مريانا أمين – فرنسا- الحوارنيوز خاص
لفت نظري لاجئون أوكران بسياراتهم الفخمة بين فرنسا وسويسرا.
لا شك انهم يتركون خلفهم ألما وذكريات ومآسي، لكنهم يسيرون نحو أمكنة جديدة تحتضنهم بكرامة ويتطلعون لعودة كريمة أيضاً.
استعدت مع قوافل السيارات هذه ذاكرة المشاهد المؤلمة للاجئين في اكثر من منطقة لاسيما في منطقتنا العربية.
أطلق عليهم صفات متعددة: نازحون، لاجئون، مهجرون وذلك تبعاً لنوع العملية ومداها الجغرافي.
وبمعزل عن التوصيف فالنتيجة واحدة، فبعض الأماكن والبلدان، خرج من بقي حياً بعد مجزرة موصوفة؛ حافيا وعاريا؛ وما زال لاجئا منذ عشرات السنوات.
صحيح أنّ الإنسانية لا تتجزأ وبغض النظر عن الدول ورتبتها حضارياً أو موقعها هرميا؛ دون الدخول في متاهات السياسة..
إلا أنّ الفرق بين لاجىء ولاجئ أصبحت واضحة كعين الشمس..ما جعلنا نطرح الكثير من الأسئلة عن الإنسانية أين كانت وإلى أين وصلت؟
كيف تصنع القرارات الدولية ذات الصلة، وكيف ومن ينفذها، او يبطل ويعيق تنفيذها؟
هل لاجىء منذ عشرات السنوات هاجر منزله بوضع مزر وتحول مع مرور الوقت من سيء إلى أسوأ؛ ويقيم في بيوت من تنك أو حجارة تآكلت من الوقت، لا زال لاجئا تعترف فيه الدول والأمم والمنظمات الدولية؟
ام انه قد كتب عليه أن يكون حيا – ميتا لا جذور له ولا أصول؟
رغم وجود آلاف الجمعيات والمنظمات التي تتكلم وتعمل تحت عناوين حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة واللائحة تطول ولا تقصر، هذا اللاجيء ممنوع عليه العودة ولا حتى الحلم بالعودة.
هل هو لاجىء، كما بدأنا نسمع من بعض الاعلاميين الغربيين بلحظات زلات لسان كي لا نقول قولاً مقصود الإدلاء به مباشرة عبر ( وسائل التواصل الاجتماعي) وعلى العلن أمام عيون ومسمع ملايين المشاهدين، عن التفريق بين لاجىء أشقر ولاجئ أسمر!؟
وبين أوروبي وشرق أوسطي!؟
وكأن الأشقر إنسان والأسمر من كوكب آخر؛ لا يمتّ لهذه الكرة الأرضية بانتماء!
إذا امتزج لون الدم فلا يمكن أن نفرق ما بين لون أحمر لأشقر أو لأسمر، والحروب تظلم الجميع وأصحاب التفرقة هم الطغاة ومن ينتمي إليهم ويدعم عنصريتهم ويروّج لها، يسوق للتمييز العنصري ويمهد لمزيد من الحروب وعمليات التهجير المنظمة.