قالت الصحف: 19 عاماً على اغتيال الحريري وبدء التحولات الكبرى في المنطقة..رفح مفتاح للتسوية أو للتوسعة؟
الحوارنيوز – خاص
منذ اللحظة الأولى لإغتيال الرئيس رفيق الحريري بدأت معالم انقلاب سياسي كبير في مختلف دول المنطقة، بدءا من لبنان فسوريا، وها نحن اليوم بعد 19 عاما على اغتياله نشهد تحولا كبيرا في الموقف العربي الرسمي يغطي مجازر دولة الاحتلال في فلسطين ويلهث وراء التطبيع متجاوزا الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه.
محليا بقيت عودة الرئيس سعد الحريري واستقبالاته الرسمية والشعبية محط إهتمام الرأي العام والصحف، وقد تقاطعت الصحف عند اعتبار أن زيارته الى بيروت مؤقتة ،وأن ما يحصل لا يعدو أكثر من رسائل داخلية وإقليمية على أمل رفع الحظر السعودي عن عودته النهائية!
إقليميا ما زالت الأنظار تتجه الى غزة وبالتحديد مدينة رفح والسؤال: هل ستكون رفح مفتاح التسوية أو الباب لتوسعة الحرب في ضوء المخاطر المحدقة جراء اقتحام رفح وتهجير قاطينها الى الجانب المصري!
ماذا في التقاصيل؟
النهار عنونت: رسالة الذكرى الـ19: استنهاض الحريريّين… نصرالله يوجّه منصّاته إلى خصومه والـ1701
وكتبت صحيفة النهار تقول: على رغم مرور 19 عاما على ذكرى #14 شباط 2005 تاريخ اغتيال الرئيس #الشهيد رفيق الحريري، لا تزال هذه المحطة حمالة حدث داخلي يتشابك عنده الإرث الدموي والسياسي الذي تركته “حرب الاغتيالات” من جهة والحاضر المثقل بأزمات لبنان السياسية والأمنية والاقتصادية وأحدثها واخطرها راهنا المواجهات الجارية في الجنوب منذرة في كل لحظة باتساع خطر الحرب المدمرة. ذلك ان الاستعدادات اكتملت في الساعات الأخيرة لتحويل الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال مؤسس الحريرية محطة “استعادة” واثبات حضور قوي لـ”تيار المستقبل” بحيث تشكل المؤشر القوي لتحفيز زعيم التيار الرئيس #سعد الحريري على العودة عن قرار العزوف عن العمل السياسي والوطني. وحتى مع التحسب لاحتمال طقس ماطر اليوم، فان الاستعدادات التي شهدتها بيروت وطرابلس وعكار والبقاعان الأوسط والغربي توحي بان ضريح الحريري ورفاقه سيزنره اليوم حشد كبير يحمل من الدلالات ويطلق من الرسائل ما يكفي برسم الجميع حيال استنهاض الحالة الشعبية للحريريين وزعيمهم. وإذ استبعد ان يلقي الرئيس سعد الحريري كلمة مسهبة امام المحتشدين، فان المرتقب ان يرد الحريري التحية لجمهوره في كلام يطلقه بعد الاحتفال، من بيت الوسط في لقاء إعلامي غير مطول يطلق خلاله بعض الإيضاحات المتوقعة حيال ما بعد هذه المحطة .
اما لقاءات بيت الوسط امس فافتتحتها السفيرة الأميركية #ليزا جونسون، التي قالت لدى مغادرتها بعد 45 دقيقة من لقائها الاول مع الرئيس الحريري: “كان اللقاء ممتازًا”. واستقبل الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف #دريان وعرض معه لآخر المستجدات، قبل أن يتحوّل اللقاء إلى موسّع، ضم مفتي المناطق وأعضاء المجلس الشرعي. كما التقى ايضا السفير المصري والسفير الروسي، ومن زواره أيضا النائب الان عون. اما اللقاء الأبرز فكان في زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مساء وعقده لقاء مع الحريري استكمل الى مائدة العشاء في بيت الوسط. ورفضت أوساط معنية اسباغ أي دلالات تتصل بتفسير اللقاء كأنه دعم من الحريري لفرنجية في معركة الرئاسة، لافتة الى عرى العلاقات المتينة التي تربط الزعيمين. وفي هذا السياق جاء اللقاء طبيعيا ومنتظرا. ولوحظ في هذا السياق ان وفدا من “اللقاء الديموقراطي ” والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب #تيمور جنبلاط، زار ضريح الحريري ورفاقه مساء امس ولم تعقبه زيارة الوفد لبيت الوسط. اما لقاء الحريري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فحدد غدا الخميس.
