الحوار نيوز- خاص
تفاعلت قضية صرف عميد كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية الدكتور فرح موسى في أوساط الجامعة والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى .
وكان رئيس الجامعة الدكتور حسن اللقيس أصدر في الثاني عشر من الشهر الجاري قرارا بصرف الدكتور موسى ،مبررا قراره بأن موسى”دأب على الإساءة الى الجامعة من خلال مخالفة أنظمتها وقوانينها على نحو يتعارض مع الأصول الأكاديمية والإدارية”(مرفق صورة عن القرار).
وكان هذا القرار محل استغراب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب.وفي بيان صدر عن المجلس الشيعي أمس أدان الخطيب ما أسماه “الاعتداء المعنوي الآثم الذي طاول البروفيسور فرح موسى، وهو شخصية علمية مرموقة وكاتب وباحث معروف ويتمتع بسمعة أخلاقية عالية وله اسهاماته الكبيرة في تقديم المساعدات المالية لعدد كبير من طلاب الجامعة الاسلامية في لبنان وكان ركناً اساسياً من اركان الإصلاح”
بيان موسى
واليوم كتب الدكتور فرح موسى بيانا رد فيه على قرار الصرف وجاء فيه:
يكتب فرح موسى في جواب مَن سأله عن وجه المظلومية التي تعرض لها في الجامعة الإسلامية في لبنان، وكانت مثار إدانة لدى العلامة علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وسائر العلماء والباحثين، الذين هالهم التجني الفاضح والحقد الأسود في قلوب المفسدين والمكذبين الضالين على من قضى حياته في البحث والاجتهاد في علوم القرآن الكريم وفي بناء المعاهد الثقافية والدينية وتعليم طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماستر والدكتوراه بمئات آلاف الدولارات وهذا مثبت بما ينزع عنه كل شك…؟
فرح موسى من بلدة لبايا مواليد عام ٦٣ م -البقاع الغربي-من عائلة فقيرة كانت تعمل في الزراعة وتجارة الحبوب، أجبرته الحروب على الهجرة من مدارس الفقر والحرمان في الجنوب والبقاع الغربي إلى بيروت، وقد أخذ به سوء الحال ليدخل في الجندية ليكون شرطي سير على مفارق المدن والقرى لتحصيل لقمة عيش وشراء كتاب، وكان خياره الوحيد أن يتابع دراسته في الجامعة اللبنانية التي تخرج منها باحثًا في الفلسفة والعلوم السياسية. هناك-أيها الناس-حيث كان الفقر يأكل من كبده وتتنقل به الجندية من مكان إلى مكان في الحراسة، أخذ به القدر ليكون في قلعة الحصن، قلعة الموت في الثمانينات، في سوق الغرب، ومن هناك إلى ما كان يعرف في حينه بسباق الخيل حيث كانت تجتمع لجان الحروب للسؤال عن المفقودين من الجنود الذين تاهت بهم الأيام وضيّعتهم الحروب الأهلية! وهكذا، فقد شاء الله تعالى النجاة من موت أحمر عايشناه ورأيناه …وكان من التوفيق الإلهي لنا أن سمع الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين من بعض العلماء أن هناك طالبًا يعمل في العسكرية يحفظ القرآن الكريم ونهج البلاغة، فطلب على الفور الإتيان به إلى مجلسه ليراه ويسمع منه.وفي هذا اللقاء قرر سماحته أن يأتي بفرح موسى من حلكة الأيام وترحال الخدمة ليكون مسؤولًا عن العمل الثقافي في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ثم تتابعت المسؤولية ليكون رئيسًا لتحرير جريدة القرار في المجلس لمدة سنوات، إلى أن استقرت به المسؤولية مديرًا لشؤون الرئاسة، ويعرف كثير من العلماء والباحثين أن الإمام شمس الدين هو الذي اختار لجنة الحكم لمناقشة فرح موسى في أطروحته في الفقه السياسي في الجامعة الإسلامية، حيث اختار كبار العلماء بخط يده وتوقيعه المرحوم العلامة محمد سعيد البوطي من سوريا ولويس بوزيه وجورج كرباج وسليم الدكاش وغيرهم من الأساتذة من العالم الإسلامي،وكانت النتيجة درجة الامتياز مع التنويه بالإجماع.
لقد واكب فرح موسى مرحلة تأسيس الجامعة خطوة بخطوة وكان له شرف التصحيح والمناقشة في نظامها الأساسي إلى أن كان القرار الأخير قبل أيام من وفاة الإمام شمس الدين صدور قرار تعيين فرح موسى أستاذًا متفرغًا في الجامعة. فيا عجبي ممن استهواهم الظلم ليكونوا أهل تحسر وندامة في الدنيا والآخرة! فما أصبرهم على النار أن يتهموا الناس وأهل الفضل ظلمًا وعدوانًا!!
فرح موسى هو أول متخرج من الجامعة الإسلامية، وهو أول أستاذ نال رتبة الأستاذية فيها على بحثه في حقوق الإنسان بين الإسلام والغرب في القاهرة، فكان الشكر من اتحاد الجامعات العربية للجامعة الإسلامية على هذا البحث. وكذلك كان فرح موسى أول عميد في الجامعة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. لقد شهدت له منابر العالم الإسلامي، وحوزاته العلمية ومراكز البحوث من طهران ومشهد وقم إلى العراق وسوريا، هذا فرح موسى الذي منع من التفرغ في الجامعة اللبنانية ومن الالتحاق بالمراكز البحثية ليكون في جامعته التي أعطاها اللحم والدم والعقل والفكر! نعم لقد شهدت له معاهد الفكر وقدمت له الجوائز على بحوثه العلمية التي تجاوزت الخمسين بين بحث وكتاب، وكانت نتيجة ذلك أن يأتي من يتعرض له بالظلم والعدوان، ويسيء إليه في علمه ووظيفته، وكرامته!؟ فهؤلاء يعلمون أنه لا قيمة قانونية ولا أخلاقية لقرارات ظلمهم، ولو شئنا مقاضاتهم لفعلنا؛ ولكننا نأبى أن ينزل بنا الدهر ليقال تشابهت الرجال!؟
الله يقول:”لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم…”فلماذا يسكت العلماء عن ظلامة، يا لها من تجربة في جامعتي الحبيبة التي أعطيتها عمري ومالي،أهل الجامعة يعلمون أن مدح العلمية كان يأتيهم من كل مكان؟ نعم كانوا يستبشرون خيراً بالبحوث القرآنية الرائدة التي كان فرح موسى يقدمها على منابر الجامعات العربية والإسلامية! فهل ينفع خطابي مع الحوزات العلمية في النجف وقم وسوريا والعراق ولبنان؟ ألستم تعلمون إخواني العلماء أني تفرغت في آخر أيامي لإخراج منهج جديد في تفسير القرآن؟ بلى،تعلمون، وأعدكم أني سأقدم لكم هذا الجديد، وستبقى الجامعة الإسلامية منبري، وسأستمر بمساعدة طلابها ليتخرجوا منها كما وعدتهم، فأنا لست أول من ظلم ولن أكون آخر من يظلم، وكما قال الأستاذ الوائلي:”سحقًا لكل من ظلم وخان وعذب، واستهان بمشاعر إنسان، وكأنه لا يعلم أنه بهذا الكون كما تدين تدان..حسبي الله ونعم الوكيل.” وقد خاب من حمل ظلما.” والسلام.
زر الذهاب إلى الأعلى