كتل نيابية تتلهى بترشيح معوض بانتظار التعليمة (حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز
يصر بعض الكتل النيابية الملتحقة بالمحور الأميركي على تعطيل أي مسعى لبناني لإنتاج مرشح رئاسي قوي بإجماع اللبنانيين، قادرعلى الحكم وتطبيق الدستور وتفعيل المؤسسات الدستورية.
ولا زالت هذه الكتل على موقفها بترشيح “لعبتها” النائب ميشال معوض بإنتظار آوان التوافق الخارجي، وبالتالي وصول التعليمة.
ويكشف مرجع نيابي سابق للحوارنيوز عن “ارتباك حقيقي لدى اللقاء الديمقراطي حيال تبنيه لخيار معوض، لأن اللقاء يدرك ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يدرك أيضاً، بأن معوض مرشح ضعيف لن يصل الى الرئاسة وإن وصل “عنوة” فإنه لن يحكم وسينكشف لبنان أمام العواصف الإقليمية التي كان بعيداً عنها بفعل قوة المقاومة وجهوزيتها جنوبا وشمالاً.
يقول المرجع عينه:” هذا الكلام سمعته عن مقربين من جنبلاط، والأخير الآن في مرحلة اعادة قراءة للموقف المبدئي الذي اتخذه اللقاء بدعم معوض.
ويضيف” أن على الجهة المقابلة أن تتقدم الى منتصف الطريق لملاقاة جنبلاط في قراءته الجديدة وأن تبادر الى طرح أسماء مقبولة من الأطراف الأخرى، فلا تتمسك بخيار فئوي يعقد إمكانية انتقال جنبلاط الى المساحة الوسط بين خيارين كلاهما خاسر”.
لا يملك معوض برنامجاً إقتصاديا للإنقاذ وخطابه السياسي إستفزازي لغالبية اللبنانيين، ويستحضر لغة التحريض والتخوين، فيما هو غارق في أحضان محور يواصل حصاره للبنان بهدف الضغط على المقاومة ونزع ورقة القوة الرئيسية لدى لبنان في مواجهته الأطماع الاسرائيلية.
ويقول المصدر: لو كانت الكتل النيابية هذه جادة في تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية لكانت قدمت مرشحاً مقبولا من مختلف الأطراف، لأن إجماع اللبنانيين عنصر قوة للرئيس المقبل، وكانت ارتضت أيضاً، الشروع بحوار دعا اليه الرئيس نبيه بري، لتحديد سمات الرئيس العتيد وإلباس هذا الاستحقاق ثوب اللبننة بدلا من انتظار الترياق من باريس حيث يقود الجانب الفرنسي مفاوضات مكوكية بين عواصم المحور المذكور.
ويرى المصدر الى أن الإصرار على التعطيل الحالي ( معوض في مواجهة التوافق) والذي أقرت به النائب غادة أيوب من كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية)، “وذهبت في تصريح لها اليوم إلى أن كتلتها وبعض الحلفاء يتجهون الى تعطيل النصاب في حال كان هناك لعبة لإيصال مرشح 8 آذار”!
ويتسآل المرجع عن معنى موقف أيوب المخالف لجوهر النقاشات الجدية في لبنان والخارج، “فلا كتل 8 آذار وحلفائها أعلنت عن مرشح بل لا زالت عند موقفها المتمثل بالورقة البيضاء، إفساحاً بالمجال أما التوافق”.
وأكثر من ذلك لم تمانع الكتل النيابية خارج إئتلاف القوات – الاشتراكي من طرح أسماء مقبولة من مختلف الأطراف، لكن رفض المحور الأميركي لهذه الأسماء يصعب الوصول الى نهاية سريعة لمعضلة الرئاسة.
ويعرب المرجع عن اعتقاده بأن ” تعطيل الآن من خلال مرشح “اللعبة” في الوقت الضائع، وتعطيل لاحق في حال بروز مرشح إجماع توافقي، يعني أنهم يتلهون بإنتظار التعليمة”.
ويختم: “رئيس يأتي بإجماع اللبنانيين قادر على الحكم، أما الرئيس الذي قد يأتي في ظل إنقسام اللبنانيين فمصير عهده أسوأ من العهد الغابر”.