نصرالله
في غضون ذلك، لم تحجب الاستعدادات لمحطة 14 شباط عن التطورات الميدانية المتواصلة في الجنوب والتي شكلت محور الكلمة المطولة التي القاها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس في مناسبة “يوم الجريح” لدى الحزب. وبرزت سمة لافتة في الكلمة تمثلت في استعادة نصرالله النبرة الحادة حيال الافرقاء والقوى المناهضين للحرب التي يخوضها الحزب علما انه كان يتجنب هذا الجانب في خطبه السابقة منذ فتح حزبه المواجهات مع إسرائيل في 8 تشرين الأول الماضي. كما كانت السمة الأخرى لكلمته، حملته على القرار الاممي 1701 و”توجيهه” للسلطة اللبنانية بوجوب وضع شروط جديدة حيال تنفيذ هذا القرار . وعاد نصرالله الى تبرير المواجهات بان “ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية هو مسؤولية وطنية، ومنسجمون مع انسانيتنا ومع قيمنا الأخلاقية ومع مسؤوليتنا الشرعية والدينية” ، واعتبر ان “إسرائيل القوية تشكل خطرا على المنطقة. واسرائيل المردوعة، كما حصل بعد 2006 الى اليوم، هي التي يمكن ان يحد من خطرها على لبنان وعلى دول المنطقة وشعوبها”. وهاجم خصوم الحزب ورافضي الحرب قائلا :”المشكلة هي في اعتبار البعض أن لا جدوى مما نقوم به في الجبهة اللبنانية وهذا أمر كارثي. وهناك أطراف لها أحكام مسبقة أيا تكن الإنجازات والانتصارات وتصف ما يتحقق بأنه إنجاز وهمي”. أضاف: “في الجلسات الداخلية هؤلاء الذين لديهم مواقف مسبقة يعترفون بالانجازت لكن علناً لا يقرون. ورغم هزيمة المقاومة لجيش الاحتلال الذي لا يقهر فان البعض يجادل بجدوى المقاومة. هذه الفئة التي تدعي أن “القانون الدولي يحمينا” وتجادل في جدوى المقاومة “ميؤوس منها”. وتحدث عن “جو كبير من التهويل في لبنان يشارك فيه سياسيون وشخصيات يرقى إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة وهناك أطراف في لبنان تهوّل على أهل الجنوب ببدء الحرب”. وشدد على “وجوب ان نحرص ألا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية وهذا الأمر من مصلحة اسرائيل وليس من مصلحة الوطن والكرامة الوطنية”. واعلن انه “حتى شن الحرب لن يوقف الجبهة في الجنوب ولبنان في موقع القوي ومن يفرض الشروط والعدو هو المأزوم وإذا نفذ العدو تهديداته ضدنا عليه أن يدرك أن المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا ومن يهددنا بالتوسعة أقول له نحن نوسّع ومن يظن للحظة واحدة أن المقاومة في لبنان تشعر بالخوف والارتباك هو مخطىء”. ولفت تطرقه الى تفاصيل تقنية منها وصفه للهاتف الخليوي بانه “عميل قاتل يقدم معلومات دقيقة مجانية للعدو” داعيا الجنوبيين الى عدم استعماله في هذه الفترة.
