لماذا لا ينتفض اللبناني !؟
من الأسئلة التي تحتاج الى إجابات علمية نفسية-إجتماعية-سياسية -دينية :
1- ما هي مقدرة تحمّل الضغط النفسي عند اللبناني ؟
2-ما هي الاسباب التي تمنع صرخته أو ثورته أو تمرده او عصيانه ضد قاتليه من الطغمة الاقتصادية-السياسية-الدينية الحاكمة؟
اما السؤال الأول ومن خلال تجربتنا العيادية بإمكاننا ان نقول دون أن نجزم ، أن اللبناني ونتيجة الضغط النفسي اليومي من أعباء الحياة اليومية ومشقة إنتاج المال لمنع الجوع وستر العائلة وتراكم الخيبات وفقدان الأمل من تحسن الأحوال وشعور اللاجدوى الخاص والعام، قد تجاوز الحدّ الأخطر أي تجاوز الخط النفسي الأحمر لكينونة اللبناني مما زاد من حالات الانتحار والجرائم وتعاطي الممنوعات والنصب والاحتيال واللاثقة المتبادلة بين الناس وإعتبار كل لبناني أن جوعه من شبع جاره والشك والظن والخوف والقلق والأمراض الحادة كالجلطة الدماغية والقلبية وارتفاع ضغط الدم و ارتفاع مستوى السكريات والامراض المزمنة وأوّلها السرطانات التي هي على علاقة وثيقة بالتوتر النفسي والقهر المزمن الذي يضعف جهاز المناعة ما يسمح بفوضى تكاثر الخلايا السرطانية.
قدرة تحمل اللبناني للضغوطات النفسية-الاجتماعية مرتفعة ويعود ذلك لإدراجه بطولته الوهمية في خانة الصمود اليومي والمثابرة والصبر والحنكة والشطارة بانتظار هبة من لله او التوفيق بصيد انساني او مهني يسميها رزق حلال او رزق الضرورة والحربقة كي لا يسميها رزق حرام من تجارة او تشبيح او جريمة.
أما الاسباب التي تمنع صرخته فكثيرة وربما نجهل أكثرها لحيرتنا الا اننا بإمكاننا ان نذكر بعضها:
شعور اللاجدوى من النضال والكفاح السياسي-الاجتماعي اذ خاض اغلب الأباء التجربة ضد من اعتقدوهم سابقا إقطاعيين-رجعيين-متآمرين و أوصلوا من اعتقدوهم ثوريين-اشتراكيين-محرومين -تقدميين-وطنيين-مقاتلين-مناضلين -سياديين الى الحكم ليصابوا بالخيبة-الصدمة-الحقيقة المُرّة ان اغلبهم رأسماليين-نصابين-مخابراتيين -شبيحة -ملاكين كبار قد سيطروا على هبات ليبيا والعراق والسوفيات او غنموا من الحرب كمجرمين مستقلين ميليشياويين او كشركاء سمسرة او ملحقين او اتباع لتجار الوجود العسكري السوري او الاحتلال الاسرائيلي وبالاضافة لما تقدمنا نزيد سببا آخرا هو تحول حدود مصلحة الطائفة الى حدود مقدسة فكريا ممنوع الاعتداء عليها بالقانون او بالحق او بالمنطق الوطني وقد نجح زعماء الطوائف ان يحولوا أنفسهم لقديسين او سحرة من طبقة النبلاء و في ترسيخ الخوف من الآخر المختلف ذلك بمساعدة الكهنة وكبار ضباط القوى المسلحة لتصبح حدود مصالح الطائفة لمقدسات فكرية لا يمكن عبورها من دون إذن كبير الآلهة او كبير الكهنة، كل ذلك جعل من اللبنانيين عبيدا رغم حريتهم في "ابداء الرأي" ! وعند إي خطأ من العبد يجوز جلده من القوات المسلحة الشرعية او اللاشرعية و اللبناني العبد غدى مطيعا مؤمنا ان مصلحته في مسايرة أسياده لعله يستفيد من هنا او هناك بعضمة وظيفة او كسرة خبز من واسطة ما .
في التاريخ حصلت ثورة واحدة للعبيد بقيادة اسبرتاكوس وقد فشلت وما زال الجميع عبيدا بنسب متفاوتة في طول وعرض البلاد في هذا العالم واللبنانيين كشعب ما زالوا جزءاً من عالم العبيد هذا وهم لا يعلمون.
تتغير اسماء النبلاء وأسماء إمارات المال واسماء رجالات الاستغلال الاقتصادي من اجل ربح مال حرام وملعون و الاستعباد الاقتصادي(شركات كبرى ومصارف ويضاف اليها الجامعات) والسياسي والديني باقٍ وتحت تحالف مقدس بين النبلاء والكهنة وحثالة المثقفين كشعراء البلاط وكبار ضباط القوى المسلحة.
طبيب نفسي