ.*
*إِنَّ بِنَاءَ دَوْلَةٍ قَادِرَةٍ وَعَادِلَةٍ هُوَ السَّبِيلُ الْوَحِيدُ لِضَمَانِ اسْتِمْرَارِيَّةِ هَذَا الْوَطَنِ وَاسْتِعَادَةِ مَكَانَتِهِ كَمَنَارَةٍ لِلشَّرْقِ، بَلْ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ.*
مَع تَحِيَّاتِي،
د.غَازِي مُنِير قَانْصُو
الإثنين الواقع فيه ٢٠-١-٢٠٢٥