#نواب المعارضة
في المقابل، اصدرت لجنة المتابعة المنبثقة عن كتل تحالف التغيير والتجدد والكتائب والجمهورية القوية بالإضافة الى النائب بلال الحشيمي بيانا، اكد عبره نواب قوى المعارضة “رفضهم لاستمرار حزب الله في مصادرة قرار الحرب والسلم وتقرير مصير اللبنانيين والتحكم بأمنهم والتفاوض باسمهم من خلال تغييب الدولة ومؤسساتها بدءاً بإرساء الفراغ في رئاسة الجمهورية وصولاً الى اخضاع حكومة تصريف الأعمال بالكامل لإرادته، وهي لا تحظى بثقة المجلس النيابي الحالي”. ولاحظوا ان “هذه الحكومة جيّرت قرارها وسيادتها الى إيران، حيث وصل بها الامر بالسماح لوزير خارجية تلك الدولة بإطلاق مواقف سياسية اقليمية تضع لبنان في دائرة الخطر. كما يلفتون الى ان لا صلاحية دستورية لرئيس المجلس النيابي ليفاوض باسم الدولة اللبنانية حيث ان هذه الصلاحية محفوظة حصراً لرئيس الجمهورية، بالتالي حصر حركة الموفدين الدوليين بفريق واحد يتحكم بمفاصل الدولة خلافا للدستور”.وشددوا على التطبيق الجدي والحقيقي للقرار 1701 بكامل مندرجاته وترسيم كامل الحدود البرية جنوبا وشمالا وشرقا وتعزيز انتشار الجيش اللبناني حصرا بالتعاون مع قوات اليونيفيل”. كما اكدوا “تمسكهم بموقفهم المتعلق بالخيار الرئاسي الوسطي وبالتقاطع والتصويت للوزير السابق #جهاد ازعور، في ظل اصرار الفريق الاخر على فرض مرشحه رغما عن ارادة غالبية اللبنانيين، رافضا ملاقاة الخطوة التي قام بها نواب قوى المعارضة بتنازلهم عن خياراهم الرئاسي افساحا في المجال لملء الشغور في رئاسة الجمهورية”.
ولعلّ المفارقة انه فيما كان نصرالله يحمل على القرار 1701، كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يؤكد مجددا التزام القرار. وأشار الى انه سيعقد “الكثير من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين من بينها مع اموس هوكشتاين، لمعرفة اين اصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار”.أضاف: “نحن مع تطبيق القرار ١٧٠١ كاملا ونريد خطة لدعم الجيش بكل المقومات. نحن اليوم امام خيارين، إما الاستقرار الدائم الذي يشكل افادة للجميع واما الحرب التي ستشكل خسارة لكل الاطراف”. وعن المبادرة الفرنسية قال: “نحن نقدر المساعي الفرنسية لدعم لبنان، ولكننا لم نتبلغ من الجانب الفرنسي ورقة رسمية، بل ورقة افكار طلبوا الاجابة عليها”.
وفي اطار التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية في لبنان اعلن امس في القاهرة انه “في اطار الجهود المصرية لحلحلة الازمة اللبنانية استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان”. وأدرج الاجتماع في اطار “المساعي المستمرة والتنسيق الدائم وتبادل الرؤى لإيجاد حلول توافقية للتحديات التي يواجهها لبنان”.
واوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير شكري استعرض موقف مصر القائم على تشجيع الأطراف اللبنانية على اختيار رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها، وترحيب مصر بخطوات التجديد لقائد الجيش اللبناني، وقائد قوى الأمن الداخلي، وتعيين رئيس أركان للجيش. كما شدد على ضرورة الحفاظ على الإطار الدستوري للبنان.
* صحيفة الجمهورية عنونت: ترقّب مواقف للحريري اليوم… وفرنسا قدمت “أفكاراً منحازة”
وكتبت تقول: فيما تترقّب الأوساط السياسية ما يتوقع صدوره عن الرئيس سعد الحريري اليوم في الذكرى الـ19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، لأنها ستكون مؤشراً على عودته الى العمل السياسي من عدمها، انشغلت الاوساط السياسية امس في تَتبّع ما شاع عن وجود اقتراح فرنسي لإنهاء المواجهات الدائرة على الجبهة الجنوبية بين «حزب الله» واسرائيل. وفي هذه الأجواء بَدا ان ملف الاستحقاق الرئاسي تراجع الى الخطوط الخلفية في انتظار الجديد على مستوى الحراك الداخلي، وكذلك على مستوى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية.
