كتب محمد هاني شقير
عقد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لقاءً في قصر الصنوبر تحت عنوان “القوى السياسية الأساسية في المعارضة”، ضم الكتلة الوطنية وتقدم وبيروت مدينتي ومسيرة وطن وحزب الكتائب وحركة الاستقلال / ميشال معوض، والعامية ١٧ تشرين، فيما رفض حضور اللقاء الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري وحركة “مواطنون ومواطنات في دولة” و”ممفد” والمرصد الشعبي و”لحقي”.
وبينما تبدو ظروف ومعطيات القوى المشاركة في اللقاء واضحة لجهة تعليق الأمال على تدخلات سياسية خارجية بغية حل المعضلة اللبنانية التي بدأت تدخل البلاد في نفقٍ غير معروفةٌ نهاياته، فقد كان لافتًا رفض القوى السياسية المذكورة المشاركة في اللقاء الذي لخصت مصادرها أسبابه بما يلي:
– إن شكل وطريقة الدعوة للاجتماع فيها خفة بالتعاطي السياسي، وهي تشبه الى حدٍ بعيد تعاطي عنجر مع مختلف القوى السياسية سابقًا.
– ترى هذه القوى أن حل الازمة اللبنانية لا يكون إلا داخليًا، وأن كل تدخل خارجي من شأنه أن يبنى على مصلحة القوى الخارجية بالدرجة الأولى، وبالتالي لن يكون الحل لمصلحة لبنان وشعبه.
-إن أي محاولة سياسية وبخاصة خارجية انما هي تهدف الى اعادة تعويم السلطة السياسية التي عليها أن تتحمل بالتكافل والتضامن مسؤولية ما اقترفت يداها بحق الوطن منذ عشرات السنين؛ أفليست هي من أفلس لبنان ووضعه تحت مديونية هائلة من جهة وراكمت ما راكمت من أموال طائلة بعضها حولته الى الخارج والبعض الآخر كدسته في منازل أقطابها؟ أفليست هي مسؤولة عن تدمير مرفأ بيروت وبيروت وسقوط مئات الضحايا والجرحى ولم يجر توقيف مسؤول لبناني واحد في هذه الجريمة؟ أفليست هي المسؤولة عن سرقة جنى عمر اللبنانيين عدا عن سرقة أحلامهم في العيش بوطنٍ عزيز كريم؟
أما المشكلة الأخرى والتي ما زالت نقطة سوداء في تاريخ الدولة الفرنسية الحديثة، فهي المتعلقة باستمرار احتجاز المناضل جورج عبدالله بدون أي مسوّغ قانوني وذلك تلبيةً لإرادة الولايات المتحدة الاميركية.
من جهتها عللت حركة مواطنون ومواطنات في دولة رفضها المشاركة بالاجتماع تلافيًا لمنزلقين خطيرين: أن تضيع الجهود التي نقوم بها في الداخل لإرساء صيغة بديلة لعلاقة الدولة بالناس وبهمومهم في خضم شعارات مبعثرة أو طموحات متنافرة، أو أن نجعل من الفرنسيين شهودًا على التشتت الذي يحكم ساحتنا في وقت نسعى جاهدين للملمته حول خيارات واضحة.
هذه مآخذ القوى المعارضة التي رفضت الاجتماع مع وزير الخارجية الفرنسي لودريان في قصر الصنوبر، وهي قوى رئيسة في انتفاصة 17 تشرين، وتعتبر أن الحل يبدأ أولاً وأخيرًا داخليًا،” وبدل أن تعود هذه الدول الى لبنان لضخ اوكسيجين في الطبقة السياسية المتهالكة يمنحها وقتًا اضافيًا، فإن الأجدى هو أن تعتذر تلك الدول من الشعب اللبناني على أخطائها المتمثلة بدعمها لهذه الطبقة منذ إكثر من ثلاثين عامًا مسببةً كل هذه المآسي بحق لبنان واللبنانيين معًا”.
زر الذهاب إلى الأعلى