سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في نتائج زيارة بلنكن … بإنتظار هوكشتاين

 

الحوارنيوز – خاص

وسط إستمرار حرب الإبادة بحق غزة وشعبها ورفض الحوار من قبل العدو وتصعيد اعتداءاته على جنوب لبنان، كثفت الإدارة الأميركية جهودها لمنع توسع الحرب. فبعد بلنكن تنتظر المنطقة عودة آموس هوكشتاين دون أن تتسرب معلومات فعلية عما أنتجته زيارة بلنكن وماذا تنتظر المنطقة من زيارة هوكشتاين وهل ثمة صلة بين الزيارتين؟

تفاصيل إضافية في إفتتاحيات الصحف:

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: هوكشتاين يسابق من بيروت “الإعصار” التصعيدي

وكتبت تقول: على مقربة من التشييع الحاشد الذي أقيم في بلدة خربة سلم للقيادي الميداني البارز في “حزب الله” وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل اول من أمس، صعدت الدولة العبرية أمس إعصار الاغتيالات فاستهدفت قياديا اخر لا يقل أهمية في موقعه الميداني في “حزب الله” بوصفه مسؤول الوحدة الجوية في الحزب علي حسين برجي، الامر الذي يرسم علامات شديدة الخطورة حيال مسار التصعيد المتدحرج الذي تتبعه إسرائيل على الجبهة الجنوبية للبنان ان في حرب الاغتيالات او في المواجهة الميدانية. وبطبيعة الحال فان توغل الردود الميدانية لـ”حزب الله” على الاغتيالات على النحو الذي حصل امس في استهداف الحزب لموقع القيادة العسكرية الإسرائيلية في الجليل الأعلى الواقع في مدينة صفد يعتبر مؤشرا لاقتراب العد العكسي للانفجار الشامل المحتمل بين إسرائيل والحزب من النقطة التي قد يصعب معها لجم او ردع او احتواء الانزلاق الى الحرب، سواء كان متعمدا او بفعل تطور سريع غير محسوب لخسائر موجعة يسددها احد الفريقين الى الاخر في لحظة مواجهة ضارية.

تبعا للتصعيد المخيف الذي توالت فصوله أمس ان بحرب التصفيات وان بالمواجهات الميدانية لم يعد غريبا “تهافت” الموفدين الدوليين والغربيين الى بيروت على النحو الحاصل بما يعكس تصاعد المخاوف الخارجية الى ذروتها من تفلت المواجهات الجارية عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل من ضوابط الخطوط الحمر التي ظلت قائمة حتى الان رغم الضراوة التي بدأت تظلل المواجهات. ولذا ستتركز الأنظار من اليوم على المهمة الجديدة التي يتولاها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي علمت “النهار” انه سيصل اليوم الى بيروت في زيارة تستمر يومين، وتسبق وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون غدا لتسلم منصبها كقائمة بالأعمال للولايات المتحدة الى ان تقدم أوراق اعتمادها كسفيرة الى رئيس الجمهورية العتيد عقب انتخابه. المعلومات عن مهمة هوكشتاين ظلت عرضة للاجتهادات المحلية من دون أي دقة كافية وحاسمة في انتظار شروعه في اللقاءات مع المسؤولين الرسميين التي سيبدأها من دون انتظار السفيرة الجديدة بما يعكس الطابع العاجل والاستثنائي لزيارته وما سينقل خلالها من أفكار واتجاهات تهدف الى تبريد الجبهة الميدانية جنوبا أولا والانطلاق في مفاوضات جديدة تهدف الى تحريك ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وعلمت “النهار” ان هوكشتاين سيبقي لقاءه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى خاتمة زيارته يوم غد بعد ان يكون أنهي لقاءاته الأخرى في بيروت. وكان هوكشتاين التقى قبل يومين في روما نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

وعشية وصول المبعوث الاميركي، جال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا على المسؤولين اللبنانيين الرسميين مؤكدا “التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان وإستمرارهما في بذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار”. واثار الموفد الأممي تخوفه من إستمرار التصعيد القائم في المنطقة ولبنان ودعا “كل الاطراف الى التهدئة، والى دعم الجيش في جنوب لبنان واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق”. وأفادت معلومات ان لاكروا طلب من لبنان اتخاذ اجراءات محددة لمنع تدهور الاوضاع نحو الأسوأ فيما حمل لبنان لاكروا رسالة بضرورة التنفيذ الشامل للقرار 1701 بما فيه الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

غير ان وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك التي كان يفترض ان تصل امس الى بيروت من القاهرة لتبدأ محادثات مع عدد من المسؤولين، علمت “النهار” ان وصولها تأخر بسبب مسالة لوجستية إدارية متعلقة بجوازات السفر لكن زيارتها المقررة للبنان قائمة ولم تلغ وستلتقي الرئيس نجيب ميقاتي قبل الظهر. واصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا أعتذرت فيه من الصحافيين “لإلغاء الموعد الذي كان مقررا مساء اليوم (أمس) بين الوزير عبدالله بو حبيب ونظيرته الألمانية لأسباب خارجة عن ارادتنا”.

