لماذا يعطي البطريرك الراعي الاولوية للتمديد وليس للانتخاب ؟(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
يخوض البطريرك مار بشارة بطرس الراعي معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وكأنها معركة مصيرية ووجودية، تتقدم على القضية الأهم والمتمثلة في وجوب وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
منذ غادر الرئيس ميشال عون القصر الرئاسي بتاريخ 30 تشرين الأول 2022 ولتاريخه، جرت عدة محاولات انتخابية في المجلس النيابي دون أن يوفّق النواب في انتخاب رئيس لعلّة في الأكثرية المطلوبة.
وبموازاة ذلك لم ينجح البطريرك الراعي في جمع أطياف الأحزاب المارونية الرئيسة في البلاد لمرة واحدة ،من أجل حوار يفضي الى توافق بين هذه الأحزاب على اسم يكون موضع ترحيب من قبل القوى اللبنانية كافة، ومصدر ثقة الجميع ويكون لديه الأهلية لقيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة، داخليا وإقليميا.
لماذا يصب البطريرك كامل طاقته ويحصر مساعيه من أجل التمديد للعماد جوزاف عون ولا يبذل الجهد نفسه من إتمام عملية إنتخاب رئيس للبلاد تنطلق معه عملية إعادة انتظام الحياة الدستورية بعد أن تعطلت بصورة شبه كاملة؟
لماذا بدأ يستنجد بالدول الصديقة والشقيقة واللجنة الخماسية، من أجل عون لا من أجل الرئاسة؟
لماذ يرفض البطريرك الإقرار بفشل محاولاته لجمع البيت الماروني تحت قبة بكركي ويرفض الاعتراف بأن بجزء كبير منه، عبارة عن صراع ماروني – ماروني.
ويذهب أبعد من ذلك فيرمي الموضع على الرئيس نبيه بري دون أن يسميه ويتهمه “بتمرير مخططات ما”، وبأنه يمارس “لعبة سياسية لم تعد شريفة”، وفقا لما عبر الناطق الرسمي بإسم بكركي وليد غياض بعد زيارة مفاجئة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى بكركي أمس!
ألا تستوجب “الشركة اللبنانية” أن يكون كافة المساهمين على قناعة بمستقبل هذه الشراكة؟
الخطورة الأكبر على البلاد هي في النظام الطائفي – الديمقراطي المركب، ورفض تنفيذ الاصلاحات الدستورية التي تؤسس لبناء دولة المواطنة. وهذا الرفض الذي تُجّمع عليه الأحزاب المسيحية سيؤسس لفراغ تلو الفراغ حتى خواء البلاد للميليشيات المسلحة والتي بدأت تطل برأسها في أكثر ن منطقة لبنانية.
قوة البطريرك وقوة بكركي في ألا تتحول إلى طرف مسيحي أو طرف لبناني، هي فوق الجميع وخطابها يجب أن يبقى موحّدا لامقسّما، وإنطلاقاً من ذلك يمكن للصرح البطريركي أن يبادر بجدية لبلورة اسم رئيس قادر على توحيد النسيج الاجتماعي ووضع البلاد على سكة الحلول الاقتصادية والإجتماعية ووضع القضايا الخلافية على طاولة حوار تعيد الأمور الى مكانتها الطبيعية.
هل يفعل البطريرك أم يبقى يقاتل على جبهات المحاور الداخلية، ما يضعف شأنه ويدخله بازارا رخيصاً؟