قناصل فخريون لإحياء يوم المغترب – المنتشر!
حكمت عبيد – الحوارنيوز
لم نقرأ سابقا عن إنجازات أي من القناصل الفخريين للبنان في مختلف أنحاء العالم، لنتفاجأ أمس في بيان لهم بأنهم أنشأوا “اللجنة العالمية لإحياء يوم المنتشر اللبناني” للتشجيع على احياء هذا اليوم وتحويله الى عيد بعد تحويل اسمه من يوم المغترب الى يوم المنتشر.
لا شك أنه محاولة لتوسيع رقعة الإحتفال بهذا العيد ومزيته، نظرا للدور الهام والنوعي للمغتربين في حياة وطنهم وأهلهم على مختلف الصعد، غير أن الإقتراح دونه ملاحظات يمكن تسجيلها على النحو الآتي:
-
لماذا تعديل اسم اليوم من مغترب الى منتشر للمغتربين، وهم الفئة التي ما زالت على تواصل مع وطنها ومجتمعها اللبناني،ولها دور كبير في مدّ يد العون والمساعدة على أكثر من صعيد. وهم فعلا يستحقون التكريم. أما الإنتشار فهم الفئة التي تماهت مع المجتمعات المضيفة وصار لبنان خلفها من بعيد. فإذا كان القصد تشجيع هؤلاء لإعادة التواصل أو التعرف على لبنانهم فهذا أمر جيد ،لكن لا يجب أن يقلل من قيمة المغتربين وحضورهم المعنوي والمادي في الحياة اللبنانية.
-
من المفترض أن يكون هذا الأمر قد جرى تنسيقه من قبل وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان ،لأن القناصل يرتبطون بالوزارة إداريا وسياسيا، فهل فعلا تمّ ذلك؟ ولماذا لم تبادر الوزراة الى اعلان مثل هذا التحفيز ليطال مختلف القناصل والبعثات الدبلوماسية على حّد سواء؟
-
سبق وأن تم الإحتفال بهذه المناسبة لسنوات عدة، من قبل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وآخرها تقديم مساعدات عينية، لمناسبة يوم المغترب، من قبل المجلس القاري الافريقي برئاسة القنصل حسن يحفوفي لوزارة الصحة ،وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من أجهزة التنفس. كان حريٌ بالسادة القناصل أن يتبنوا أي مشروع تنموي يطلقون من خلاله منصتهم الإلكترونية لا أن يكتفوا ببيان لإعلان بدء الإحتفالات بمنصة الكترونية!
-
هل وضع السادة القناصل رؤية وتطور عمل شاملا أم سيكتفون بمثل هذه المبادرة الإعلامية بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي.؟
وهذا نص البيان كما تسلمته الحوارنيوز:
“نلتقي اليوم نحن مجموعة قناصل فخريين موزعين في مختلف بلاد الإنتشار على فكرة إنشاء لجنة عالمية موحدة بهدف إحياء “يوم المغترب اللبناني”، في أوساط الجاليات اللبنانية، لتذكير الأجيال المتحدرة بعادات وتقاليد وموروثات الأجداد، كما المحافظة على هذا الإرث الغني منعا لإندثاره.
اهداف اللجنة:
الهدف الأول، إحياء يوم المنتشر اللبناني، الموافق في 13 آذار من كل عام وجعله عيدا عائليا بامتياز، يتوافد فيه أفراد العائلة الواحدة كل من مكان إقامته للإجتماع حول مائدة طعام لبنانية في أحد منازل الأقارب يستذكرون في خلالها أجدادهم وأهاليهم وأوائل المهاجرين من عائلاتهم، كما إلقاء الضوء على نجاحاتهم واجتهاداتهم في بلاد الإغتراب والقصص والحكايا التي تدل على مدى تعلقهم بالوطن الأم.
تشجيع المتحدرين للمشاركة في هذا العيد والتعرف على جذورهم وقراهم وبلداتهم على أن يكون هذا النهار نقطة انطلاق هامة لمد جسور التواصل في ما بين الأهل والاقارب وأبناء الحي أو القرية التي غادرها أجدادهم وأهاليهم وتشجيعهم على دعم المشاريع الإنمائية إن كان هناك من حاجة.
تشجيع الأندية والجمعيات والمؤسسات اللبنانية، على الإحتفال بهذا اليوم “العيد” وجعله يوما تراثيا بإمتياز كما عيدا اجتماعيا يشمل كل أبناء الجالية بهدف إرساء قواعد التقارب والتعارف والإلفة بين أبناء الوطن الواحد ودعوة الشبيبة المتحدرة للمشاركة من باب تجديد انتمائها الثقافي الى إرث الوطن الحبيب.
تشجيع الأندية اللبنانية على إلقاء الضوء على تاريخ لبنان القديم ورسالته الإنسانية الرائدة على مر العصور بدء من الألفباء الفينيقية مرورا بتسمية القارة الأوروبية، والإبحار وصولا إلى توصيفه الدائم بسويسرا الشرق وراعي الحضارات.
تشجيع الجاليات على الإحتفال بهذا العيد لتأكيد وجودها وحضورها الفاعل في المجتمعات التعددية التي تعيش ضمنها كمجموعة ثقافية مميزة في النسيج الإجتماعي لبلد الإقامة.
العمل مع السلطات اللبنانية في الوقت المناسب على إعلان شهر آذار من كل عام “شهر الإنتشار اللبناني” وإبدال تسمية “المغترب” بتسمية “المنتشر” اللبناني.
الهدف الثاني: تهدف اللجنة العالمية إلى تشجيع الجاليات اللبنانية في كل أقطار الأرض على تبني مشروع إقامة نصب “تمثال المغترب اللبناني” في كل المدن التي يقيم فيها لبنانيون على غرار ما حصل في الماضي في البلدان التالية: المكسيك (مكسيكو وعدة مدن مكسيكية) واوستراليا (بريزبن وملبورن) وغانا (أكرا) وكندا (فيكتوريا، بريتش كولومبيا). علما أن تكاليف إقامة تمثال المنتشر اللبناني منطقية جدا لكنها غير مهمة مقارنة مع ما يمثله من قيمة معنوية كبرى ونقطة التقاء لإحتفالات أبناء الجالية العتيدة.
وعليه، فإن “اللجنة العالمية لإحياء يوم المنتشر اللبناني” هي لجنة لا تمت إلى السياسة ولا إلى الدين بصلة كما لا تبغي الربح المادي، هدفها محدد في وثيقتها الإغترابية، أنشأت بمبادرة فردية، وبرؤية واضحة متكاملة أسسها السعي إلى النجاح الدائم كما حصل مع “اللجنة العالمية لضحايا التيتانيك اللبنانيين”، وهي تتألف من 12 قنصلا فخريا موزعين في كل القارات.
يبدأ عمل “اللجنة العالمية لإحياء يوم المنتشر اللبناني” بعد إعلان إنشائها في 13 آذار من عام 2021 في يوم المغترب اللبناني لسنة 2021 مع إنشاء Facebook خاص وتحمل الإسم التالي بالإنكليزية:
The International Lebanese Emigrant Day Committee (ILEDC)