د.أحمد عياش
عندما يفشل الممثلون في اداء ادوارهم رغم السيناريو الجيد في أي مسرحية ،على المخرج ان يبدل الممثلين وليس الجمهور.
امراء الاحزاب الحاكمة سابقا وحاليا ومديرو الطوائف الملكيون الدائمون لا يتغيرون ،انما يطالبون جماهيرهم ان تتحول وان تتكيف وان تصبر وان تصفق.
من يحاكم هؤلاء على سوء ادارتهم وعلى فشل سياساتهم، و من يحاسب ومن يعاتب ومن يقطع يد فاسد وناهب مال وفاجر ينبح من منصة الصرافين ومن منبر المصارف.
حلّ الازمة الاقتصادية-المالية لا يكون بتغيير العملة وباستبدال اسماء المصارف، انما الحل يبدأ باستعادة الاموال و زج اصحابها ومديريها ومهندسي المجزرة المالية في اقبية السجون وبين المحاكم بتهمة الخيانة الاقتصادية-المالية العظمى.
أليس في البلاد من مغامر، من مئة فارس ملثم وشجاع في المدن وفي الساحات وعلى البيادر؟
كل من وطأت قدماه ارض السلطة ،اما مغامر او مقامر او جاهل او منافق او سارق او مسكين بريء جعلوا منه دمية ومسخرة وفاشل.
قدمُ شعبي فوق رقبة المنافق.
العقل المهيمن هو عقل لا يعترف ولا يساوم على مسؤوليته عن هذا الخراب المنتشر والممتد من البيوت الى الطرقات والى المفارق .
طريق المقابر آمن و سالك.
هذا الفشل المخطط له وهذا الفساد والانهيار الممنهجان ليسوا الا رغبات دفينة حاقدة كإمتداد طبيعي لعقل ولسلوك الميليشيات التي انتقلت من المتاريس الى الادارات الى الرئاسات.
ما يحصل اليوم من اتهامات ومن كراهية متبادلة بين الصف الاول والثاني من السياسيين ومن ملوك الطوائف، الا ترجمة وصورة طبق الاصل عن مجازر بوسطة عين الرمانة وتل الزعتر والدامور والنبعة والعيشية والصفرا واقليم التفاح وزحلة وحرب العلمين و 6شباط والاتفاق الثلاثي وانتخاب الرئيس بشير الجميل وحصار بيروت وصبرا وشاتيلا.
لا شيء تغير، فالعقل الاجرامي نفسه يمتد ويمتد من زمن سابق الى زمن لاحق والمطلوب دائما تغيير الجمهور .
لا مؤتمر دوليا ينفع ولا محكمة اقتصادية دولية تجدي ولا مئة فارس ملثم وشجاع متوفر، ولا المافيا المحلية ستصطدم بالمافيا الخارجية ولا انتفاضة الخريف أثمرت.. فما الحل؟
لا بد من تغيير الجمهور!
لا بد من شد بعض الرؤوس من شعرها.
فلنبدل الجمهور!
سحقا لهذا الجمهور .
صحيح،انا الجمهور.
تبا لي.. تباً للجمهور!
زر الذهاب إلى الأعلى