لماذا انتظر العرب شهراً لقمتهم.. وهل من جديد في خطاب نصر الله ؟ (جواد الهنداوي)
د.جواد الهنداوي – الحوار نيوز
قمتان عربية واسلامية تُعقدْان بعد اكثر من شهر على بدء أردأْ واقبحْ حملة ابادة جماعية للشعب الفلسطيني ،تشهدها الانسانية في عصرنا الحديث ،وفي عقر دار العروبة و الإسلام. ! أليس في الامر رسالة اهانة واستخفاف من الصهاينة و الغرب الى العرب و المسلمين ؟
تسقطُ الاقنعة وتتوضّح تفصيلات في المشهد الميداني العسكري والسياسي للمعركة ،يوماً بعد يوم .
فلا أحد يُزايد على موقف اليمن وموقف لبنان المقاومة ،وموقف عراق الحشد الشعبي ، و بالمقابل يختبئ البعض خلف تنظيرات وتفسيرات لمفهوم مقاومة الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة . فمنهم مَنْ يراها فتنة ومغامرة ، و يُهادن ( ان لم نقل يدعم ) البعض الآخر جهود اسرائيل و الصهيونية . ويدركُ الشعب العربي اليوم اكثر من امس مَنْ كان وما يزال خلف داعش والارهاب . انه صناعة صهيونية بامتياز ، وما الهجوم الذي تعرّض له الجيش العربي السوري و بعض فصائل المقاومة في بادية الشام ،قبل ايام وارتقى اكثر من ثلاثين شهيداً ،الاّ دليل على التعاون بين داعش واسرائيل .
ما هي اهداف القممْ ؟
هل سيتم تبني قرار عربي او اسلامي بتقديم دعوى قضائية امام محكمة الجنايات الدولية ضد نتنياهو ،و اتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة وضّد الانسانية ؟
هل يستطيع و يرغب العرب بالتلويح ( على الاقل ) بسلاح النفط والغاز ،كوسيلة ضغط على امريكا والغرب ،من اجل تطبيق حّلْ الدولتيّن ؟
هل سيقررون اعتبار الجيش الصهيوني منظمة ارهابية ؟
هل سيطالبون العالم بوضع اسلحة اسرائيل النوويّة تحت الرقابة الدولية ، على اثر تصريح وزير تراثها الصهيوني ،بالقاء قنبلة نوويّة على غزّة ؟
سيكتفون ،على ما اعتقد ،بضرورة تطبيق حّلْ الدولتيّن والاسراع برفع الحصار عن غزّة وتقديم المعونات والمساعدات .. لا اكثر من ذلك .
لماذا تأخّر العرب في اجتماعهم القممي ؟ وما الذي كانوا ينتظرونه ؟ هل لامريكا ،والتي تدير المعارك ميدانياً و سياسياً شأن ودور في ذلك ؟ هل كانوا يتوقعون وينتظرون مشاركة ايران في المعركة ، كي يتغيّر المشهد وتُرسمْ سيناريوهات اخرى ؟
لو كان لايران مشاركة في المعركة ، ومشاركة بريّة اوسع لحزب الله ، لاصبحت هوية المعركة ليست فلسطينية ، و انما دينية و شيعيّة ، في نظر الغرب و بعض العرب ، ولاصطفَ البعض يقاتل وعلناً مع اسرائيل !
خطاب السيد نصر الله ليوم غد لن يخرج عن المسار الذي رسمه في خطابه الاول ،حين ارسى قواعد جديدة للاشتباك ، واهمها ” لن ندعْ اسرائيل تنتصرْ ” .
لنْ يرهن سماحة السيد نصر الله فحوى خطابه ، و ما يريدُ قوله ويسعى لاتخاذه ، بأجواء القمم وبما يُقال من تصريحات وبيانات . سيشهدُ ويستمع المواطن العربي والمُتابع ، وكذلك العدو الى موقفيّن : موقف يمثّلُ حركات ومحور المقاومة ، من خلال خطاب السيد ، والموقف الرسمي للعرب وللمسلمين ، من خلال بيانات و تصريحات و مقررات القمم .
يدركُ حزب الله ، بأنَّ اسرائيل تتورّط اكثر فاكثر عسكرياً في وحل القطاع ، حيث وظّفت اسرائيل ثلثي آلياتها وجيشها في القطاع ، وهذا ما يجعل جبهتها الشمالية اضعف وأسهل اختراقاً من قبل مقاتلي حزب الله ، إنْ قرّرَ الحزب الانتقال من حالة الاشتباكات الى حالة الحرب الشاملة .
*رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات /بروكسل / في ٢٠٢٣/١١/١٠ .