الحوارنيوز – خاص
كانالأردن وما يزال موضع أطماع تاريخية لدولة الاحتلال، على الرغم من حجم التنازلات التي قدمها لها النظام الأردني واعترافه المبكر بشرعيتها وإقامة علاقات دبلوماسية وتوقيع اتفاقية “وادي عربة” للسلام عام 1994، على ما انطوى من تنازلات عن حقوق سيادية أردنية تحت مسمى ” الأوضاع الخاصة بمنطقة الباقورة – نهاريم التي هي تحت السيادة الأردنية (حقوق امتلاك خاصة إسرائيلية يقرر الطرفان تطبيق المواد المنصوص عليها في الملحق 1/1) بالإضافة الى موضوعات في غاية الأهمية كالاجئين والمياه والأمن.
تتجاوز أزمة الأردن مع دولة الاحتلال بعض التفاصيل الأمنية الصغيرة أو الإشكالات البروتوكولية، بل هي تتعدى ذلك لتطرح قلقا أردنيا حقيقيا يتصل بمشاريع ومخططات مطروحة على الطاولة الاسرائيلية و”تحتها” تقضي بأن يكون الاردن هو الوطن البديل للفلسطينين كجزء من الحل النهائي للصراع العربي الاسرائيليي.
لم يقدم الاردن ما قدمه من تنازلات إلا ليأخذ بالمقابل إعترافا اسرائيليا بالكيان الأردني كدولة ذات سيادة، وهذا ما قام به النظام الأردني، لكن السلوك والممارسات الإسرائيلية السرية منها والعلنية عكس ذلك.
والآن تأتي زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الى الأردن لتعطي عمان جرعة طمأنينة بأن سلوك نتنياهو الذي هو إمتداد لمخطط آرييل شارون القاضي ب فلسطنة الأردن (الوطن البديل) قد انتهى لمصلحة تعزيز التعاون المشترك.
وستكون للزيارة انعكاسات على علاقات الأردن مع الفصائل الفلسطينية ومع الحكومة الفلسطينية، ولا يستبعد مراقبون أن يكون لها تداعيات على مستوى علاقات الأردن ببعض الدول العربية كدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح هرتسوغ في مقابلة مع قناة “كان الإسرائيلية، أن الاجتماع عقد بدعوة من الملك عبد الله، وبالتنسيق مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لبيد.
وأضاف أنه بحث القضايا الإستراتيجية بين الجانبين خلال الاجتماع “الدافئ”، وقال إن “الأردن بلد مهم للغاية، أنا أحترم الملك عبد الله، فهو زعيم عظيم ولاعب إقليمي مهم”.
وعلى الرغم من أن موقع رئاسة الجمهورية في دولة الاحتلال هو اعتباري ومعنوي، إلا أنه ينطوي على بعض الدلالات إذ أنه جاء بعد زيارة رئيس الحكومة الجديد الى الأردن في نفس السياق.
زر الذهاب إلى الأعلى