لم يَطرأ اي جديد على الملف الرئاسي الذي تراجع الى الخطوط الخلفية بفِعل عامل الانتظار القاتل الذي يدخل بعد كل حركة سياسية او دبيلوماسية، حيث كشف مصدر سياسي لـ«الجمهورية» انّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يدعو مجدداً الى حوار، فقد سبق له ان دعا إليه، وكل طرف اعلن موقفه بهذا الخصوص، هم لا يريدون حواراُ ولا حتى تشاوراً». وقال: «هناك وقائع الان تفرض نفسها لها علاقة بموضوع الحرب واهتمامات الجميع اصبحت مرتبطة بها». وأكد انه لم «يطرأ اي جديد بعد لقاء سفراء الخماسية مع الرئيس نبيه بري، لا خطوات ولا برنامج حالياً في انتظار ان يستكمل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولته الخارجية ويعود الينا مجدداً».
الى ذلك بدا المشهد في «بيت الوسط» أمس وكأنه يستعد لمواكبة تسوية سياسية كبيرة في المنطقة وللبنان حصة منها، فيما بدا المشهد على الحدود الجنوبية انه أجوبة بالنار على ما يدور من اوراق ومقترحات فرنسية واميركية.
وقال مصدر سياسي رفيع على تواصل مباشر مع «حزب الله» لـ«الجمهورية» ان الطروحات الفرنسية التي وصلت الى المعنيين في لبنان لا ترتقي الى مستوى ورقة هي فقط افكار غير منظمة جرى ترتيبها بشكل خطة يكون تنفيذها على مراحل لكنها منحازة للاسرائيليين. وتابع المصدر: الافكار تدور بنفس الفلك مع طروحات هوكشتاين وهي قابلة للنقاش ويمكن قبولها او رفضها او تعديلها بعد النقاش… نحن موقفنا واضح نريد تطبيق القرار ١٧٠١، وهذا الامر يُغني عن كل الطروحات والافكار والاوراق.
إقتراح فرنسي
وكانت وكالة «رويترز» قد افادت أمس أن فرنسا قدمت اقتراحا مكتوبا للبنان يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصّل الى تسوية في شأن الحدود المتنازع عليها بين الجانبين، وذلك بحسب وثيقة تدعو المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لـ«حزب الله»، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود، وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بين «حزب الله» إسرائيل عبر الحدود.
ونقلت «رويترز» عن أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين انّ وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سَلّم الوثيقة الأسبوع الماضي الى المسؤولين الكبار في الدولة اللبنانية بمَن فيهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى لبنان خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة منذ أسابيع.
ويقول الاقتراح إن الهدف هو منع نشوب نزاع «يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة» وفرض «وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة»، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول الحدود البرية المتنازع عليها.
وكشف مصدر دبلوماسي فرنسي انّ الاقتراح طرح على حكومتي إسرائيل ولبنان وعلى «حزب الله». فيما اكد دبلوماسي غربي مُطّلع على الاقتراح المكتوب في صفحتين انّ من شأن الانسحاب للمسافة الأقصر أن يساعد في ضمان عدم وصول الصواريخ إلى قرى شمال إسرائيل التي تم استهدافها بصواريخ مضادة للدبابات، وانه بمثابة حل وسط يُعدّ مُستساغاً أكثر لـ«حزب الله» من التراجع إلى نهر الليطاني.
كذلك يقضي المقترح أيضا بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وهي معقل سياسي لـ«حزب الله» حيث يندمج مقاتلو الحزب منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.
ورداً على سؤال حول الاقتراح، اكد النائب حسن فضل الله لوكالة «رويترز» انّ الحزب لن يناقش «أي أمر له علاقة بالوضع في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة». وأضاف أنّ «العدو ليس في وضع يُسمح له بفرض شروط». وأحجَم فضل الله عن التعليق على تفاصيل الاقتراح أو ما إذا كان «حزب الله» قد تسلّمه.
واكد أحد المسؤولين اللبنانيين انّ الوثيقة تجمع أفكارا نوقِشت في اتصالات مع مبعوثين غربيين وتم نقلها إلى الحزب. وأضاف أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا الى اللبنانيين أنها ليست ورقة نهائية، وذلك بعد اعتراض بيروت على أجزاء منها.
إستقرار طويل
واكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال استقباله «جمعية الاعلاميين الاقتصاديين»، انّ «الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، لكنّ الامور بإذن الله تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الامد». واشار الى أنّ «الاتصالات مستمرة في هذا الصدد».
