ليس جوزف عون..(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
ليس قائد الجيش جوزف عون من يرضى بتوليه رئاسة الجمهورية، كرئيس كيدي، أو كرئيس يصعد إلى بعبدا على وهج حزام النار الذي يزرعه العدو الاسرائيلي.
هو جوزف عون الذي يعرف معنى السيادة واختبر حقد الاحتلال منذ نشأته كضابط وتدرجه حتى بلغ جبل الشيخ ومنطقة العرقوب كضابط مقاوم.
ليس جوزف عون الذي يرضى بغير إجماع وطني أو شبه إجماع، كما عبر بيان الرؤساء الروحيبن، لتوليه مسؤولية الرئاسة الأولى.
ليس جوزف عون الذي يقبل بأن تلغى ويتم تصفية ورقة المقاومة الوطنية، على اختلاف فصائلها، قبل أن يزول الاحتلال، كما نصت مختلف القرارات الدولية ذات الشأن، بما فيها القرار 1559. فقد نص البند الثاني من القرار على انسحاب مختلف الجيوش الأجنبية، قبل أن يتحدث البند الثالث عن حل الميليشيات وحصرية السلاح بيد السلطات اللبنانية.
ليس جوزف عون من يرضى بما رفضه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لجهة تسليم ورقة المقاومة قبل حل عادل وشامل ونهائي يستند إلى المبادرة العربية الصادرة عن القمة العربية في العام 2000، بتوصية سعودية.
ليس جوزف عون الذي يرضى بأقل من استراتيجية دفاع وطنية، تحدد العدو بوضوح، كما نصت وثيقة الوفاق الوطني (الطائف)، وتعزز فكرة المقاومة ضمن الاستراتجية، طالما أن العدو ما زال يجاهر بأطماعه ويهدد إستقرار لبنان بإعتداءاته وخروقاته وتدخلاته المباشرة وغير المباشرة بالشؤون الداخلية اللبنانية!
ليس جوزف عون من يفضل الرئاسة على الوحدة الوطنية اللبنانية، بل هو العامل بقوة لأن تكون الوحدة هي الرافعة والحصانه لرئاسة قادرة على ترسيخ الوحدة وتعزيز قيم التسامح والعيش المشترك والمواطنة…
ليس جوزف عون من يسلّم بمنطق أن يؤتى به رئيساً ليكون باباً واسعاً لإحتراب أهلي، بدل أن يكون الرئيس المنقذ القادر على تفعيل المؤسسات الدستورية وأن يحمي الدستور ويصون الوحدة اللبنانية والأرض اللبنانية.
ليس جوزف عون من يقبل بنشر الجيش اللبناني في الجنوب تحت وصاية المحتل ووفق شروطه، حتى ولو تمنت عليه الادارة الأميركية من خلال مبعوثين أو سفيرتها في بيروت أو الملحق العسكري لدى السفارة، وهو السيادي الذي يرضى بأفضل العلاقات مع مختلف الجيوش النظيرة، من موقع المستقل الحر، يأتمر بالمؤسسة الدستورية وبالدستور.
ليس جوزف عون من يغامر بنشر الجيش في الجنوب دون ضمانات دولية تستند إلى قرارات الأمم المتحدة، فبغير ذلك كمن يأخذ الجيش إلى هلاكه.
ليس جوزف عون من يحصر علاقات لبنان بالغرب، أو بالشرق، بل هو من تلمّس أهمية العلاقة مع غرب أو شرق بما يخدم لبنان والقضية اللبنانية.
ليس جوزف عون من يرضى برئاسة ذل والدم اللبناني لم يجف بعد جراء جرائم العدو الاسرائيلي على مختلف الأراضي اللبنانية.
إبن الجنوب، إبن بلدة العيشية، يدرك معاناة أهله منذ بدايات القرن الماضي، وتسلسل مجازر العدو بدءا بمجزرة حولا في العام ١٩٤٧ وما تلاها من مجازر وحروب واحتلالات.