قرارات قمة الدوحة ليست على مستوى الحدث (سايد فرنجية)

كتب سايد فرنجية – الحوارنيوز
وسع العدو الصهيوني عدوانه و قصفت طائراته الدوحة بالصواريخ الأميركية المصنوعة بأموال دول الخليج للرئيس ترامب .
لقد قصف العدو عاصمة قطر التي كانت أول من أقام علاقات مع الكيان الصهيوني الذي أفتتح مكتباً للكيان في الدوحة . مع وجود قاعدة “العديد ” الأميركية العسكرية التي دفعت قطر كلفة بنائها التي بلغت أكثر من ٨ مليار دولار ، كما تدفع حوالي ٥٥٠ مليون دولار أميركي كلفة سنوية للقاعدة لاستمرار الحماية الأميركية لقطر. لقد أشترت قطر منظومات دفاع جوي أميركية متطور مثل ثاد وباتريوت، ومؤخراً قدمت قطر أغلى طائرة في العالم كهدية للرئيس الأميركي دونالد ترامب .
في مواجهة العدوان دعت قطر لعقد مؤتمر قمة عربية إسلامية في ١٥ أيلول عام ٢٠٢٥ .
في أطار العدوان على قطر ترتفع الأسئلة اين الوعود الأميركية بحماية دول الخليج مقابل التريليونات من الدولارات الأميركية التي دفعت للرئيس الأميركي ترامب منذ اشهر ؟
أصبح واضحاً الأستهداف الصهيوني العدواني بموافقة أميركية على فلسطين غزة و الضفة الغربية و لبنان و سوريا و العراق واليمن و قطر، منتهكةً القانون الدولي والقيم الأنسانية و ميثاق الأمم المتحدة .
تزامناً مع انعقادمؤتمر القمة في الدوحة عقد وزير خارجية أميركا روبيو ونتنياهو قمة أستثنائية شكلت رسالة سلبية لقمة الدوحة وتهديداً لها و دعماً لنتنياهو في عدوانه على فلسطين و قطر .
بغض النظرعن مكانة قطر المالية و السياسية فإن قرارت الأدانة والأستنكارلا قيمة لها والوعود الإنشائية الفارغة من مضمون عملي لا يمكن عبرها مواجهة العدو الصهيوني .
قرارات قمة الدوحة ليست على مستوى الحدث. لم يصدر اي قرار او أي رد فعل صارم ولا أي أجراءات عملية رادعة لمواجهة العدو ووقف عدوانه .
لم يسجل أي قرار فعال بالخروج من مهانة التبعية والعجز ومواجهة المخاطر للخروج من المأزق العربي التاريخي .
على امتداد حوالي خمس ساعات أجاد أصحاب الجلالة و السمو والفخامة ببيانات المجاملة والأدانة و الإستنكار لهجوم الكيان الصهيوني على دوحة قطر، لكنهم لم يتناولوا المواضيع الأساس ولا القرارات العملية لمواجهة تحالف الصهيو- أميركي.
لقد جاء في بنود البيان الختامي دعوة لمراجعة العلاقات الدبلوماسية وليس قرارا بقطع علاقات التطبيع وأغلاق السفارات الإسرائيلية في بعض الدول العربية وسفاراتها في كيان العدو، كما لم يدرج بند عن موقف فعال في مواجهة دولة العدوان، بل ادرج بند عن تضافر الجهود الدولية . فلا عجب من ذلك لأن أصحاب الجلالة السمو والفخامة وبعد سنتين من ارتكاب العدو المجازر وقتل الأطفال والإبادة الجماعية والتجويع والتطهير العرقي القسري والتدمير واستشهاد اكثر من ٦٢ الف فلسطيني و حوالي ١٣٢ الف جريح ومفقود ، لم يتحرك ضميرهم لأتخاذ القرار بوقف العدوان على غزة.