وقال: «سأعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع العديد من المسؤولين الدوليين خلال مشاركتي في مؤتمر ميونيخ يومي الخميس والجمعة المقبلين، من بينها مع الموفد الاميركي اموس هوكشتاين، لمعرفة اين أصبحنا في مسار التهدئة واعادة الاستقرار».
نصرالله
في هذه الاثناء أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس، في مناسبة «يوم الجريح المقاوم»، أنّ المقاومة «تراقب كل التطورات في المنطقة، وأن كل الاحتمالات مفتوحة». وقال: «نحن نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة». وأكد أنه «عندما يقف العدوان على غزة سيقف إطلاق النار في الجنوب». وقال: «من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك، ومن يتصور أن المقاومة في لبنان تشعر ولو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك هو مشتبه ومُخطئ تماماً ويبني على حسابات خاطئة»، مؤكدا أن «المقاومة اليوم أشد يقيناً وأقوى عزماً لمواجهة العدو في أي مستوى من مستويات المواجهة». واشار إلى «أن العدو يقاتل في الجبهة الجنوبية اللبنانية «ضمن حدود وضوابط»، موضحاً أن «هذه التجربة ثبّتت موازين الردع وأثبتت أنّ لبنان لديه قوة ردع، ولكن هناك جو كبير من التهويل قد يصل إلى مستوى الانحطاط الأخلاقي والسفالة». وقال: «كل الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية لها هدف واحد هو أمن اسرائيل وحمايتها ووقف إطلاق النار على المواقع الصهيونية، وإعادة الـ 100 ألف مستوطن إلى المستوطنات». وأضاف: «إنّ هذه الوفود الغربية تتبنى بالمطلق الورقة الاسرائيلية وتكتفي بتقديمها للبنان، وأنها لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزة من عدوان وجرائم ومجاعة أو الاعتداءات الصهيونية على لبنان والاراضي المحتلة فيه».
وقال: «إنّ هذه الوفود القادمة الى لبنان تحاول التهويل علينا. وهذا الأمر لم يُجد نفعاً، والمكاسب السياسية التي يلوّح بها لا يمكن أن تؤثر على موقفنا ولن تؤدي الى وقف هذه الجبهة». وأعلن أن «الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومشاركة وتضامن لإضعاف العدو الصهيوني واقتصاده وأمنه، حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة».
- صحيفة الأنباء عنونت: لبنان يستذكر رفيق الحريري في مرحلة مفصلية… والمقترحات الدولية تتوالى لإنهاء التوتر جنوباً
وكتبت تقول: يُحيي لبنان اليوم الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ذاك الرابع عشر من شباط الذي بدّل الموازين وقلب الحسابات.
يستذكر اللبنانيون رفيق الحريري في ظل الانهيار الشامل والفراغ الذي يستشري في المؤسسات من رأس الهرم حتى أسفله، لأنّه كان رجل حوار وتسويات، ورجل دستور وقانون، احترم الاستحقاقات والإدارات العامة، عكس العديد الذين يعملون وفق مصالح فئوية ضيقة.
مصادر سياسية تُشير في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “لبنان بأمسّ الحاجة لروحية رفيق الحريري لجهة تطبيق الدستور وإنجاز الاستحقاقات، ولجهود رفيق الحريري الخارجية من أجل حشد الدعم الدولي، وذلك في ظل إهمال الاستحقاقات ورفض التواصل وعزل لبنان عن المجتمع العربي والغربي”.
وتلفت إلى أن “قتلة رفيق الحريري الذين أرادوا مع اغتياله إنهاء دوره الريادي في الداخل والخارج، وأرادوا فرملة التطوّر الذي كان يُحاول الحريري إرساءه، لا زالوا يسعون لإفشال لبنان وإغراقه بالأزمات الداخلية والخارجية، وذلك لأنهم لا يُريدون لبيروت استعادة دورها، وهذا ما يجب أن يتنبّه له معرقلو الاستحقاقات، وبطليعتها انتخابات رئاسة الجمهورية”.
