قراءة سريعة في الحرب المستعرة حاليًا.. وإلى متى تستمر؟(غازي قانصو)
إعداد د.غازي قانصو – الحوار نيوز
بالنظر إلى الأوضاع الحالية وما أظهرته الوقائع للحرب المستعرة الدائرة وما ذكرته الصحف والتقارير، يمكن القول إن آفاق هذه الحرب بين لبنان وإسرائيل قد تظل معقّدة في المستقبل القريب بسبب عدة عوامل متشابكة:
- التوازنات الإقليمية والدولية:
كل طرف له داعمون دوليون وإقليميون يجعلون من أي تسوية أو تهدئة قضية معقدة. إيران تعتبر لاعبًا رئيسيًا في دعم حزب الله، بينما إسرائيل تحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. هذه التوازنات تجعل إنهاء الحرب أمرًا غير سهل، خاصة مع اختلاف الأجندات والمصالح الدولية.
- التأثيرات العسكرية المتبادلة:
من الواضح أن الجبهتين اللبنانية والإسرائيلية تعتمدان الآن على حرب استنزاف طويلة الأمد. حزب الله يعتمد على تكتيكات عسكرية مستدامة وقوة صاروخية يصعب تحييدها بالكامل، في حين يعتمد العدو الصهيوني على الضربات الجوية المكثفة التي تضر بالبنية التحتية. استمرار هذه الحالة بدون تدخلات دولية قد يؤدي إلى زيادة التصعيد.
- الضغوط الاقتصادية والاجتماعية:
من المعلوم أنّ لبنان يواجه أزمة اقتصادية خانقة منذ عدة سنوات، ما يجعل استمرار الحرب خيارًا صعبًا من الناحية الاقتصادية. مع استمرار النزوح الداخلي ونقص المواد الأساسية، ستزداد الضغوط على الحكومة اللبنانية للبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية. على الجانب الآخر، فإنّ العدوّ الإسرائيلي أيضًا يواجه ضغوطًا داخلية، حيث تؤثر الصواريخ على الحياة اليومية للمستوطنين وتضع قادة الجيش في مأزق بين العمليات العسكرية المستمرة والرغبة في تجنب حرب طويلة الأمد.
- التحركات الدبلوماسية:
هناك تحركات دبلوماسية ملحوظة من قبل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وهي مؤشر على أن الأطراف الدولية بدأت تشعر بضرورة وقف التصعيد. إذا تم التوصل إلى اتفاقيات أو تهدئة عبر القنوات الدبلوماسية، فقد نرى خفضًا للتوترات في المستقبل القريب. لكن الشروط الإسرائيلية وعدم موافقتها على وقف إطلاق النار في غزة يعقّد الوضع، لأنه اصبح واضحا وبشكل جلي ان وقف الجبهة في لبنان مرتبط بإيقاف الحرب على غزة.
- الضغط الشعبي الداخلي والدولي:
مع تزايد الخسائر البشرية في لبنان واستمرار القصف الإسرائيلي على البنية التحتية، قد تشهد الفترة المقبلة ضغطًا شعبيًا متزايدًا على الحكومة اللبنانية والمقاومة للبحث عن تسوية. في الوقت نفسه، قد تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي لإنهاء الهجمات الواسعة، خاصة إذا استمرت التقارير عن خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين، كما يحصل على ارض الواقع في لبنان منذ اسبوع.
هل من حلول قريبة؟
الحلول ليست واضحة بعد، لكنها قد تأتي من أحد هذه المسارات:
١.تهدئة دبلوماسية: إذا نجحت الأطراف الدولية في الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد.
٢.هدنة إنسانية: ربما تكون هناك هدنة مؤقتة لتمرير المساعدات الإنسانية، يمكن أن تتطور إلى مفاوضات أكثر جدية.
٣.تدخل دولي: تدخل الأمم المتحدة أو بعض الدول الغربية الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية قد يدفع نحو إنهاء الحرب، رغم التعقيدات السياسية.
الخلاصة:
الحرب قد تستمر لفترة إضافية إذا لم يتمكن اللاعبون الدوليون من فرض حل دبلوماسي، لكن مع تزايد الضغوط الاقتصادية والإنسانية على كلا الجانبين، فإن التهدئة قد تكون خيارًا ضروريًا، وقد يكونُ إلزاميًا، في نهاية المطاف.
الثلاثاء في ٢٥ أيلول ٢٠٢٤