التصعيد المتقابل

في غضون ذلك اكتسبت المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”حزب الله” دلالات جديدة وتراكمية من الخطورة مع تسعير إسرائيل حرب التصفيات لكوادر الحزب فيما اتسمت ردود الحزب ببعد ميداني تمثل باستهداف الأعماق العسكرية الإسرائيلية. وفي يوم ميداني اخر اتسم بتصعيد كبير استهدفت إسرائيل صباحا سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، قتل فيها 3 عناصر لـ”حزب الله” والسيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس في البلدة حوالي الـ300 متر ما سبب حالة من الهلع عند الطلاب والاهالي. وعلى الأثر أطلق 20 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل في وقت واصلت إسرائيل قصف مناطق في الجنوب.

  • صحيفة الأخبار عنونت: هوكشتين في بيروت: المساعي رهن جولة بلينكن

وكتبت تقول: يصل المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت غداً الخميس في زيارة سريعة، يلتقي خلالها الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري.

وبحسب المعلومات، فإن هوكشتين الذي زار كيان العدو يوم الخميس الماضي، التقى أمس في العاصمة الإيطالية نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، الذي يتولّى التواصل بينه وبين الجهات اللبنانية الرسمية والسياسية. وقد أطلعه على نتائج زيارته ولقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين. وأبلغه أنه ينتظر الآن نتائج زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإسرائيل لأجل تحديد مسار عمله في المرحلة المقبلة.

وبرغم التكتم على الاتصالات الجارية، فإن المعطيات تشير الى أن الموفد الأميركي سمع كلاماً إسرائيلياً كبيراً حول الوضع في لبنان، وهو كلام يضعه المسؤولون في لبنان في إطار التهويل، وخصوصاً مع رجل يفترض أن يقود مفاوضات حول “اليوم التالي” لبنانياً. كما علم أن هوكشتين يعمل في ظل أجواء تقول بأن الإدارة الأميركية تنوي إلزام إسرائيل بالانتقال سريعاً الى “المرحلة التالية من عمليّتها العسكرية في غزة”، وأن الأميركيين يأملون بأن تكون هذه المرحلة “مدخلاً لوقف العمليات العسكرية الكبيرة، ما يسمح بوقف العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية”. وهو “يعتقد بأن ذلك سيسمح بانطلاقة مساعيه الهادفة الى إعادة تنظيم الاستقرار الأمني والعسكري والسياسي على الحدود الجنوبية للبنان، ما يسمح بالسير قدماً في مساعي إلزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بمندرجات القرار 1701، وإنهاء النزاع على النقاط البرية العالقة على الخط الأزرق”.

ونقل عن الموفد الأميركي بأنه ليس مخوّلاً في هذه المرحلة البحث في مستقبل مزارع شبعا، وأن “المعطيات التي في حوزته تشير الى أن سوريا لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بصورة رسمية خريطة حدودها البرية مع لبنان في هذه المنطقة، وبالتالي فإن البتّ بمصير المزارع يحتاج الى توافق لبناني – سوري قبل أي بحث مع إسرائيل”.

  • صحيفة الديار عنونت: «عجقة» موفدين غربيين في بيروت للجم التصعيد العسكري… وقواعد الاشتباك الى توسّع
    المقاومة ردّت على الاغتيالات باستهداف قاعدة «دادو» في صفد بالمسيّرات الهجومية
    هوكشتاين يتوجه الى لبنان… والملف الرئاسي يعود أدراجه

وكتبت تقول: في خضم ما يجري من تدهور عسكري كبير على الحدود الجنوبية، والرد على عمليات الاغتيال والاعتداءات والغارات الاسرائيلية اليومية على القرى الجنوبية، وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى والدمار الهائل، لا يبدو أي انفراج أمني في الافق، بل المزيد من توسّع قواعد الاشتباك والمعارك، والحديث اليومي عن اسبوعين خطيرين وحاسمين سيشتعل خلالهما الوضع الجنوبي وسيمتد الى الداخل، بعد عمليات الاغتيال التي قامت بها « اسرائيل» لمسؤولين في حركة حماس والمقاومة، الامر الذي أطلق الهواجس من حرب سيطول أمدها في حال لم يتم لجمها حالياً.

