ليس دفاعاً عن “القرض الحسَن”.. إنما عن حقوق ناسنا (أحمد عياش)
كتب د.أحمد عياش:
صحيح أننا كنّا نحن اوّل مَن سأل وكتَب عن مستقبل القرض الحَسَن في شهر ايلول في اسبوعه الأخير، عند استشهاد سيّد الفدائيين، وقبل اي منصة إعلامية. وللأمانة نعود لنكتب ونجيب على أسئلتنا التي طرحناها بانفسنا:
لا تستطيع الاستنتاج والحُكم الا إذ قارنت كي تبني على الشيء مقتضاه.
بين منظومة المصارف اللبنانية فخر إنتاج وصناعة النظام الرأسمالي الحرّ (او الفلتان من ايّ ضوابط)، ومن دون ان يتدمّر اي مصرف او اي أملاك لمصرف، ومن دون ان يُمس صاحب او مدير مصرف بأذى ،تمّ حجز أموال المودعين اللبنانيين واذلالهم في ابشع مجزرة مالية تسببت بإبادة قلوب وقهرعقول أكثر من مليوني لبناني، ومنهم من مات بجلطة قلبية مالية او بتوقف قلب مقهور مفاجئ، وبين مؤسسة القرض الحَسَن التي تدمّرت فروع كثيرة لها على مرأى العين، وأمام صحافة لبنانية وعالمية قدّمت وساعدت واعادت وخلال الحرب قبل شهر ايلول ملايين الدولارات لمستحقيها، عادت منذ أيام لفتح أبوابها لمساعدة الناس من دون ايّة تعقيدات إدارية ومن دون إذلال لأي طالب حاجة مالية..وحتى بلا سؤال!
هذا ما عرفناه بالدليل القاطع من أشخاص توجهوا للقرض الحسن في هذين اليومين عابسين وقلقين وعادوا مبتسمين.
والأجمل في الموضوع ان المستفيدين الذين أخبرونا لا ينتمون لمسلمي اهل الشيعة والجماعة، وليسوا ابداً من أنصار حزب الله .
ماذا تقول المصارف؟
ماذا يقول أمراء الدولة المالية العميقة اللبنانية؟
نحن الناس لا يهمّنا الكلام الفارغ عن حجم وحركة مال عبر بورصات وتحويلات، ولا يهمنّا الكلام عن هندسات مالية مشبوهة بين لص وحرامي وناهب وسمسار في نظام رأسمالي حرّ فلتان بلا ضوابط حسابية وحتى قضائية.
لا يهمّنا تقرير جمعية المصارف واصحابها وهضامة من ابتسم داخلا إلى القصر الجمهوري قائلا للاعلام انّه :
…جئت لأشرب كاس مع فخامة الرئيس..”
لا ذَهب عندي استودعته القرض الحسن، ولا استفدت يوماً من قرض إسلامي، إنما للأمانة وللكيدية وللنكاية اكتب وأقول: لتتعلم المصارف اللبنانية الأخلاق من مؤسسة القرض الحَسَن، وليخرس النظام الاقتصادي (الحرّ) الفلتان من ضوابط محاسبة وامانة، وليتعلم القليل من إخلاص مؤسسة اسلامية ناجحة مع مودعيها.
اقول كلامي هذا واستغفر الله للمودعين المسحوقين ولي ولكم، بإستثناء الحاكم بأمر المال العتيق ونوابه المتسلسلين وكل من يثبته التحقيق انّه غدر باللبنانيين.