كلام يجب أن يُقال عن مجريات الحرب.. بين الغضب والعقل والحكمة!(واصف عواضة)
كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز
ليس أيسر على بعض المحللين ورواد المقاهي في بيروت وشاطئها، من التنظير والتحليل في مجريات الحرب ،وهم ينفثون دخان نراجيلهم عاليا ،وينتقدون موقف المقاومة وترددها في التعاطي مع هذه الحرب بروح “الغضب والعقل والحكمة”،حسبما أعلن سيد المقاومة في خطابه الأخير.
قد تكون نيات هؤلاء طيبة وغير سيئة ويتملكها الغضب حيال الأثمان التي يدفعها أهلنا والمقاومة نتيجة هذه الحرب ،لكنها في الوقت نفسه تجافي العقل والحكمة ،ربما لأسباب لا يُدرك أصحابها حجم المخاطر والعواقب التي تترتب على أهلنا بالذات، أولا وآخرا، جراء اعتماد المقاومة لعامل الغضب فقط.
ولعلم هؤلاء ،فإن الهمّ الذي يحمله “السيد” في اتخاذ القرار جراء هذه الحالة،لا يوازيه همّ آخر ،لأن حسابات المقاومة في الحقل ، ليست كحساب البيدر.
صحيح أن اعتماد الغضب فقط من قبل المقاومة سيُنزل بالعدو الإسرائيلي خسائر فادحة وأثمانا باهظة في المدن والمستوطنات والمنشآت الحيوية والعسكرية ،وهو ما يحاول قادة الكيان الصهيوني تفاديه ويحاذرون الوصول إليه،لكنه في الوقت نفسه سيكلّف أهلنا وشعبنا بالدرجة الأولى أثمانا باهظة خبرنا جميعا مفاعيلها في حرب تموز 2006 ،ولعل عقل المقاومة وقلبها على هؤلاء، وليس على منشآتنا الحيوية التي تكاد تكون شبه معطلة ،من كهرباء ومياه وخدمات عامة.
بصراحة ،هناك نصف مليون جنوبي ما يزالون في أرضهم وبين أهلهم ،على الرغم من النزوح الكبير مما يسمى “الشريط الحدودي وبلداته وقراه،وكل ذلك بفضل سياسة “الغضب والعقل والحكمة” التي تتبعها المقاومة. وهناك نصف مليون مواطن ما زالوا في الضاحية الجنوبية وربما مثلهم في البقاع ،أيضا بفضل هذه السياسة. فأي ضير لو تمكنت المقاومة من كسب المعركة من دون أن ينزح هؤلاء وتُدمر أحياؤهم وبيوتهم وعماراتهم؟
لا يعني هذا الكلام مطلقا تهاون المقاومة أو إمتثالها للضغوط أو انكفاءها عن مساندة أهلنا في غزة. والعدو يعرف ذلك جيدا ،ويعرف أنه إذا فُرضت الحرب الواسعة ،فإن شعب المقاومة وبيئتها وأهلها ،سيتحملون هذا الثمن أيا كانت النتائج. ونحسب أن العدو له حساباته في هذا المجال أيضا ،وأنه يدرك جيدا “توازن الردع”،وأنه لن يُقدم على المغامرة التي تحرق الأخضر واليابس والجامد والسائل في أرض فلسطين وبحرها.
ولأن خير الكلام ما قل ودل نقول:أتركوا المقاومة تعمل بغضب وعقل وحكمة كما قال سيدها،وامنحوها الثقة التي كانت على مستواها خلال العقود الأربعة الماضية ..والسلام على من اتبع الهدى.
*ملاحظة:هذا الكلام أعلاه رأي شخصي لا يمثل المقاومة ولا يحمّلها أي مسؤولية عن مضمونه