وفي هذا الإطار يشهد لبنان منذ ايام حركة موفدين غربيين، لنقل الرسائل الدولية من مخاطر تفاقم الصراع العسكري بين لبنان و «اسرائيل»، فكانت زيارة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى بيروت ليومين، غادر بعدها الى الرياض لإستكمال جولته الشرق أوسطية، ولم تحمل زيارته اي مبادرة، بل رسالة مباشرة الى المسؤولين اللبنانيين من دول الاتحاد الاوروبي، بضرورة رفض توسيع الحرب وحصرها، والسعي الى عودة الاستقرار تمهيداً لتطبيق القرار 1701، ثم البدء بالتسوية السياسية المفترض ان تنتج انتخاب رئيس جمهورية.

الى ذلك، وصلت مساء أمس وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك، وستستهل لقاءاتها مع الرئيس ميقاتي في السراي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، ويليها عدد من وزراء خارجية دول اخرى، اضافة الى وكيل الامين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي اجتمع أمس في بيروت بالرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد، والتطوّرات عند الحدود الجنوبية.

على ان يصل هذا الاسبوع مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكستين، الذي يجول أيضاً في المنطقة، في انتظار صدور بوادر ايجابية عن إمكانية لجم المعارك، قبل ان يقوم بخطوته، انطلاقاً من مشروعه لترسيم الحدود البرّية بين لبنان و «اسرائيل»، خصوصا اذا صدقت المعلومات عن تنازل «اسرائيل» عن نقطة b1 في رأس الناقورة، وانسحابها من الغجر، ووضع مزارع شبعا تحت العناية الاممية، من خلال نشر قوات دولية فيها، الى حين بت النزاع حول هويتها بين لبنان وسوريا، والامر عينه بالنسبة للبنان، اذ اكد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب انهم كحكومة أبلغوا الجميع، « انّ لبنان على استعداد لتنفيذ القرار 1701 بحذافيره، أي يجب العودة الى خط الهدنة لعام 1949 ما يعني انسحاب» إسرائيل» من الأراضي اللبنانية كافة، وأن توقف خروقها البرّية والبحرية والجوية، واذا طبقت هذه الأمورفإنّه ليس لدى لبنان أي مشكلة».

اجتماع «خماسية باريس» نهاية الاسبوع

في السياق، يبدو شهر كانون الثاني مفعماً بالحركة الدبلوماسية تجاه لبنان في الداخل والخارج، وانطلاقاً من هنا، تعقد «خماسية باريس» اجتماعاً نهاية الاسبوع يشارك فيه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، لبحث الوضع في لبنان، على ان يتوجّه الاخير لاحقاً الى بيروت، لوضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء نتائج ذلك الاجتماع.

ومن المتوقع ايضاً زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، كذلك الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني من دون ان يحدّد الموعد، وسط معلومات انه أرجأ زيارته التي كانت محدّدة خلال الفترة الحالية.

الرد الانتقامي على عمليات الاغتيال

أمنياَ ووسط كل ما يجري من عمليات إغتيال لمسؤولين في حركة حماس والمقاومة، وآخرها سقوط ثلاثة شهداء من حزب الله يوم أمس، بالغارة التي استهدفت سيارتهم في المنطقة الواقعة بين وادي الحجير وبلدة الغندورية.

الى ذلك، اُطلق 20 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه شمال» إسرائيل»، كما قصفت «كتائب القسّام» تل ابيب الكبرى برشقات صاروحية، الامر الذي استدعى إطلاق صافرات الانذار هناك بشكل متواصل، مع بروز المخاوف «الاسرائيلية» من ردة فعل المقاومة التي اعلنت انها ستنتقم في المكان والزمان المناسبين.

وفي هذا الاطار، أعلن حزب الله استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية « قاعدة دادو» في مدينة صفد ردّاً على اغتيال القيادي الميداني في الحزب وسام الطويل الذي استشهد أمس الاول، في غارة استهدفت سيارته في بلدته خربة سلم.

ونشر الحزب معلومات عن قاعدة « دادو الإسرائيلية» التي استهدفها بعدد من المسيّرات الهجومية، وأشار الى انها مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الاسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، والتي تحوي عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان، وهي تقع على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية.

الملف الرئاسي يتراجع

رئاسياً، كان من المنتظر أن يتحرّك الملف الرئاسي مع بداية العام الجديد، اذ كثر الحديث عن عودته كاستحقاق هام وأوليّ الى الواجهة، مع مبادرات خارجية ستعلن لحل الازمة الرئاسية، لكن وبسبب تدهور الوضع عاد الملف أدراجه، ليحتل الملف الامني من جديد الاهتمام الاول بحثاً عن حل بأسرع وقت، قبل السقوط في نار الحرب المستمرة والطويلة الأمد، وعندئذ يعود الاستحقاق الرئاسي الى طليعة الاهتمام، لكن هذه المرة وسط مبادرات وجولات تفاوضية ونقاشات، من خلال الاستعانة بمشاورات فرنسية وقطرية، اذ ستؤدي باريس وقطر الدور الاكبر في هذا الاطار وفق المعلومات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى