لبنان بين الإنقاذ والموت..فهل يغتنم باسيل الفرصة؟(إبراهيم سكيكي)
بقلم إبراهيم سكيكي
باربره ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي تحط في لبنان، وهي سبق وبشرتنا بأن موجة الإحتجاجات ستندلع مجددًا،وأن الدولة اللبنانية ذاهبة نحو التفكك، وأنه يتعين على اللبنانيين أن يشعروا بمزيد من الألم، فهل يكون قدومها لتضع اللمسات الأخيرة على هذا المشروع الكارثي ،وبماذا يرد لبنان الغارق في انهيار عملته التي لم يعد لها قيمة؟
وهل تسارع الكتل النيابية والأحزاب السياسية إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتبدأ بإصلاحات مطلوبة منها عالميًا لإعادة بناء لبنان من جديد، بعد مساعدته والسماح له بإستخراج ثرواته النفطية التي من الممكن أن تعيد له العافية تدريجياً؟ لأجل ذلك هل تبادر الكتل النيابية التي من الممكن أن تؤمن النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية؟
والعين هنا على التيار الوطني الحر، فهل ينزل عن الشجرة التي وضع نفسه عليها ويسير بتمنيات حليفه حزب الله الذي أوصل رئيسه الجنرال ميشال عون إلى حلم الرئاسة في الدورة السابقة ،رغم معارضة شريكه في الثنائية الوطنية الشيعية الرئيس نبيه بري الذي بادر إلى تبني ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة للسنوات الست المقبلة.
بعد أن حصل التفاهم بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية برعاية صينية ،أصبحت خارطة المنطقة وترتيباتها خلافا لما كان قائمًا قبل هذا التفاهم. لا بد أن يطال لبنان سهم من هذا التفاهم، نتيجة تقاسم النفوذ والمونة على القوى السياسية والكتل النيابية،في حال اقتنعت السعودية وقبلت بوصول سليمان فرنجية للرئاسة ،وهذا ما يدور الحديث عنه. فهل تُبادر المملكة إلى الطلب من القوات اللبنانية وكتل أُخرى، التصويت لسليمان فرنجية وبالتالي يتأمن النصاب بدون التيار الوطني الحر ،ومن سيسبق من لهذا الإنجاز؟
هذا الإستحقاق وإنجازه هو الفرصة الذهبية أمام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فهل يبادر أم يبقى على مواقفه فتسير القافلة ويبقى منعزلاً ،فيكون قد خسر هذه الفرصة، وربما تصل الخسارة إلى داخل تكتله النيابي الذي يُقال بأن عددا من أعضائه مقتنع بالتصويت لفرنجية؟.. عندها تكون الخسارة مضاعفة وتكون الساعات التي أمضاها بضيافة سماحة السيد نصر الله لإقناعه بالسير بسليمان فرنجية قد ذهبت هباء ،بسبب موقفه والخلل لديه في قراءة موازين القوى ،حيث يحلم أن يكون هو من يصنع رئيسا للجمهورية. والواقع هنا لا ينطبق عليه، ورحم الله امرئ عرف حده فوقف عنده، وهل من يقنعه بأن يقف عند حده ،حتى لا نصل إلى ما يُخطط له من يضمرون شرًا للبنان واللبنانيين.
المؤلم والمؤسف أن يكون لبنان بفضل قواه السياسية المتسلطة ككرة قدم تتقاذفه الدول الخارجية حسب أهوائها ومصالحها.