الحوارنيوز – صحافة
تحت عذا العنوان كتب نبيه البرجي في صحيفة الديار يقول:
مثلما هناك قواعد للاشتباك العسكري، هناك قواعد للاشتباك الديبلوماسي. بمعنى آخر، ثمة شيء يدعى “قواعد اللعبة”. لبنان بحاجة الى رجل ظل، رجل المهمات الصعبة. أحياناً رجل المهمات المستحيلة حين يكون عشاق الضوء والضوضاء، الأقرب ما يكون الى “المخلوقات التلفزيونية” (العجيبة حتماً) غارقين في الاثارة وفي التفاهة، كما في ملء الوقت الضائع بآرائهم الضائعة.
حديث مع رجل الظل، وحيث تتقاطع المعطيات الأمنية مع المعطيات الديبلوماسية، بالاضافة الى ذلك النوع المرهف من الدماثة (والصدقية)، وذلك النوع الراقي من الحنكة، في بلد استشرت فيه ثقافة الطرابيش الفارغة.
بلغة الواثق، معلوماته تؤكد ألاّ حرب على لبنان. الأميركيون لا يريدون ذلك. أيضاً الايرانيون وحزب الله حتى أن الجنرالات في “اسرائيل”، وهم يخوضون تجربة مريرة وشاقة في غزة، يعلمون ما يمكن أن يواجهوه في لبنان، بالتجربة الأكثر تعقيدا والأكثر خطورة وحتى الأشد هولاً، لنفاجأ بقوله ان الهجوم الذي شنته إيران بالمسيرات وبالصواريخ، وكان الهجوم التحذيري، حال دون “الاسرائيليين” والحرب على لبنان، وقد أدركوا أي جهنم تنتظرهم على المستوى الاقليمي، وليس فقط على المستوى اللبناني.
اضافة الى ذلك، الهجوم كان اعلان قوة بأن إيران موجودة سياسياً وعسكرياً في المنطقة.
ماذا عن احتمالات الانفجار الداخلي؟ يستبعد ذلك كلياً، وان “كنا مع الأسف في بلد يعوزه التماسك. هذه مشكلة دقيقة، ويفترض بالسياسيين معالجتها، وهم الذين على بيّنة من من حساسية وضبابية الوضع الاقليمي والوضع الدولي، وانعكاسات ذلك على الحلبة اللبنانية”، مبدياً تفاؤله بأن الأفق ليس مقفلاً تماماً. الحلول ليست مستحيلة، كما أن العودة الى الاستقرار الاقتصادي والسياسي ليست مستحيلة.
عن رئاسة الجمهورية، “الحل المتوقع في إطار لعبة تبادل الأوراق”. وحين نسأل إذا كان المقصود أننا سنكون أما مقايضات سياسية أو جيوسياسية، يجيب “مصطلح “ترتيب الأوراق” هو الرديف الديبلوماسي لعملية توزيع المغانم بعد الحرب. هنا تداخل المحلي مع الاقليمي مع الدولي. لا أحد يستطيع التكهن بمن ستكون الشخصية التي تفتح أمامها أبواب بعبدا” (الوزير السابق ادمون رزق وصف رؤساء ما بعد الطائف بـ “النزلاء” على القصر).
أشياء كثيرة ترتبط بمسار (أو بإيقاع) العلاقات بين الرياض وطهران. يرى أن السعوديين لا يمكن أن يتخلوا عن شرط الدولة الفلسطينية في أي خطوة نحو التطبيع، ليشير الى أن العلاقات بين البلدين تمضي قدماً، وان كانت هناك عوامل تجعل الجانب السعودي يعتمد بدوره ديبلوماسية حائكي السجاد. وإذا كانت واضحة رغبة إيران في تطوير هذه العلاقات، وعلى المستويات كافة، يبدو أن هناك من يتوجس من رهان سعودي على عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، وهو من ألغى الاتفاق النووي وأطلق استراتيجية قرع الطبول ضدها.
المسؤول اياه يشدد على أن العلاقات بين الرياض ودمشق “ممتازة”. هناك تنسيق عملاني لاحتواء ظاهرة تهريب البنتاغون، وهي ظاهرة معقدة إذا أخذت بالاعتبار الظروف الصعبة التي تواجه السلطات السورية بوجود أكثر من جهة على الأرض، وفي نقاط جغرافية حساسة، ناهيك عن أن الجيش السوري لا يستطيع التخلي عن تصديه لـ “داعش” والفصائل الأخرى، لملاحقة المهربين.
يتوقف عند انشغالات الأمير محمد بن سلمان في كيفية دخول بلاده، ومن باب التحديث المتعدد الأبعاد والمتعدد الجوانب، في الخريطة الدولية. هناك مشروعات عملاقة قيد التنفيذ، وهي تأخذ الكثير من الوقت ومن الجهد، ما يعني أن الأولوية هي للداخل، دون أن يعني ذلك التخلي عن المقتضيات الجيوسياسية للمملكة.
تخوف كبير مما يمكن أن يحدث لرفح. القيادة “الاسرائيلية” أمام مأزق حقيقي. هذه القيادة تراهن على دخول الادارة في المتاهة الانتخابية للقيام بعمل ما، وبعدما أثير الكثير من الأسئلة حول السيناريو الخاص بترحيل نصف مليون فلسطيني الى شبه جزيرة، لقاء تلك الشروط (الشروط الغامضة) لإنقاذ الاقتصاد المصري، الذي وصل في لحظة ما الى نقطة بالغة الخطورة. حتى الآن بلغت التقديمات المختلفة 28 مليار دولار. ماذا يقف وراء ذلك؟
في كل الأحوال أكثر من مؤشر على أن “ساعة المجانين” قد دقت…