من جهته، يعتبر مستشار الشهيد الحريري الدكتور داوود الصايغ أن “رفيق الحريري كان من الكبار الذين أنجزوا، وكان رجل الدولة الذي يسخّر كل طاقاته ومؤتمن على المصير، وعلى هذا الكيان”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يُذكّر الصايغ بالحوارات والتسويات التي كان يعقدها الرئيس الحريري، وبرأيه، “فهو رجل تفاهم نيسان 1996، وقاد المفاوضات بصفته رئيس الحكومة اللبنانية”. وتابع: “أقولها وبكل صراحة، بفضل رفيق الحريري، أصبح للمقاومة صفة شرعية دولية”.
كما يتطرّق الصايغ إلى رؤى رفيق الحريري التنموية، وهو الذي أعاد إعمار لبنان وبنى المستشفى والجامعة، وإلى مساعي الحريري الدولية لاستقطاب الدعم للبنان والتأكيد على دوره في المجتمع الدولي، ويلفت إلى أنَّ “الحريري كان يعمل لإعادة حضور لبنان في الخارج، فلبنان كان مغيّباً وليس لديه سياسة خارجية، تمكّن الحريري من نسج صداقات مع الإتحاد الأوروبي ودوله والولايات المتحدة، وغيرها من الدول”.
ويرى الصايغ أنَّ “أحلام رفيق الحريري كانت كثيرة”، منوهاً بأنَّ “ما يميزه عن غيره قدرته على تحويل أحلامه إلى مشاريع”، مضيفاً: “الحريري كان رجل حلول”.
إلى ذلك، فإن مساعي المجتمع الدولي لتجنيب لبنان الحرب مستمرّة، وقد يكون أكثرها جدّية الطرح الفرنسي الذي قدّمه وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه للبنان وإسرائيل، والذي يقوم على وقف العمليات العسكرية من الجهتين، سحب أسلحة “حزب الله” من جنوب الليطاني وانسحاب مقاتلي “حزب الله” عشرة كيلومترات مع وقف اسرائيل كل الخروقات.
ومن المفترض وفق الطرح أن تراقب لجنة أميركية فرنسية لبنانية اسرائيلية التنفيذ، بالإضافة إلى إطلاق مفاوضات لحل الخلافات على الخط الازرق عبر لجنة عسكرية أممية، على أن يتم العمل على تقوية الجيش اللبناني.
في هذا السياق، كان للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله إطلالة يوم أمس، تحدّث فيها عن الحرب الدائرة في الجنوب، وشدّد خلالها على أن الجبهات في المنطقة، وضمناً جبهة لبنان، لن تتوقف قبل انتهاء الحرب في غزّة، واعتبر أن القرار 1701 لا يحمي لبنان، وقد تكون هذه الإشارات رسائل إلى المجتمع الدولي، مفادها أن لبنان ليس معنياً بمساعي إطلاق النار دون إنهاء الحرب في غزّة، وأن القرار الأممي ليس ضامناً لأمن الحدود.
مصادر متابعة تُشير إلى أن “ثمّة عمل ديبلوماسي فاعل لتجنيب لبنان الحرب، وترعاه فرنسا والولايات المتحدة بشكل خاص، وثمّة خطوط تواصل مفتوحة مع لبنان و”حزب الله” وإسرائيل، ورغم رفض “حزب الله” العلني لأي تسويات جنوبية منفصلة عن حرب غزّة، فإن ثمّة إشارات إلى أن هذه المساعي قد تنجح، لأن الضغط يزيد على طرفي الصراع، وبشكل خاص “حزب الله” مع استمرار إسرائيل في سياسة الاغتيالات”.
وتلفت المصادر إلى حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي قال أمام وفد من الصحافيين الاقتصاديين يوم أمس إن “الوضع في الجنوب لا يخلو من الحذر، ولكن الأمور تتجه الى نوع من الاستقرار الطويل الأمد”، لافتاً إلى أن “الاتصالات مستمرة في هذا الصدد”. ومن المفترض أن يعقد ميقاتي اجتماعات ديبلوماسية على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، أبرزها مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين.
في المحصلة، إنه يوم رفيق الحريري، الذي نستذكره كرجل دولة ومؤسسات ودستور، كقامة وطنية طبعت إنجازاته الداخلية والخارجية مرحلة من مراحل لبنان، في ظل كل ما يمر به لبنان من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية.