لقاء بعبدا يتوّج تفاهم 5 ايلول: عون وبري بطلا التسوية وسلام “مكره اخوك لا بطل”(جويل بو يونس)

الاميركي لرئيس الجمهورية: جاهزون لدعم الجيش!
الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتبت جويل بو يونس في الديار تقول:

منذ حوالى ثلاث سنوات ورئيس مجلس النواب نبيه بري يسير بين حقول الالغام، فتراه يلعب “اوراقه” على وتر خفض التوترات ببلد التناقضات، ويحسب كلماته بميزان الجوهرجي، متنقلا بين “خطوط التماس السياسية” على جبهات حارة حريك – بعبدا- السراي.
بين 5 اب و5 ايلول، شهر بالتمام والكمال عرف فيه رئيس مجلس النواب كيف يدور الزوايا لتحفظ ماء وجه الجميع بطبخة اختيرت محتوياتها بامعان وبلا “شوشرة” على خط بعبدا عين التينة، وبتفويض كامل من حزب الله، فكما عمل بري هكذا ايضا حرص رئيس الجمهورية جوزيف عون على سحب فتيل الفتنة الداخلية التي كانت تطل برأسها على خلفية جلسة 5 اب، فكانت له هو كلمة” الفصل الاساسية” بمقررات جلسة خطة الجيش واولوية بنودها التي ارتأى وخلافا لما كان يريده الرئيس سلام، ان يبدأ بالبنود الاربعة التي أضيفت لتأمين مشاركة وزراء الثنائي والانتقال بعدها الى بند خطة الجيش لحصرية السلاح لا العكس.
اختار عون استقرار لبنان على الخراب الداخلي فأعاد ترتيب الاولويات على الطاولة الحكومية التي كانت مهددة بالتفجير وخلص مجلس الوزراء الى الترحيب بخطة الجيش من دون حصر المهمة بجدول زمني واضح، بعد مخاض تكثفت فيه الاتصالات على اكثر من مستوى، اذ تفيد مصادر متابعة لـ”الديار” ان الصيغة المخرج التي خرجت بها جلسة مجلس الوزراء الجمعة 5 ايلول اتت نتيجة اتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين دفعت برئيس الحكومة نواف سلام الى الاستجابة لها على قاعدة “مكره اخوك لا بطل”.
هذه التسوية استدعت أمس زيارة من الرئيس بري لقصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون باجتماع وصفته مصادر متابعة بانه اكثر من ايجابي وقالت: “يكفي الارتكاز على ما قاله بري مغادرا القصر الجمهوري والذي اتى معبرا بقوله ” ببركات ستنا مريم كل شي منيح”.
زيارة لافتة بتوقيتها ومضمونها اذ انها، وبحسب ما علق مصدر متابع لاجوائها، عادت وكسرت الجليد بين الرجلين والذي حتمه قرار الحكومة في 5 اب على الرغم من ايفاد الرئيس عون لمستشاره ديديه رحال الى عين التينة مرات عديدة في محاولة لإعادة وصل ما انقطع.
ولعل العبارة الوحيدة التي خرج بها بري من اللقاء هي الكفيلة بابراز دلالات الزيارة التي اتت تزامنا مع عيد ميلاد السيدة العذراء “سيدة العالم” المصادف في 8 أيلول، ما حدا رئيس المجلس على الاستعانة ببركات مريم للتأكيد على اجواء اللقاء الممتازة، بحسب المصدر.
وفي هذا الإطار، علقت اوساط مطلعة على ترتيبات الزيارة بالقول: “من الطبيعي ان يزور الرئيس بري رئيس الجمهورية ولا سيما ان هذا اللقاء يأتي ليعكس التفاهم العريض الذي حصل على ما انتجته جلسة 5 ايلول”.
وتابعت الاوساط بان التفاهم الذي نزع فتيل التفجير عن جلسة 5 ايلول لا بل عن البلد بأكمله، اتى نتيجة جهد بذله الرؤساء وشكل نوعا من الاجماع الوطني والذي يجب تمتينه أكثر فأكثر.
واشارت الاوساط الى ان خطوط التواصل لن تشمل فقط بعبدا عين التينة بل السراي ايضا اذ ان لقاء مرتقبا سيعقد اليوم الثلاثاء بين رئيس الحكومة نواف سلام والرئيس بري بزيارة يقوم بها سلام لعين التينة، والتي تأتي تأكيدا على العلاقة الجيدة بين الرجلين، علما ان مصدرا موثوقا به علق على الزيارة المتوقعة لسلام اليوم بالقول: “لم يكن بإمكانه ان يخرج عن هذا التفاهم”، ما فهم منه ان سلام كان يفضل ان تخرج الحكومة بقرار واضح مع جدول زمني واضح.
وفي هذا السياق، كشفت اوساط حكومية ان وزراء القوات أبدوا تحفظهم عن عدم الخروج بجدول زمني واضح ينفذ خلاله خطة الجيش كاملة فتمنى عليهم الرئيس عون سحب تحفظهم والتفهم للموقف ولم يكن امام الرئيس سلام اي خيار اخر.
وهنا، علمت “الديار” من مصادر موثوق بها ان اللقاء الذي جمع بالساعات الماضية الرئيس عون وقائد المنطقة الوسطى بالجيش الاميركي الأميرال براد كوبر كان أكثر من جيد، وقد ابدى خلاله الطرف الاميركي تفهما لما توصلت اليه الحكومة في جلسة 5 اب.
وكشفت المصادر ان الجانب الاميركي ابدى كل استعداد لمساعدة الجيش اللبناني بما يطلبه من عتاد لتنفيذ خطته بحصرية السلاح.
وفي سياق الحديث عن الموفدين، فلبنان على موعد مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي يصل بحسب معلومات الديار مساء الاربعاء الى بيروت على ان يستهل زيارته صباح الخميس بلقاء الرؤساء الثلاثة على ان تستمر الزيارة ليومين وأبرز ما على جدول اعمالها متابعة قرار حصرية السلاح وخطة الجيش، وماذا بعد التجديد لليونيفيل اضافة الى الاهم وهو مؤتمرا الدعم اللذان يعمل عليهما الاول لمساعدة لبنان لإعادة الاعمار والثاني يكون مخصصا لدعم الجيش اللبناني.



