طلال الامام /السويد – الحوارنيوز
انشغلت مختلف وسائل الاعلام خلال الاسبوع الماضي بالحوادث التي شهدتها شوارع وساحات أمستردام، على خلفية الصدامات التي وقعت بين قطعان الكيان الإسرائيلي وبين المؤيدين للقضية الفلسطينية، بعد انتهاء مباراة رياضية بين فريق مكابي تل ابيب الذي خسر امام فريق إياكس امستردام، حيث قام مشجعو مكابي بإطلاق صرخات عنصرية ضد الفلسطينيين وتمزيق العلم الفلسطيني والاعتداء على بعض سائقي الاجرة.
لن ندخل في تفاصيل الحادثة التي تناولتها مختلف وسائل الاعلام من وجهات نظر متباينة .سنحاول القاء الضوء على حادثة امستردام وتداعياتها .
أولا – تكشف هذه الحادثة المأزق الذي يعيشه “الكيان” بفعل الصحوة التي تعيشها شعوب بلدان العالم، وتزايد التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية وضد مجازر الاحتلال في فلسطين ولبنان. تتجلى هذه الصحوة في التظاهرات الضخمة الدورية التي تجوب شوارع وساحات العالم …وهذه الصحوة تخيف “الكيان”، لذلك بدأ يستخدم شعارات وادوات مهترئة من شاكلة “معاداة السامية”، واسترجاع مأسي الحرب العالمية الثانية وتوظيفها لصالحه والعودة للأساطير الدينية.
ثانياً- ثمة خشية من استغلال “الكيان” حادثة امستردام لاستمرار كسب تأييد الحكومات الاوروبية والولايات المتحدة في المقدمة. لذلك نلاحظ الحملة الاعلامية الواسعة لتخويف البلدان الاوروبية من خطر امتداد المواجهات من غزة ولبنان الى شوارع البلدان الاوروبية.
ثالثاً – احتمال ان تستغل الحكومات الاوروبية هذه الحادثة لزيادة دعمها للكيان، واسكات صوت شعوبها المتزايد والمؤيد للقضية الفلسطينية.
نلاحظ عموما ان ثمة “بون” شاسعا بين موقف الشارع الاوروبي خصوصاً وحكوماته، وقد يتم استخدام او التهويل بهذه الحادثة للسيطرة على التأييد المتصاعد للقضية الفلسطينية بين الشعوب الاوروبية والشباب منهم بشكل خاص وهذا يرعب “الكيان” .
رابعاً – المطلوب الان واكثر من اي وقت مضى الابتعاد عن التصرفات والشعارات التي تلحق ضررا بمسألة استمرار واتساع تأييد الشارع الاوروبي.
كل الاحتمالات واردة فأي منها ينجح ؟
ان تنصت الحكومات الاوروبية لشعوبها التي تتظاهر ضد ممارسات “الكيان” وتوقف دعمها السياسي، العسكري والاقتصادي للكيان ومجازره، وهو الأمر الذي يشجع على استمرار عمليات الاجرام، ام يستمر الانقسام في الشارع بين من يَحكم ومن يُحكم بما يحمله من مخاطر يهدد استقرار ومستقبل تلك البلدان؟
نعم لقد فتحت حادثة امستردام الباب على مصراعيه على احتمالات متعددة: أي منها سيتقدم؟
نعتقد ان الميدان وصمود المقاومة هو الذي سيرغم “الكيان” على وقف سياسة القتل والدمار في فلسطين ولبنان، والاستفادة من تحركات شوارع العالم لمصلحة قضية التحرر وانهاء الاحتلال .