كتب أفيغدور ليبرمان، وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، مقالة في صحيفة “معاريف” الاسرائيلية، قال فيها إنَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يقود إلى تدمير الهيكل الثالث، ويُعرّض وجودنا للخطر، ويقودنا إلى الهلاك”، مُحذّراً “إذا كان هذا هو وضعنا في مواجهة حماس، فما هو موقفنا في مواجهة حزب الله وإيران؟”.
وهذه هي الترجمة الكاملة لمقال ليبرمان المنشور صباح اليوم:
إن الخسارة الكاملة للردع والنظام والأمن والحوكمة، وانهيار المنظومات الحكومية كما رأينا في الأسبوع الأخير، لم يسبق لها مثيل. لكنَّ العنوان كان على الحائط.
في وقتٍ مبكّرٍ من العام 2009، خرجتُ برسالةٍ واضحةٍ وحذّرتُ من السيناريو الذي نعيشه بالضبط اليوم: أعمال شغب، واشتباكات جماعية بين اليهود والعرب داخل البلاد. كما أوضحتُ أنّه حيثما يكون هناك صراعٌ بين الشعبين، فإنَّ الإرهاب الإجرامي في النهاية سيتحوّل إلى إرهابٍ قوميٍّ أيضاً.
لكن بعد ذلك بالطبع، هاجمني كل “الأشخاص الطيبين”، بأحكام مسبقة وميول عنصرية، بمجموعة متنوعة من الاتهامات والافتراءات، مثل “بوتين، عنصري، فاشي، روسي، إلخ”.
ما يحدث اليوم هو أن تلك العصابات من طوبا زنغاريا واللد والبدو في الجنوب، أصبحت أكثر قومية، وهي تتعاطف مع حماس والجماعات المتطرفة وسط الفلسطينيين. حتى المهووسون بالحرائق من الجانبين: سموتريتش وعصابته، ومنظمات مثل لهافا ورائد صلاح والفصيل الشمالي للحركة الإسلامية، لا يفوّتون فرصةً لصبّ الزيت على النار.
وبدلاً من دعم الموالين للدولة، يحاولون إرضاء المتطرفين والتخلي عن أصدقائنا وحلفائنا. وهذا صحيح داخلياً وخارجياً.
تمّ التخلّي عن كل من ربط مصيره بمصيرنا، وقد دفع أولئك الثمن: الملك (الأردني) عبد الله (الجد الأكبر للملك عبد الله الحالي)، أنور السادات، بشير الجميّل، عصام السرطاوي. لقد قُتلوا جميعاً. وتمّ التخلّي كذلك عن جيش لبنان الجنوبي، ويمكن الاستمرار بالتفصيل…
وبخصوص حماس، فإن السياسة التي ينتهجها نتنياهو هي الهدوء مقابل المال، والكثير من الأموال.
ما بدأ بـ7 ملايين دولار بعد 500 صاروخ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، تحول الآن إلى 1500 صاروخ و30 مليون دولار شهرياً.
وليست المسألةُ مسألةَ هدوءٍ فحسب، بل اتفاقٌ ضمنيٌّ أيضاً على مواصلة تعاظم حماس إلى أبعادٍ تشبه تعاظم حزب الله، والتسليم بحقيقة أن منظمة إرهابية أصبحت جيشاً إرهابياً، بألوية وكتائب وبناء قوة وإنتاج أسلحة بشكل مستقل.
في استقالتي في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بعد تبنّي الكابنيت لسياسة نتنياهو التسووية، قلتُ إنَّ “المسلسل” عبارة عن غسيل كلمات للاستسلام أمام الإرهاب ودفع فدية الحماية “للمخربين”.
شرحتُ أنني لا أستطيع الاستمرار في النظر إلى وجوه الجنوبيين (مستوطنو جنوب فلسطين المحتلة). فكيف يسمح نتنياهو لنفسه اليوم بالنظر في عيون مواطني إسرائيل بعد فقدان الردع والسيادة والحُكم؟
للأسف، منذ استقالتي، تعود المبادرة والسيطرة على الأحداث إلى حماس. إسرائيل يتمّ جرّها فقط إلى الرد. تحدد حماس متى يبدأ الصراع ومتى ينتهي، وتحت أي شروط.
نتنياهو يخشى الإضرار بالقيادة العليا لحماس، الذين يعطون الأوامر بإطلاق الصواريخ على دولة اسرائيل، وهو مكتفٍ بالمستوى الذي يُطلِق ويُنفّذ.
بالإضافة إلى ذلك، فهو يخشى إثارة المطالب الأكثر شرعية، مثل المساعدة المالية ووقف القتال فقط مقابل نزع السلاح وعودة الأبناء من الأسر.
في العملية الحالية لا يوجد هدفٌ استراتيجيٌّ ولا أهداف واضحة. يجب على دولة إسرائيل أن تحدد ما هي نهاية لعبتنا ضد قطاع غزة، وكيف ستنفذها. مناقشة يرفض نتنياهو بعنادٍ إجراءها في الكابنيت.
كما أن الوضع السياسي هو نتيجةٌ مباشرةٌ لمقاربة نتنياهو الأساسية: “بعدي الطوفان”، “روحي تموت مع الفلسطينيين”.
أيُّ شخصٍ عاقلٍ فشل بعد أربعِ انتخاباتٍ بتشكيل حكومةٍ فاعلةٍ، وبعد أكثر من عقد في السلطة، وأيضاً بعد أحداث جبل ميرون، والعار في المواجهة الحالية مع حماس، وأعمال الشغب الصعبة داخل إسرائيل، كان عليه أن يقوم ويستقيل، وأن يسمح لحزب الليكود بتشكيل حكومة يمينية.
لكنَّ نتنياهو أخذ دولة إسرائيل رهينةً لبقائه الشخصي. لذلك هذا الشخص يعرّض وجودنا نفسه للخطر، ويقودنا إلى الهلاك.
بالإضافة إلى ذلك، أقترح على كل مواطنٍ في إسرائيل أن يسأل نفسه: إذا كان هذا هو وضعنا في مواجهة حماس، فما هو موقفنا في مواجهة حزب الله وإيران؟
سيدي رئيس الحكومة: ارحل
زر الذهاب إلى الأعلى