لماذا لا ينتفض اللبناني لكرامته؟
تحدثنا سابقا عن مقدرة تحمّل الذل و التوتر النفسي لدى اللبناني، وذكرنا ان من اسباب عدم انتفاضته، شعور اللاجدوى من الكفاح السياسي-الاجتماعي نظرا لخيبة الأجيال السابقة ورؤية قادتهم المناضلين وقد ظهرت عليهم علامات الثروة الحرام دون ان يتغير شيء من واقع حال الناس بل زاد وضع الناس سوءا واذلالاً وحاجة، اضافة لتحول حدود مصلحة الطائفة، لحدود مقدسة فكريا، ممنوع تجاوزها بالقانون او بالمنطق الوطني، كما نجح القادة بوضع يدهم على اموال اللبنانيين المنهوبة في الحرب والسلم، يضاف اليها ما خف وزنه وغلا ثمنه من البلدان المشتعلة من حول البلاد كما نجح القادة الماكرين ان يحولوا أنفسهم ببركة كهنة الطوائف إلى قديسين وممثلين ابديين لمصالح البرجوازية داخل طوائفهم، ما جعل اللبنانيين أشبه بالعبيد.
نجح القادة النبلاء من قمع كل حراك شريف بتسليط عبيد فقراء على عبيد محرومين و بلطجة عبيد محتاجين على عبيد مستخدمين، قاتلوا المرحومون بالموتى، طمعا بحفنة من الدولارات او بوعد بوظيفة أجير في الدولة او في مؤسسة تابعة لحزب ما لاقتناعهم ان زمن التضحية قد ولى وحلّت المغانم الشخصية…
ربما اللامركزية الادارية تفضح لصوص الطوائف وعصابات المناطق اذ تجعلهم مفضوحون في تجاراتهم الحرام في مواجهة أهلهم مباشرة وتسقط عنهم ما إعتقده الناس بأن قادتهم انما يسرقون الآخرين من أجلهم!!
كيف يتحرك العالم بمحكمة دولية من أجل اغتيال رئيس حكومة ويلتزم الصمت امام مجزرة خيانة عظمى اقتصادية تهدد مصير شعب بأكمله؟
ترى اللبنانيون سكارى وما هم بسكارى، كالعبيد في مجتمع النبلاء والكهنة وكبار الضباط وكبار القضاة، ما جاءت برجوازية طائفة الا لتحل مكانها مصالح برجوازية شابة جديدة تجيد السرقة الحديثة بلطف وتدفع فقراء الطوائف للتقاتل بدل ان يسيروا بشعار: يا فقراء الطوائف اتحدوا، لتبنوا لبنان الجديد!