لقاء حوار مفتوح في مقر المجلس الشيعي..وبيان يدين العدوان على غزة ويثمن دور المقاومتين اللبنانية والفلسطينية
العلامة الخطيب: نحمل مجلس الأمن والدول العربية مسؤولية ما يحصل في فلسطين
الحوارنيوز – خاص
على مدى ساعتين استضافت قاعة الوحدة الوطنية في حرم المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في حضور نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، عددا كبيرا من الرسميين والاعلاميين والأكاديميين وناشطين في مجال القانون وحقوق الإنسان، وبحثوا في التطورات السياسية والأمنية التي تحصل في فلسطين المحتلة بعامة وفي قطاع غزة بصورة خاصة.
والقى العلامة الخطيب كلمة توجه فيها بالتحية لشهداء غزه ولبنان وفلسطين، والتحية لشعب فلسطين البطل المضحي الذي يقف بوجه العدو الصهيوني في هذه الظروف التي يجتمع عليه فيها ما يسمى بالموقف الدولي وعلى راسه الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الغربيون الذين يشهدون على هذه المجازر ويحرضون العدو الإسرائيلي والعصابات الصهيونية التي تحتل فلسطين وتمارس القتل على المدنيين وتدمر البنى التحتية وتقطع للكهرباء والمياه وتقصف المستشفيات والكنائس والمساجد وترتكب افظع المجازر ضد النساء والأطفال في حرب إبادة شاملة .
وتابع سماحته :كان من واجب العالم اليوم الذي يدعي الديمقراطية والحرية ومواجهة الإرهاب ان يقف بجانب الشعب الفلسطيني، ولكننا نرى ان من يمارس الإرهاب اليوم يسمي الضحايا بالإرهابيين ، ويدعي ان الارهابيين الصهاينة يدافعون عن أنفسهم وحقوقهم وبأن لهم الحق ان يدافعوا عن أنفسهم، ولذلك واجبنا وواجب العالم العربي بالأخص والعالم الإسلامي بشكل عام وواجب الاحرار في كل العالم ان يقف اليوم إلى جانب الشعب الفلسطيني .
واردف:اننا نحمل العالم كله مسؤولية ما يجري في فلسطين، كما ونحمّل مجلس الأمن والدول العربية التي تتفرج للأسف على ما يحصل للشعب الفلسطيني ، وما يؤسف له ان موقف الدول العربية والإسلامية يقتصر على إدانة ما يجري ورفض تهجير الفلسطينين من أرضهم ، فيما المطلوب ان تكون القضية الفلسطينية قضيتهم وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وليست قضية حماس التي تتهم انها إرهابية في حين ان حماس وكل الفصائل الفلسطينية حركات مقاومة ،كنا ننتظر ونأمل ان يكون للعالم العربي موقف يستحقه الشعب الفلسطيني وتستحقه قضيتهم التي هي قضية الامة فالاعتداء على فلسطين اعتداء على الامه جمعاء. ونحن نطالب بعقد قمة عربية وإسلامية عاجلة واي قضية يمكن للعالم ان يجتمع لأجلها اهم من قضية فلسطين، فاليوم العدوان في غزة وغدا في عمان وبعدها في طهران وفي بغداد وفي مكة والمدينة، وكل العالم العربي والإسلامي سيكون في خطر ، لذلك فالأمة اليوم كلها مسؤولة في الدفاع عن هذه القضية .
وختم بالقول: ان المقاومة في لبنان وفلسطين تدافع عن الأمة ، وليست هناك مقاومة شيعية او سنية .هذه قضايا تخص الأمة كلها ، لذلك الأمة مدعوه لتقف وقفة رجل واحد للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير أراضيها، وعليها اتخاذ موقف حازم لدرء ما هو أعظم، فغزة اليوم هي مكة وبغداد وطهران و هي تمثل كل العالم الإسلامي والعربي، وان الصهاينة يقتلون اليوم الإنسانية جمعاء ونحن ندين كل مقصر عن نصرة فلسطين وشعبها .
ثم كانت كلمات شددت على أهمية بناء استراتيجية جديدة تقوم على الاعتماد على الذات وعدم الاكتفاء بمناشدة من يدعم الإرهاب الاسرائيلي من موقع الضعف.
وطالبت بعض الكلمات الدول العربية بالإنسحاب من منظمات الأمم المتحدة، واستخدام نفوذها الاقتصادي للضغط على الولايات المتحدة وأوروبا.
