كتب حسن علوش – الحوارنيوز خاص
بين برج وآخر يتنقل الشاعر شوقي مسلماني في نصوصه الشعرية والأدبية، ليعطي “الأبراج” بعداً آخر لم نلحظه من قبل: انه بعد يمزج بين الحب والجمال، ولا غير الحب ولا غير الجمال يحق لهما التربع على عرش النص الشعري لمسلماني في مغتربه الأسترالي.
مزيج من النصوص الواقعية وتلك المتخيلة (الرؤوية) المعطوفة على تراكم معرفي وفلسفي الى جانب بعض النصوص التي يعبر فيها مسلماني عن مواقفه الأدبية او الوطنية دون مواربة.
ينزلق مسلماني “من دون هدف، زورقا من دون بحار مثل الطيور التي تنزلق على مدارج الواء لا قيد يمسكني، أبحث عن الذين يشبهونني، أجدني بين الأشرار”.
دخل مسلماني عالمه من بوابتي “فينوس” و”بافيا” وتحدى بشعره المعجون بالحب والنبيذ “اوفيد”، لم يدخله من بوابة الأشرار الذين يطوقونه ويحاصرون عوالمنا الجميلة بفعل فساد انتجته آلآت صناعية كبرى، لا هم لها سوى الأسواق وتكديس الموال والأرواح!
تجارب متعددة تطورت معها شخصية الشاب المراهق:
“الفضائل
صرتُ أحبّها
وصرت أكره المعاصي
عقلي يولد من جديد بقلبٍ جديد
مثل رضيع أتغذى من جديد على الحليب
كي لا يبقى قلبي يأسره الغرور” .
لم تحبط التجربة مسلماني رغم المرارة التي تسكن يعض نصوصه الوجدانية، لم يضل طريق الوطن رغم هجرته او منفاه الطوعي، فلا زال على حلمه ولا زال على ايمانه، ” سر الدهشةِ مات في عينيّ ولكن حسبي أن العالم يتغيّر”.
أدب مسلماني في المهجر كأدب شعراء الوطن، فقد تبدلت مفاهيم الغربة، وقياس المسافات سقط، والقيم تحولت الى قيم انتماء تراجعت معها مساحات ذاكرة غابرة أو هوية تبحث عن صاحبها فلا تجده.
لمسلماني تحية من بيروت عاصمة الشقاء والنقاء والفضاء الذي يمتد من “زقاق البلاط” الى آخر أزقة الأزمان مضت وتلك القادمة.