طلال الامام /السويد- الحوار نيوز
يقوم نشطاء يساريون ومن اجل السلام في السويد بحملة واسعة لمنع التوقيع على معاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة الامريكية .تم لهذا الغرض توجيه رسالة الى الرأي العام و مختلف وسائل الاعلام والى جميع اعضاء البرلمان السويدي /الريكستاغ، للتحذير من عواقب الموافقة على هذه الاتفاقية على مستقبل الامن والسلام على السويد والعالم .
لقد قامت الحكومة السويدية منذ فترة باجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة الامريكية من اجل ابرام هذه المعاهدة .ابرز النقاط المعلنة حتى الان هي حق الولايات المتحدة الامريكية استخدام وتخزين اسلحة في 17 منطقة/قاعدة عسكرية من شمال السويد الى جنوبها، ومن غربها الى شرقها( انظر الخريطة المرفقة ) .طبعا اضافة الى تواجد الجيش الامريكي فيها .
لم تتضمن المعاهدة كما اعلنت مثلا استثناءات بعدم نشر اسلحة نووية فوق الاراضي السويدية، او ارسال الجيش السويدي للانخراط في نزاعات اقليمية او عالمية .كما تنص المعاهدة على ان القانون الامريكي هو الذي يسري على العاملين في تلك القواعد ، وبالتالي لايمكن معاقبة اي امريكي ارتكب جريمة وفقا للقانون السويدي .
ان التوقيع على هذه الاتفاقية يزيد من امكانية انجرار السويد الى صراع بين الولايات المتحدة وروسيا، وبالتالي المخاطرة ان تصبح السويد هدفًا للقنابل /الاسلحة النووية .كما تعني امكان ارسال جنود سويديين الى مناطق النزاع في العالم وفق اجندة امريكية .
سوف تزيد هذه الاتفاقية من الانفاق الحربي في السويد، في وقت تعاني البلاد من غلاء المعيشة وتناقص الامتيازات التي تحققت في سنوات مابعد الحرب العالمية الثانية في مجالات التعليم ، الرعاية الصحية والاجتماعية والسكن .
الاهم انها تتعارض مع الدستور السويدي . ستفقد السويد دورها في امكان المساهمة في حل النزاعات الدولية كوسيط محايد .
ومن المزمع ان يصوت البرلمان السويدي على هذه المعاهدة في ربيع 2024 . وحتى ذلك التاريخ تجري نشاطات متنوعة تهدف الى كشف الاهداف البعيدة والقريبة لهذه المعاهدة للرأي العام داخل السويد وخارجها .
ان سياسة الحكومة السويدية الحالية وهرولتها نحو الناتو ونحو ابرام هكذا معاهدة، ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل السويد والعالم . ويبقى السؤال لمصلحة من تتم التضحية بموقع السويد ومستقبل سكانها ؟
لترتفع الاصوات ضد ابرام هذه المعاهدة من اجل السلام العالمي .