القاضي حسن الشامي – الحوارنيوز
جميل بيرم
الفذ…العصامي…المتواضع الذي لا مثيل لدماثة أخلاقه.
وكأن “الوردانية” تأبى إلا أن تفجعنا بالغوالي…وها هو فارس شهم من فرسانها ومن فرسان العدلية يترجل.
جميل بيرم: الأسم بذاته يكفي…المكافح في الحياة …الذي دخل القضاء وتقلد أهم المناصب منها قاضي تحقيق عسكري والنائب العام في الجنوب لعشر سنوات من ١٩٩٣ إلى ٢٠٠٣ ايام كانت هناك دولة وقانون والبلاد في “عز” حيث إشارة قضائية واحدة كفيلة بتطبيق النظام والعقاب وهز عروش المجرمين.
وبعدما تم تهديده من عصابات إرهابية، تم تشكيله رئيسا للهيئة الاتهامية في بيروت حتى تقاعد عام ٢٠٠٨ حين أقامت له العدلية كلها حفلا مشهودا.
تعرفت إليه عام ١٩٩٥ في عرس قريبه مصطفى حسين بيرم (وزير العمل الحالي) الذي كان زميل دفعتي في كلية الحقوق.
أذكر أنه رحب بي على سطح أحد البيوت المطلة على باحة الزفاف القروي في الوردانية، وقد لفتني أنه عاملني أينما معاملة وأنا آنذاك مجرد متخرج من الجامعة وهو العملاق المعروف.
ثم قصده أبي في معاملة بسيطة فتجاوب مع أنه لا يعرفه مسبقا وأكرمه في مكتبه.
لاحقا توطدت العلاقة لا سيما بعد دخولي السلك عام ١٩٩٦ وكان يخجلني بحجم تواضعه مع أني بعمر إبنه البكر محمد بل ربما أصغر .
ثم أصبح إبنه الثالث والأخير أسعد زميلنا وسرعان ما إنضم إلى “الشلة” وبقي الأب يعاملني كما لو أني صديقه هو.
جميل بيرم أحد الذين كنت أعتبرهم خطاً أحمر في حباتي…أرى فيهم صورة والدي…وطينته التي جبلتها حياة الفقر والنضال من أجل تربية أولاد صالحين.
يا من فتحت لي قلبك وعقلك وبيتك: على مثلك نذرف الدمع….على مثلك نتحسر الرحيل…على جبين مثلك نطبع القبلات…لكننا نطوي الصفحات…صفحات لا تعوض ولا تتكرر.
إلى زوجتك الفاضلة إبنة العائلة العريقة والكريمة في الزرارية…إلى أنجالك الثلاثة…إلى عموم آل بيرم وأهالي الوردانية العزيزة:
لن أعزيكم…بل أعزي نفسي والعدالة وطيب السريرة بفقيد لن ننساه إسمه: جميل بيرم.