سياسةمحليات لبنانية
قراءة في خطاب العلامة الخطيب: ماذا بعد؟
حسن علوش – الحوارنيوز خاص
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس اليوم “ان حال الانسداد السياسي التي وضعت البلد في مستنقع الازمات والمشاكل تنذر بعواقب وخيمة وتداعيات خطيرة ، لا يمكن الخروج منها الا بالتوافق بين السياسيين والاستجابة الى مبادرة للحوار، تمهيدا لانتخاب رئيس للجمهورية يكون راعيا لكل اللبنانيين ومحط توافقهم، حتى ينجز لبنان استحقاقه الدستوري الثاني بتأليف حكومة طوارئ انقاذية تلجم الانهيار الاقتصادي وتعالج الازمات المتفاقمة على مختلف الصعد”.
خلاصة صغيرة تنطوي على عدة رسائل:
- الدعوة الى فك الإرتباط بين الإستحقاقات الوطنية اللبنانية وبين الصراعات الدائرة في المنطقة ،وبالتالي عزل تأثير مجريات هذه الصراعات على الاستحقاقات اللبنانية، والعمل لعدم منح المحاور الخارجية فرصة أخذ لبنان رهينة من أجل أهداف وتسويات لا تعني لبنان مطلقاً.
- العودة الى الدستور الذي يولي الحوار الوطني، في الحالات المصيرية أولوية، فبالحوار وحده يمكن تعزيز فرص التقارب من أجل الإتيان “برئيس للجمهورية يكون راعيا لكل اللبنانيين ومحط توافقهم حتى ينجز لبنان استحقاقه الدستوري الثاني بتأليف حكومة طوارئ انقاذية”.
- لم يشر العلامة الخطيب لا من قريب ولا من بعيد إلى موقف المملكة العربية السعودية “المتصلب” حيال مبدأ الحوار الوطني اللبناني، حرصاً منه على أفضل العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهو بذلك ما زال يأمل أو يتمنى أن تبادر الدول الإقليمية ذات التأثير على الداخل اللبناني فتشجع من تعتبرهم حلفاء على الحوار مع أخوتهم اللبنانيين، وهي – أي المملكة – صاحبة الفضل الكبير في حوار اللبنانيين في مدينة الطائف وما نتج عنه من وثيقة وفاقية أنهت الإقتتال الداخلي ووضعت أسس الجمهورية الثانية. وهو الدور الذي يؤمل أن تحتفظ به “المملكة” لنفسها في لبنان وفي غير دولة عربية بصفتها الشقيقة الكبرى، بدلا ن الإنزلاق الى خصومات مجانية والدخول في أزقة تسيء لدورها التاريخي.
- لقد ربط العلامة الخطيب بين استحقاقين متلازمين هما الإنتخابات الرئاسية والحكومة الإنقاذية، وهو بذلك يؤشر إلى أن ما يمر به لبنان اليوم “أخطر من فراغ رئاسي”، وقد بلغ مرحلة “التهديد الوجودي” للبنان.
- إن وحدة الرأي العام اللبناني حول رئيس جديد وحكومة جديدة من الطبيعة الإنقاذية نفسها، بات أكثر من ضرورة. وهذا ما تقوم به الدول عندما تتهددها مخاطر كبيرة ومصيرية، حيث تبادر القوى للحوار ولإستيلاد حكومات وحدة وطنية بأهداف معينة تكون موضع إجماع المواطنيين جميعا.
- خطاب العلامة الخطيب يلاقي مواقف سيد بكركي الأخيرة، ودعواته المتكررة للحوار الوطني ولحوار أبناء البيت الواحد، ولا شك أن ذلك يستدعي خطوات متقابلة بين المرجعيات الروحية، حتى يجهض الرؤساء الروحيين ما تجرّه بعض القوى السياسية من فتن لا يرضاها ضمير أي لبناني شريف.
هل سنشهد خطوات قريبة تجمع رؤساء الطوائف الروحيين، أم أننا سنكتفي بمواقف نرسلها صبيحة كل نهار جمعة وكل نهار أحد؟