الحوار نيوز – خاص
إذا سارت الأمور على مايرام فإن لبنان سوف يتزود بالغاز المصري اعتبارا من أول تشرين أول/ أكتوبر المقبل ،بحيث توفر كمية الغاز المستجرة عبر الأردن وسوريا 450 ميغاوات من الكهرباء ،وهي قدرة معمل دير عمار في شمال لبنان والذي يعمل على الغاز الطبيعي.
وبحسب وزارة الطاقة اللبنانية فإن هذا الأمر يرفع من قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على تزويد البلاد بالطاقة بأكثر من 4 ساعات يوميا .
وكان وزراء الطاقة في لبنان وسوريا والأردن ومصر قد عقدوا اجتماعا في عمان اليوم، واتفقوا على خارطة الطريق لتزويد لبنان بالغاز المصري عبر الخط الذي يربط مصر بلبنان مرورا بالأردن وسوريا.وستكلف لجنة فنية من البلدان الأربعة بالكشف على خط الغاز في الأراضي السورية الذي أشار وزير الطاقة السوري الى أنه شبه جاهز ،وربما يحتاج الى بعض الإصلاحات بسبب الحرب ،ما قد يستغرق ثلاثة أسابيع ليصبح جاهزا بصورة كاملة.
خط الغاز العربي
يذكر أن مشروع خط الغاز العربي تم تنفيذه على ثلاث مراحل:
-
المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول 265 كيلومترا وقطر 36 بوصة وباستطاعة 10 مليارات متر مكعبة في السنة، وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة في تموز/يوليو 2003.
-
أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة لمنطقة رحاب في شمال الأردن وبطول 393 كيلومترا، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة فيشباط/ فبراير 2006.و تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول 30 كيلومترا وقطر 36 بوصة فيآذار/ مارس من عام 2008.
-
تم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كيلومترا وقطر 36 بوصة، وتشغيلها في شهر تموز/ يوليو من عام 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصريإلى لبنان عبر الأردن في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2009، إلى أن توقف في عام 2011.
اجتماع الأردن
وكان المشاركون في الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي في عمان اتفقوا اليوم الأربعاء، على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.
وجاء الاتفاق في اجتماع استضافته الأردن، وضم إلى جانبها كلا من مصر وسوريا ولبنان.
ويهدف الاجتماع بحسب وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، إلى التعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية، من خلال خط الغاز العربي.
وأوضحت زواتي أن الاجتماع “يأتي إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة، التي من شأنها الانعكاس إيجابا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول”.
وأشارت المسؤولة الأردنية إلى أن “اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تمت خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربعة والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان، على أن ينهي الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وأن يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت”.
من جانبه، قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا: “انطلاقا من دور مصر الدائم تجاه الأشقاء العرب في كافة القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسخير كافة الإمكانيات لمد يد العون للشعب اللبناني الشقيق والتكاتف معه وتضافر الجهود لتجاوز محنة أزمة الطاقة والتحديات التي تواجهها لبنان، تعمل مصر على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، حرصا من مصر في التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره”.
وبدوره قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، إن مشروع خط الغاز العربي “يعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ العام 2003″، مضيفا أن الرئيس السوري بشار الأسد وجّه “للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مجال الطاقة”.
وأكد طعمة على أنه ستتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن الأراضي السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماما لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان”.
وأعرب وزير الطاقة والمياه اللبناني ريمون غجر، عن شكره للأردن ومصر وسوريا على المبادرة التي قامت بها لإعادة إحياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصري إلى لبنان.
وأكد أن “هذه المبادرة لا يمكن أن تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الأربعة، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان، ليؤمّن الغطاء أو المظلة المالية، ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصا أن الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والإدارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول”.
ولفت إلى أن هذا التعاون “سيؤدي في المستقبل إلى إعادة إحياء اتفاقية أخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن التي من الممكن أن تكون أسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان”.
واختتم الوزير اللبناني حديثه قائلا: “لبنان، حكومة وشعبا، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة. ونتمنى أن ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالي 450 ميغاواط، والذي يؤمّن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين”.
زر الذهاب إلى الأعلى