قوات اميركية جديدة الى المنطقة: بين فتنمة العراق وجدولة الانسحاب
ذكرت عدة مجلات ومواقع إلكترونيه أوروبيه متخصصه في الشؤون العسكريه معلومات متطابقه حول التحركات العسكريه الاميركيه في الشرق الاوسط .اهم ما جاء فيها :
١)ان وزارة الدفاع الاميركيه قد أبلغت القياده العامه للقوات المسلحه النرويجية ، يوم ١٦/١/٢٠٢٠ ، بالغاء مشاركة ثلاثة آلاف جندي اميركي في المناورات ، التي تجريها قوات متعددة الجنسيات ، مرة كل عامين منذ عام ٢٠٠٦ ، في منطقة تورمْس Torms شمال غرب النرويج ، والتي يطلق عليها ، ( المناورات ) اسم الرد البارد (cold response ) علماًان هذه المنطقه لا تبعد سوى اقل من٥٠٠ كم عن حدود روسيا الشماليه الغربيه .
٢)ان هؤلاء الجنود الاميركيين هم قوام لواء من مشاة البحريه الاميركيه المتخصصين في العمليات القتالية في ظروف جوية شديدة البرودة ، كما انهم متخصصون في عمليات الانزال ، سواء البحري / سفن إنزال / او الجوي / مروحيات / لشن عمليات اغارة على مواقع العدو وتدميرها ، من خلال عمليات خاطفة .
٣)اما تفسيرنا لهذه الخطوه الاميركيه فهو انها تأتي في اطار الاستعدادات الاميركيه للانخراط في مواجهة طويلة الامد مع قوات المقاومه العراقيه ومن يؤازرها في العراق من دون الدخول في حرب مع ايران ، خاصة وان المخططين العسكريين الاميركيين يقومون بوضع خطط انتشارهم وتعزيز وجود قواتهم في العراق على هذا الأساس . ولكننا لا نستبعد أبداً قيام مشاة المارينز مستقبلاً بمهاجمة اهداف عسكريه داخل ايران ، بحجة ان ايران تقدم الدعم العسكري لقوات المقاومه التي تخوض حرب عصابات ضد القوات الاميركيه في العراق ،وذلك في تكرار للتجربة الاميركيه في فيتنام ثم في كمبوديا ولاوس نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي ، حيث قام سلاح البحريه وسلاح الجو الاميركي بقصف متواصل لكل من فيتنام الشماليه ، بحجة انها تقدم الدعم العسكري لثوار الفيتكونغ في الجنوب ، وكذلك لكل من كمبوديا ولاوس ، بحجة ضرب خطوط امداد الفيتكونغ عبر هذه الدول الى ثوار الفيتكونغ في جنوب فيتنام .
٤)لكن هذا التفسير ، او التقييم اعلاه ، لا يعني أبداً ان القوات الاميركيه ، من مشاة البحرية ، سوف تبدأ بشن عمليات اغارة ضد اهداف إيرانية حال وصولها الى العراق . بل ان الامر يتعلق بمخطط يطلق عليه اسم : " الدفاع الهجومي " ، أي ان تبادر الى الهجوم على العدو ، في خطوة استباقية للدفاع عن نفسك ، وذلك بهدف شل قدرات العدو الهجوميه وارغامه على التحول من الوضع الهجومي الى الوضع الدفاعي . اي انتزاع زمام المبادره الميدانيه منه تمهيداً لتفككه واستنزافه ومن ثم هزيمته .
٥)وفِي كل الأحوال فان هذا القرار يبقى قراراً اتخذته وزارة الدفاع الاميركيه ، كاجراءٍ احترازي ، بحاجة الى موافقة الجهات المعنيه في واشنطن للانتقال به من مستوى الخطة الى مستوى التنفيذ العملياتي . وهو الامر الذي سيبقى خاضعًا لعملية الصراع بين اجنحة مراكز القوى ، سواءً في الولايات المتحده بشكل عام او في الادارة الاميركيه بشكل خاص ، وبين الرئيس وصقور الاداره في البنتاغون ووزارة الخارجية من الإنجيليين المتطرفين والذين يدفعون باتجاه إشعال الحروب في كل مكان .
فهل تقرر الادارة الاميركية الفرار الى الامام في مواجهة حرب اخراجها من المنطقة، فتدخل في مستنقع فتنمة العراق ام انها اتت بهذه القوات لتوظيفها في تأمين انسحاب متدرج لقواتها باقل الخسائرالممكنة!؟
سؤال سيفرض نفسه بقوة في الاسابيع المقبلة.