كتب د.أحمد عياش
المؤكد ان السيدة مريم البسّام صحافية ممتازة جدا، الا انها ظهرت ثقيلة الحضور كإعلامية، إذ بدت انها تحدث صديقا ولا تحاور رئيس حكومة .
من قال ان الخطاب الاستفزازي يحقق نجاحات في استدراج الآخر ليقول ما لا يريد قوله.احيانا الهدوء يحقق نجاحات اكثر لأن الاستفزاز يذكر الآخر بضرورة التنبّه.
واضح ان السيد سعد الحريري بدا كقائد مخدوع و كرئيس مصاب بالخيبة، و لو انه اوضح ان المواجهة مفتوحة مع رئيس الجمهورية .
اللبنانيون غير قادرين ان يصدقوا ان الخلاف يقع في تسمية وزيرين مسيحيين يمنع التيار الوطني الحرّ تسميتهما، وكأن التيار غيّر من عنوانه الى تيار مسيحي حرّ، علما ان تسمية وزيرين وطنيين علمانيين غير طائفيين لا يسببان إحراجا لأحد بإستثناء استفزاز العقل الطائفي.
اجمل ما قاله السيد سعد الحريري انه ضحّى بنفسه من اجل البلد بينما لا احد الغى نفسه من اجل الوطن.
الناجح والمستفيد الأوّل من هذه المقابلة هو صاحب الحظ الدائم السيد نبيه برّي.
الخاسر الوحيد هو الشعب اللبناني الواقع بين مخالب واظافر احزاب سياسية حاكمة فاشلة مرتبطة بشبكة علاقات دولية متنافرة.
اخطر ما قاله الحريري ان هناك من رفض اي شكل من اشكال الاصلاحات المطلوبة في القطاعات من الداعمين الدوليين لمصالحهم الضيقة بمن فيهم حزب الله، قالبا المعادلة التي اثبتت كاريكاتوريتها ومآسيها “الأمن لنا والاقتصاد لكم” .
يبدو ان من اهداف الاصلاحات المزعومة خصخصة قطاعات الدولة وكأنها في الأصل عامة ،والجميع يعرف ان قطاعات الدولة تملكها محاصصة الطوائف.
جرأة السيدة البسّام في تناول السعودية سقطت في حسن اجابات الرئيس حين قال انها لم تعط صواريخ للبنان وان ازمتها مع حزب الله…
لا احد منهما قال الحقيقة، بل قالا ما هو متفق عليه ،وما كانت حريصة عليه محطة “الجديد” هو ان تمرّر اعلانات تأتي بالمال.
صدق الرئيس الحريري عندما سأل الآخرين ماذا قدّموا اكثر مما قدّمته الحريرية السياسية للبنان .
سؤال جيد، فماذا قدّم الآخرون؟
تقاسموا المال العام بالتساوي، الا ان الحريرية السياسية قدمت نموذجا سيئا في الادارة اوله “الهدية”بدل السمسرة والرشوة، وقد افلح الجميع من القيادات اللبنانية في المزايدة بالسمسرة باستثناء الرئيسين الحص ولحود.
“بلا طق حنك”.. كان لا بدّ منها من ادارة حوار كحديث بين صديقين، وتراجع الرئيس الحريري عن العبارة كان لا بد منه من رئيس شاب طيب القلب ومتواضع ، يعرف تماما كيف يحدث النساء.
انها ضريبة حوار كحديث.
ومما لا شك فيه ان الرئيس الحريري لا يتحمل تبعات الارث الاقتصادي، فالمسألة والمسؤولية ليست وراثية ،ومما لا شك فيه انه بين الوجوه الأخرى الاكثر براءة والاقل خبثا، ولو ان البراءة والنضارة بدتا اقلّ توهجا في وجهه نتيجة العمر والنضج والخيبات المالية والسياسية والحزبية والطائفية.
على سؤال انفجار المرفأ اجاب”انا ابن شهيد” ونعرف القاتل ورغم ذلك قبلنا بالحكم على سليم عياش الذي هو ابن حزب الله…واكمل من يريد ان يعرف الحقيقة بما خص انفجار المرفأ عليه ان يحترم ما يفرضه الدستور والقانون ،اي القضاة ،تحاكمهم محكمة تخص القضاة كما العسكري في المحكمة العسكرية، فكذلك النواب يحاكمهم المجلس النيابي!
الواضح ان لا وضوح في الاتهام وسيفلت القاتل والمسهّل والمهمل ولا وضوح ولا حقيقة الا بمحكمة دولية.
الاسهل لنا كلبنانيين وضع لبنان تحت الانتداب بدل القفز من محكمة دولية الى دولية.
عند الكلام عن الحاكم المركزي كان الرئيس صريحا ان المجلس النيابي هو الذي صدّق على الديون، أي أن الديون قانونية .
الجميل في لبنان ان بإمكان اللص ان يسرق قانونياً وبالقانون.
ختم كلامه ان كل شخص تقع عليه عقوبات دولية لفساد ف”عمره ما يرجع” ،ما يطمئن اللبنانيين ان العقوبات الدولية قادمة إن شاء الله ونأمل ان تودي بالقادة اللبنانيين الفاشلين .
الدولار الى الأعلى.
لقاء لطيف بين الصديقين الرئيس الحريري والسيدة مريم بسام، انما كل اللبنانيين يشاهدون.
ما ينقص الطاولة فنجانان قهوة ،ثم جلسة تبصير لعلنا نرى اين اللبنانيين في “تفل الفنجان”.
الاكيد ان السيدة البسام لا يمكنها ان تحاور الرئيس بري بهذه الطريقة، وهنا جمال ولطف وادب وصبر الرئيس الحريري.
للأمانة ،لا عقل استفز في لبنان كما استفز العقل السني وصبروا وهم اصل الامة.
الطائفية ستقتل الجميع.
كل انفجار وكل حرب اهلية وكل افلاس وكل انهيار واللبنانيون بخير.
زر الذهاب إلى الأعلى