لو كان الرئيس رفيق الحريري حيا(محمد بكداش)
محمد بكداش – الحوارنيوز خاص
ربما تختلف في الرؤى والأهداف، أو في وسائل العمل مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، لكنك لا يمكن إلا أن تقدر للرجل حسّ المسؤولية الوطنية وجرأته في التعامل مع ملفات شائكة.
نعم، لوكان حياً، ولبنان يعيش أزمة سياسية، بهذا الحجم، تهدد كيانه بعد أن تعطلت مؤسساته الدستورية، لما تردد في زيارة خصومه وفتح باب النقاش واستيلاد الحلول بما يحفظ لبنان وشعبه ويحمي استقراره العام.
لقد اختلف الرئيس الحريري في بعض الرؤى مع العديد من القوى السياسية، وكان لديه مقاربة مختلفة لبعض المسائل لكنه لم يعرض الأمن الوطني أو القومي لأي خطر، وحرص على حماية عناصر القوة للبنان وفي المقدمة منها عنصر الردع المتمثل بالمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
لو كان حياً، لقام بزيارة لرئيس الجمهورية ولرئيس مجلس النواب، وما خرج إلا بتصور ينهي حال الإنقسام الذي أعادنا إلى إنقسامات الآحتراب الأهلي البغيض.
لو كان حياً، لما هدد خصما، وما خان حليفا ولا قال في حقه :” عمرو ما يكون”.
لو كان حياً، لرفض أن يفتح الباب للتدويل أو للتدخلات الخارجيه، بل لطالب بأن يلعب المجتمع الدولي دوره في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كسبيل لإنهاء حل الصراع وبلوغ مرحلة السلم والإستقرار الدوليين. ولكان عاب على البعض مناوراتهم المتجددة، بعد فشل مناوراتهم العام 2006.
لو كان حياً، لجال على أصدقائه في دول العالم واجترح المعجزات لخروج لبنان من محنه، أو أنه قد أعاد تصويب بعض سياساته في الاقتصاد أو غيرها من القطاعات، ولم يسلم لبنان للفراغ.
ما أحوجنا لرجال دولة، يقدمون مصالح البلاد والعباد على مصالح أحزابهم وطوائفهم ومللهم.