كمال جنبلاط وأنا.. والإعجاب بالفكر الانساني
بقلم قاسم قصير
كان عمري ما بين 14 أو 15 سنة وكنت اقيم مع اهلي في منطقة وطى المصيطبة أو الكولا في مدينة بيروت. وفي هذه المنطقة كان هناك حضور سياسي وحزبي فاعل للحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة كمال جنبلاط ،وكان أنصار الحزب يبيعون مجلة الأنباء الأسبوعية والتي يكتب مقالها الافتتاحي الاستاذ كمال جنبلاط شخصيا وكان يضمنها آراءه الفكرية والأخلاقية والسياسية المميزة .وبسبب هذه المقالات الهامة اعجبت بجنبلاط وفكره ومواقفه
وعند بدء الحرب الأهلية وقيام جنبلاط بتأسيس الجيش الشعبي قررت الانضمام لهذا الجيش رغم صغر عمري ،لكن والدي منعني من ذلك لأنني صغير العمر .
وبعد عدم نجاحي في الانضمام للجيش الشعبي قررت الانضمام لاحقا للحزب التقدمي الاشتراكي، وذهبت إلى مركز الحزب في منطقة كركول الدروز في اخر شارع مار الياس، وعندما دخلت الى مقر الحزب تعجب المسؤول هناك من مجيئي ورغبتي بالانضمام للحزب رغم صغر سني وطلب مني ملء طلب الانتساب والعودة لاحقا ،ولكن يبدو أنه لم يقبل الطلب أو أن الظروف أدت إلى عدم الانضمام.
وبسبب تطور الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان انشغلت بهمومي المعيشية وكنت اتابع الأوضاع عبر الصحف وانتسبت لاحقا لنادي الرواد القريب من الحزب الشيوعي اللبناني والحركة الوطنية، وكنت انشر مقالات في جريدة النداء ومجلة الجمهور وأقرأ صحيفة الحركة الوطنية واسمها الوطن وكان يشرف عليها الصحافي الراحل جوزيف سماحة ،وظللت معجبا بجنبلاط وأفكاره ولكن التطورات الداخلية والخارجية ابعدتني عنه وعن حزبه وعن الحركة الوطنية واليسار إلى أن تعرفت على الأجواء الإسلامية ولا سيما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
واليوم في ذكرى ولادة كمال جنبلاط كل التحية لروحه وأفكاره وأدائه السياسي المميز حتى خلال الحرب الأهلية.
قاسم قصير