اختتمت مجموعة العشرسن (G20) أعمال قمتها مساء أمس في مدينة أوساكا اليابانية ،بعد أن جددت احترامها اتفاقية باريس حول التغير المناخي بإجماع المؤتمرين ما عدا الولايات المتحدة التي لم توقع عليها ،وذلك بعد مناقشات حادة كادت تجهض صدور البيان الختامي.
وقد شكل هذا البيان مشكلة للدبلوماسيين الذين تفاوضوا على أدق تفاصيله وكلماته لدرجة كاد يُلغى من الحسبان ،بحسب منسق اللجنة التأسيسية للمراسلين الأجانب والدبلوماسيين في اليابان الدكتور عماد عجمي الذي تابع أعمال القمة .
وأشار عجمي ل "الحوار نيوز" الى أن قضية التغير المناخي كانت احدى أشد نقاط الخلاف التي انسحبت الولايات المتحدة من توقيعها بعدما حاولت استمالة دول أخرى كالبرازيل وغيرها ،فيما كانت المانيا وفرنسا من أشد المدافعين عن هذه الاتفاقية ،حتى أن الرئيس الفرنسي ماكرون هدد قبيل القمة وفي تصريحات علنية بأنه إن لم نستطع التوصل الى الاتفاق في قاعة تضم العشرين للدفاع عن الطموح المناخي ،فإن البيان الختامي سيمر من دون فرنسا.لكن البيان الختامي حظي بتأييد قوي من فرنسا وألمانيا وحتى الصين التي تضامنت تحت بند التغير المناخي .
ووصف المراقبون قمة أوساكا بأنها الأهم منذ الاجتماع الأول لهذه المجموعة في العام 2008 أبان الأزمة الاقتصادية العالمية الكبرى.وقد ذللت الاجتماعات الثنائية على هامش القمة الكثير من الخلافات بين الأعضاء حول النقاط المطروحة ،لا سيما لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني بينغ ،ما خفف من حدة النزاعات حول الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية .وقد أعلن ترامب بعد هذا اللقاء وقف الحظر على شركة "هواوي "الصينية ،وأكد أن بلاده لن ترفع نسبة الرسوم الجمركية على المنتوجات الصينية .
ومن العناوين الهامة التي ناقشتها القمة :الاقتصاد الرقمي ، النمو الاقتصادي، التجارة العالمية ،التنمية المستدامة ،التغير المناخي ،الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية وسوق النفط والملف النووي والنزاع الأميركي الإيراني ،وكذلك النزاعات العالمية وبينها الشرق الأوسط وسوريا وأوكرانيا وفننزويلا.
ورأى المراقبون أنه كان من الصعوبة بمكان إيجاد حلول لكل هذه العناوين في قمة مداها يومان فقط ،لو لم يجر بحثها مسبقا في الكواليس والاتصالات الجانبية .وعليه فإن اللقاءات الثنائية خففت من حدة المواجهات ،ولعل أهمها تلك التي كان الرئيس الأميركي محورها، لا سيما مع قادة الصين وروسيا وفرنسا والسعودية واليابان .وقد لعب رئيس الوزراء الياباني دور الاطفائي بين الزعماء الذين شاركوا في هذه القمة ،بحيث وصف المراقبون قمة أوساكا بأنها أهم القمم نتيجة التوترات التي تشكل خطرا على السلام والنمو العالميين.
وقد توجه ترامب بعد القمة برفقة رئيس كوريا الجنوبية الى سيول ،حيث سيعقد لقاء ثلاثي يضمهما الى الرئيس الكوري الشمالي على الحدود بين الكوريتين.