لهذه الاسباب يرتفع سعر الذهب في الاسواق العالمية
تجاوز سعر أونصة الذهب اليوم سعر ١٩٨٠ دولار ليعود وينخفض الى ١٩٣٠ بعد تصفية مراكز كان المضاربون قد كونوها خلال الفترة الماضية لعلمهم بأن أسعار هذا المعدن سيحقق إرتفاعا" كبيرا" . وقد ارتبط إرتفاع سعر الذهب بعدة عوامل تحركه صعودا" وهبوطا" ، أهم هذه العوامل :
١- قوة وضعف الدولار
بعد تجاوز الدين العام الأميريكي عتبة ٢٣ تريليون دولار وتقدمه على الناتج القومي البالغ حوالي ٢٠ تريليون دولار ووصول الدين العام اليوم الى حدود ٢٤ تريليون دولار ، والخوف من تفاقم أزمة الدين العام الأميريكي وإرتفاع وتيرتها ، دفع سعر الذهب الى الأرتفاع وزاد الطلب عليه باعتباره ملاذا آمنا في حال الأزمات .
٢- الحرب الأقتصادية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وحرب الرسوم الجمركية التي خفضت التعاملات التجارية بين الدولتين الكبيرتين ، مما دفع الكثير من المستثمرين الى التحول نحو إكتناز الذهب خوفا" من أزمة إقتصادية عالمية تلوح في الأفق .
٣- العقوبات التي تفرضها الولايات المتحده الأميريكية على العديد من الدول وخاصة الغنية بالنفط مما يدفع هذه الدول الى التعامل مع عملائها بالذهب لعدم إمكانية قبض ثمن شحناتهم من النفط وغيره بالدولار الأميريكي مما أدى الى زيادة الطلب عليه في الأسواق .
٤- أزمة كورونا وتأثيرها الكبير على الأقتصادات العالمية خاصة الأقتصادات الكبرى وتراجع نمو هذه الأقتصادات مع تحقيق إنكماش للعديد منها ، وبالتالي الخوف من مزيد من الأنكماش والخسائر في الأسواق المالية في قيمة الشركات وأسهمها ، مما دفع الكثير من المستثمرين الى الخروج من هذه الأسواق واللجوء الى شراء الذهب كملاذ آمن في مثل هذه الظروف مما زاد الطلب على الذهب عالميا" وأدى الى إرتفاع الأسعار .
٥- زيادة الطلب الطبيعي في الأسواق الناشئة والدول النامية وعلى رأسها الصين والهند والذي دفع الى مزيد من الطلب على هذه السلعة في الأسواق ودفع أسعارها الى مزيد من الأرتفاع .
هذه العوامل يمكن معالجة بعضها مع معالجة أزمة كورونا لكن يبقى العديد منها غير قابل للمعالجة إلا عبر زيادة الأنتاج عالميا" وهذا الأمر غير ممكن اليوم نظرا" لأضمحلال العديد من المصادر ونظرا" لبعض العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة على بعض الدول التي تملك موارد مهمة ، وهذا يعني انه لا أفق لأنخفاض مهم في سعر هذا المعدن على المدى القصير والمتوسط ، بل يمكن أن يحقق بعض المكاسب خاصة إذا ما استمرت أزمة كورونا بالتصاعد ولم يتم إيجاد حل لهذا الموضوع .