كتب علي يوسف:
يمكن وصف كلمة جبران باسيل “الشاملة” بأنها تعبير واضح عن مراهقة سياسية سطحية مناكفية … لا تتجاوز صرخة افضل رد عليها هو تركها تتفاعل مع صداها في فراغها الفكري …
واذا كان ما تضمنته الكلمة من هجوم على جعجع يتضمن الكثير من الوقائع والتذكير بمآسي سياسات نتجت عن تنفيذ اجندات خارجية وذلك بهدف الرد على احتمال ،اعتقاده غير دقيق عن ان القوات اللبنانية استفادت على حساب التيار الوطني الحر بسبب الدعم الخارجي لها من جهة و بسبب تأثير الحملة على التيار من جهة اخرى ،فإن مقاربته للعلاقة مع الرئيس نبيه بري وللعلاقة مع حزب الله فيها الكثير من المراهقة والسطحية ،ان من ناحية تقييم العلاقة المباشرة او لناحية تقييم آثار هذه العلاقة عليه شخصيا بالنسبة للإغراءات ثم العقوبات الأميركية او لناحية تأثيرها على علاقات لبنان الخارجية، وخصوصا مع دول الخليج، او لناحية تأثيرها على الأزمة الداخلية او لناحية تأثيرها على مستقبل لبنان …
ولا يكفي استلهام “الاسلوب البشيري” ب” الواقعية والمباشرة في الكلام ” لكسب كاريزما لا يمكن تحققها من دون الأخذ بالاعتبار المضمون واللحظة السياسية والظروف ..
لا يمكن ان يفعل الاسلوب الباسيلي الدفاعي مفعول البشيرية الهجومية … ومحاولة الاستلهام هنا تصبح تجربة فاشلة .. يجب اعادة تقييمها حين درسها…
لقد قال باسيل :
-انه البريء الطاهر الاصلاحي الوحيد ؟؟؟؟ وليس في لبنان فقط ؟!
– ان تفاهم مار مخايل منع الحرب الاهلية !!!!
-ان الاميركيين كانو يريدون نزع الغطاء المسيحي عن حزب الله !!!!
غطاء؟
– ان الرئيس بري هو مشكلة هذا البلد وهو الذي منع اي اصلاح واي تنمية واي تطور وهويمثل الفساد ويحمي الفاسدين؟!
ولم ينتبه باسيل الى ان وصفه للرئيس بري يجعل الرئيس بري حاكما مطلقا للبلد ، ولكنه ينسى ان يبرر كيف ان حاكما بهذه القدرة لم يتمكن من منع صرف المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان الذين يتهمهم باسيل بانهم تابعون للرئيس بري !!!!!!والأمثلة كثيرة لتبيان سطحية وسخافة هذا الكلام الذي لا يبرره الا العجز ومحاولة تبرير العجز بتوزيع الاتهامات ..!!!
– اتهم باسيل حزب الله بأنه يحمي الفساد كرمال المقاومة!
-اتهم حزب الله بتخريب علاقات لبنان بالدول الصديقة !!!
– اتهم حزب الله بأنه بات اقوى من وطنه .. وانه هو يرفض ان يكون احدا اقوى من وطنه !!!
-اتهم حزب الله بأنه لا يهمه إلا المقاومة !!! على طريقة الفن للفن !
ولم يكتف باسيل بكل هذه الاتهامات بل وصل به الامر الى القول ” نحن بين المقاومة وبين الوطن نحن مع الوطن “..
ومن يسمع مثل هذه العبارة قد يتحمس للتصفيق لهذه الوطنية !
ولكن سرعان ما تظهر سطحيتها وفولكلوريتها واهدافها الانتخابية ووسائلها السخيفة المراهقة حين نتوقف لنسأل عن اي وطن يتحدث باسيل ؟ اي نظام سياسي واقتصادي واجتماعي .. ? من هم الاعداء ومن هم الاصدقاء وكيف يتم تحديدهم ؟ بناء للمصالح ام للمبادىء ؟ بناء للخضوع او للمواجهة ؟؟
لم نكن لنقول ذلك لولا اشارة باسيل الى دول الخليج ،او بالاحرى السعودية التي احتجزت رئيس حكومة لبنان وترعى عملية التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وان تكن لم تقم بالتطبيع مباشرة وهي التي ترعى ظلم شعب البحرين وترتكب المجازر بالشعب اليمني.
ولم نكن لنقول ذلك لولا الانصياع لرغبات قانون قيصر..
ولم نكن لنقول ذلك لولا الإنصياع لتعليمات الامتناع عن تطوير العلاقات مع روسيا والصين وحتى عدم قبول المساعدات الايرانية .
لقد ظهر ان باسيل اتهم حزب الله بكل ما يعني ان اتفاق مار مخايل انتهى…. وانه لم يبق في الذاكرة الا هذا الدعم الذي قدمه حزب الله لإيصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية……
كما ظهر انه تحدث عن المقاومة كوصف وليس كدور .. فبات حزب الله مقاومة من دون دور وهدف،لا محلي ولا اقليمي … ويصبح بلا قيمة اذا لم يدعم رغبات التيار الوطني الحر الباسيلية .
استذكر هنا انه حين تم توقيع اتفاق مار مخايل طلبت بسبب حشريتي لقاء مع العماد عون، وقد تم اللقاء بوساطة صهره السيد روي الهاشم… وكنت احاول ان اتعرف الى مدى عمق هذا الاتفاق بعيدا عن بنوده المكتوبة. .. ويومها سمعت من العماد عون عرضا لتاريخ وواقع ومستقبل المنطقة ولبنان، خرجت بعده لأوكد لكل من تحدثت معهم ان الاتفاق عميق جدا واقوى من مستجدات او اختلافات …..
الا ان ما سمعته من باسيل يؤكد تراجع العونية لمصلحة المراهقة والسطحية السياسية الباسيلية.
زر الذهاب إلى الأعلى