كي لا ننسى: 29ايار 1945 مجزرة مجلس النواب السوري (محمد قجة)
محمد قجّة – الحوارنيوز- خاص
1- خرجت فرنسا من الحرب العالمية الثانية بنصر صنعه لها حلفاؤها ، وكان الجيش الألماني قد احتل باريس خلال اسابيع من بداية تلك الحرب .
وظنت حكومة فرنسا ان ذلك النصر يعطيها الحق في تشديد قبضتها على مستعمراتها في آسيا وافريقيا .
وانطلاقا من هذا الموقف قام الجيش الفرنسي بمذبحته المشهورة في الجزائر ؛ وبخاصة في مدينة ” صطيف ” التي قتلوا فيها 45000 من المتظاهرين المطالبين بالاستقلال .
2- وفي سورية بدأت فرنسا تستقدم القوات والأسلحة لقمع التظاهرات الوطنية في سائر المدن السورية .
واصدر الجنرال الفرنسي ” أوليفا روجيه ” تعليمات لقواته بتاريخ 23 ايار 1945 ركزت على :
– ابادة عناصر الشغب التي تطالب برحيل فرنسا .
– احتلال الدوائر الحكومية ، ومنع الحكومة السورية من الاتصال مع الدول العربية .
– تعيين حاكم عسكري لحكم البلاد وحل المؤسسات القائمة وتجريد المواطنين من كافة انواع السلاح خلال 48 ساعة .
3 – وبتاريخ 29 من الشهر ارسل الجنرال روجيه انذارا الى رئيس مجلس النواب في دمشق ، وكان يشغل هذا المنصب الزعيم الوطني سعد الله الجابري ؛ يطلب فيه ان تؤدي حامية مجلس النواب التحية للعلم الفرنسي . وقد رفض الجابري ذلك واصدر تعليماته لقائد الحامية بعدم تنفيذ الطلب الفرنسي . كما قام الجابري بإلغاء جلسة المجلس حرصا على سلامة النواب .
في الساعة السادسة مساء طوقت الدبابات الفرنسية مبنى المجلس وبدأت بإطلاق النار ، وقد تصدت حامية المجلس للعدوان الفرنسي بأسلحتها الخفيفة ، مما ادى الى استشهاد 28 من رجال حامية الشرطة السورية من أصل 30 .
واقتحم الجنود الفرنسيون المبنى وقاموا بقطع رؤوس الشهداء والتمثيل بجثثهم ونهب ما في جيوبهم وملابسهم ؛ ودخلوا المبنى يسرقون ويحطمون ويدمرون بحقد ووحشية وغطرسة وإجرام .
4 – كانت الحكومة السورية قد اعلمت القوى العالمية بما يحصل ، وفي اطار صراع المصالح قام ” تشرشل ” رئيس وزراء بريطانيا بإصدار امر الى الجنرال ديغول الفرنسي بوقف الاعمال العدوانية فورا . وهذا ماحصل .
وقد كانت هذه الأحداث مدخلا لتحقيق الاستقلال بعد أقل من عام ، وتم الجلاء في 17 نيسان 1946 . وهو يوم عيدنا الوطني.
*باحث ومؤرخ – سورية
5 – الصور المرفقة :
مبنى المجلس النيابي السوري ، مجلس الشعب حاليا . من الخارج والداخل .
وهذا المبنى تحفة معمارية نادرة