لا لتحميل المسيحيين صبغة الحياد!
للمثقفين دور اساسي في بلورة وإبراز الدور المسيحي المناهض للكيان الصهيوني، ولو برزت اصوات نشاز من هنا اوهناك تدعو الى نوع من السلم او التطبيع او حتى الحياد ،فيجب الأخذ بيد هؤلاء ومحاولة إقناعهم بخطأ رأيهم وليس بمهاجمتهم عبر الإعلام، لأنّ احد أهم أهداف الاسرائيليين هو ابراز تعاونهم مع المسيحيين لكي ينتقم منهم الآخرون وبالتالي يكرهونهم ويحاربونهم وتحصل الفتنة ويندفع المسيحيون الى مزيد من الهجرة ،فيخلو الجو للاسرائيليين للإعتداء على لبنان كما يحلو لهم دون ان يحصل اي استنكار من العالم المسيحي والغربي والفاتيكان، على اعتبار ان لبنان دولة اسلامية ،كما ان لبنان بلا المسيحيين يخسر طاقات مالية وفكرية واغترابية الخ.. تستطيع منافسة الاسرائيليين ،فيما هم يدّعون أنّ دورهم الوساطة بين الشرق والغرب بمعنى ما ,
اضافة الى انّه تاريخياً حتى لو ثبت أنّ لبعض قادة المسيحيين شبهة علاقات مع الكيان الغاصب قبيل نشوئه، فهذه لا تعدو كونها زلّات واوهام سيق اليها البعض ،ولم تتبلور كاتجاه مسيحي عام وبقيت سرية وفي الخفاء والحياء ولم يستطيعوا المجاهرة بها حتى ضمن البيئة المسيحية ،بينما نرى على العكس مواقف واضحة وتحذيرات من قيام اسرائيل وكان على رأسها اكبر مفكر مسيحي وهوميشال شيحا وغيره وغيره من الذين ادركوا خطر قيام دولة اسرائيلية عنصرية منغلقة على لبنان الدولة التي تتسم بالتنوّع والانفتاح.
كما حذّروا من صفتها التوسعية واطماعها في لبنان ومياهه وفي الدول العربية المجاورة.كما كان لشخصيات مسيحية لبنانية وفلسطينية دور اساسي في محاربة اسرائيل ،ومنهم انطون سعادة وفرج الله الحلو وجورج حبش وجورج حاوي وووووو ….
وبالمقابل كانت شخصيات اسلامية من لبنان الى الاردن الى فلسطين الى مصر تعمل للتطبيع مع الصهاينة وبيعها الاراضي وان بالخفاء، بدءاً من الملك عبدالله وصولاً للسادات بغطاء من الازهر وغيره..
مع الاسف نجد اليوم كثيرا من المثقفين ،ومنهم من المفترض انهم علمانيون، ينزلقون الى تبنّي مقولة ان المسيحيين تاريخياً لا مشكلة لهم مع اليهود والصهاينة ،وهذا افتراء على التاريخ ولنا في شهداء الحزب القومي والبعثيين والشيوعيين اكبر دليل منذ استشهاد الشيوعي عساف الصباغ من ابل السقي على يد الفرنسيين اثناء تصديه لتهريب السلاح وغيره الى الصهاينة في فلسطين، وذلك سنة 1941 وصولاً الى سهى بشارة وعمليتها الشهيرة ضد رأس العمالة انطوان لحد.
انّ الحديث يطول في هذا الموضوع..ولكن اختتم بالتحذير من "حشر "المسيحيين وصبغهم بالتطبيع والعمالة حتّى تصبح صفة لهم فيحصل معهم ما يشبه الذي حصل مع اليهود انفسهم الذين عملت الصهيونية على شحن محيطهم ضدهم ووصمهم جميعهم بالتصهين، حتى لو كانوا ضد الصهيونية ضمناً وقد نجحت الصهيونية في خطتها هذه، وانجرّ العرب الى تنفيذ مخطّطها دون ان يدروا وهجّروا غالبية اليهود العرب الى فلسطين وهذا كان هدف الصهاينة.
فحذار حذار من تكرار نفس السيناريو مع المسيحيين…