وشددت الكلمات على أن لا خيارات رمادية في معركة المصير فإما انت مع العدو أو مع المقاومة.
بيان مشترك
وختاما اصدر المجتمعون بيانا جاء فيه:
تداعى العديد من الإعلاميين والمثقفين إلى لقاء عقد في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نصرة لفلسطين وتضامناً مع غزة والمقاومة في لبنان وفلسطين.
وناقش المجتمعون الأوضاع السائدة في غزة والمنطقة منذ السابع من تشرين الأول الجاري ، واصدروا البيان الآتي:
أولا: يحيّي المجتمعون صمود غزة ومقاومتها الباسلة التي اثبتت في عملية طوفان الأقصى هزالة العدو الصهيوني، وأظهرت فعلا أنه أوهن من بيت العنكبوت .
ثانيا: يدين المجتمعون بشدة الموقف الغربي الذي يساند هذه المحرقة تحت شعار “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”. وإذ يستنكر المجتمعون الموقف الأميركي المنحاز للإحتلال الإسرائيلي بصورة دائمة ،فإنهم يستهجنون مواقف بعض الدول الأوروبية التي تكشف فكرها الاستعماري وثقافتها البعيدة كل البعد عن لازمة حقوق الإنسان التي تدّعيها زورا وبهتانا.
ثالثا: إن المحرقة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة تشكل جريمة إنسانية كبرى ومجزرة بشرية تسجل في تاريخ هذا الكيان المغتصب لفلسطين منذ 75 عاما، كما تشكل وصمة عار على جبين العالم الذي يقف متفرجا على هذه المحرقة.
رابعا: يشيد المجتمعون بصمود أهالي غزة على الرغم من المأساة الإنسانية التي تحيق بهم ، ويرفضون محاولة تهجيرهم إلى خارج القطاع لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني بما يؤدي إلى نكبة ثانية في تاريخ فلسطين.
خامسا: يرى المجتمعون أن لبنان معني مباشرة في ما يجري في غزة ،ولا يمكنه أن يقف على الحياد حيال هذه المحرقة ،إنطلاقا من مبدأ الأخوة وإيمانه المطلق بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني،واستنادا إلى تجربته الطويلة مع هذا الكيان الغاصب، وعليه يقدّر المجتمعون الحكمة التي تتعاطى بها المقاومة اللبنانية مع هذه المحرقة ،ويحذرون من إمتداد الحريق إلى كامل المنطقة في ظل تمادي العدو في عدوانه، كما يحيي المجتمعون شهداء المقاومة الذين سقطوا على الحدود الجنوبية لبنانيين وفلسطينيين.
سادسا: يدين المجتمعون الاستهداف الإسرائيلي المباشر للإعلاميين والصحافيين الذين يكشفون ممارسات العدو أمام العالم ، ما أدى إلى سقوط العشرات منهم بين شهيد وجريح، ويستذكرون في هذا المجال الشهيد عصام العبد الله ورفاقه الجرحى في لبنان ويتمنون لهم الشفاء العاجل.
سابعا: يدعو المجتمعون إلى قمة عربية عاجلة وطارئة تحاكي الحدث الكبير في غزة، وتتخذ قرارات حازمة تسهم في لجم العدوان الإسرائيلي .كما يدعو الشعوب العربية والإسلامية إلى تصعيد تحركها على مختلف الصعد للضغط على حكوماتها من أجل هذا الغرض.
ثامنا: يرى المجتمعون أن الحدث الكبير يستدعي عقد قمة روحية لبنانية عاجلة لاتخاذ موقف يؤكد التضامن اللبناني حيال ما يجري.
تاسعا: يعتقد المجتمعون أن الفرصة مؤاتية لمواجهة الخلل الدستوري الذي يعيشه لبنان، وذلك بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تواجه الواقع وتطوراته واحتمالاته الخطيرة.
عاشرا: خلص المجتمعون إلى أن المقاومة بكل اشكالها هي الجواب الوحيد حيال العدوان والممارسات الصهيونية ،وأن الكيان الصهيوني سيبقى جسما غريبا في هذه المنطقة ،وأن الاستقرار لن يتوفر إلا باستعادة الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة.
وفي الختام قرر المجتمعون تشكيل لجنة متابعة.