قالت الصحف: هل انطلق فعليا سباق فرنجية – أزعور نحو كرسي الرئاسة؟
الحوارنيوز – خاص
أجمعت افتتاحيات صحف اليوم على انطلاق فعلي للسباق نحو كرسي الرئاسة بين المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور. وفي موازاة ذلك عادت محاولات البحث عن حلول لا تؤدي الى صدام رئاسي ينعكس على أوضاع لبنان المأزومة.
ماذا في التفاصيل ؟
- صحيفة النهار عنونت: حماوة تصاعدية تستبق انطلاق “المواجهة الثنائية
وكتبت تقول: مع ان فصول مشهد “المواجهة الثنائية” الرئاسية لم تكتمل تماما بعد في انتظار الإعلان الرسمي النهائي لتفاهم قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” ومجموعة وازنة من النواب المستقلين والتغييريين على ترشيح الوزير السابق مدير دائرة الشرق الأوسط وجنوب اسيا في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور مرشحا منافسا لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بدا واضحا ان الوسط السياسي والنيابي والحزبي بدأ واقعيا الانخراط في تموضعات هذه المواجهة. وما لم تطرأ عوامل مفاجئة تؤدي الى مزيد من التريث في اعلان تبني ترشيح أزعور، فان المعطيات المتوافرة من معظم قوى المعارضة تؤكد ان القرار بإعلان التفاهم على ترشيحه بفعل التقاطع المثبت بين هذه القوى و”التيار الوطني الحر” سيكون غدا السبت بعدما صار الترشيح امرا مثبتا ومنجزا لا تراجع عنه.
وفي ظل هذا التطور يمكن فهم وتفسير الكثير من جوانب الحماوة السياسية التي بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، ثم اتخذت دلالات معبرة داخليا عقب تطورين بارزين يتصلان بتحركات ومواقف خارجية تمثل الاول في زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لباريس، وتمثل الثاني في الموقف الأميركي الملوح بفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري. وإذا كان رد بري الضمني على الموقف الأميركي من دون ان يسميه، بدا أيضا ردا ضمنيا مرادفا على البطريرك الماروني الذي انتقده فربط استعداده للدعوة الى جلسة انتخابية “بترشيحين جديين” بما يشكل مجددا اختبارا عاجلا للقوى التي تزمع ترشيح أزعور بالسرعة القصوى لإثبات “جدية” الترشيح ورمي الكرة مجددا في ملعب بري، فان اللافت ان عاملا جديدا ادخله البطريرك الراعي في اول كلام له بعد زيارته لباريس عن تحرك لبكركي يشمل الجميع بما فيهم “حزب الله”. هذا التطور احدث ترددات ينتظر ان يتم التعبير عنها لدى القوى السياسية المختلفة في حين أعربت أوساط عدة عن استغراب واسع للهجمة التي شنت على الراعي امس على لسان رجل دين بالوكالة عن “الثنائي الشيعي” وفسرت بانها من انعكاسات حشر الثنائي وتحميله تبعة التعطيل المتمادي في حال عدم تعامله بما يلزم دستوريا وديموقراطيا مع ترشيح أزعور كعامل يقفل الباب على الابتزاز السياسي والطائفي.
وقد دفع التلويح الاميركي بعقوبات على معطلي الانتخابات رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرد عبر مكتبه الاعلامي ببيان “جدد عبره التأكيد أن أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة امام جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع سيما مع رئيس المجلس”.
صحيفة الأخبار عنونت: حصيلة زيارة الراعي لباريس: لا انتخابات قريباً وعودة إلى الحوار
وكتبت تقول: أظهرت الساعات الماضية أن المستجدّ الأساسي في الملف الرئاسي، بعد زيارة البطريرك بشارة الراعي للفاتيكان وفرنسا، هو إعادة فتح قنوات الحوار بين كل الأطراف، في ضوء توجه “القوى المسيحية البارزة” إلى الاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور مقابل ترشيح ثنائي أمل وحزب الله للوزير السابق سليمان فرنجية. فيما لا أجواء توحي بقرب دعوة المجلس النيابي لعقد جلسة انتخاب.
وعلمت “الأخبار” أن مقربين من بكركي كانوا ناقشوا الملف الرئاسي مع مسؤولين في الفاتيكان، مع طلب واضح بالتدخل لدى باريس من أجل إفساح المجال أمام جولة جديدة من الحوار لتوفير مناخ توافقي على مرشح للرئاسة، وعدم حصر مساعيها بحث النواب على السير في تسوية انتخاب فرنجية.
وقالت المصادر إن الراعي تعمّد زيارة روما أولاً للاطلاع على نتائج الاتصالات بين الفاتيكان وباريس، وتبلّغ بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستمع إلى رأيه في شأن جولة جديدة من الحوار، وسيشرح له الموقف الفرنسي من تسوية فرنجية. علماً أن ماكرون أوفد إلى بيروت قبل أسبوعين، المصرفي اللبناني سمير عساف الذي التقى الراعي وأبلغه تقديم موعد الدعوة الفرنسية من الأسبوع الأول من حزيران إلى الثلاثين من الشهر الماضي.
وبحسب مطلعين، لمس الراعي من لقائه ماكرون تأثيراً واضحاً لمساعي الفاتيكان الذي “أبلغ مسؤولون فيه الجانب الفرنسي بأن على باريس عدم تجاهل مصالحها التاريخية في لبنان، والأخذ في الاعتبار عدم تجاوز المسيحيين في اختيار الرئيس المقبل”. وعُلم أن باريس أبدت اهتماماً بالأخبار الواردة عن اتفاق القوى المسيحية على مرشح واحد، وهي تنتظر الإعلان النهائي عنه، لكنها تريد تهدئة المناخات الداخلية ووقف التصعيد وفتح الباب أمام جولة جديدة من الاتصالات. إلا أن الفرنسيين لم يبلغوا الراعي صراحة بتراجعهم عن موقفهم، رغم عدم ممانعتهم إفساح المجال أمام حوار وطني لبناني.
وهذا ما عبّر عنه الراعي أمس، أمام وفد من نقابة الصحافة، بقوله إن “الفاتيكان وفرنسا طلبا مني أن أعمل داخلياً مع بقية المكونات”، مشيراً إلى “تواصل دائم مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وسنتصل به أيضاً للتداول في الملف الرئاسي، كما سنتكلم مع الجميع من دون استثناء، بمن فيهم حزب الله. والحراك سيبدأ من اليوم”.
وعلمت “الأخبار” أن الراعي سيرسل موفدين إلى القوى السياسية، وأن بكركي تنتظر أيضاً قيام الفاتيكان باتصالات موازية مع الجهات الخارجية المؤثرة في الملف اللبناني، إضافة إلى اتصالات ستتولاها فرنسا مع قوى لبنانية وخارجية، لا سيما السعودية.
وقالت مصادر سياسية إن “الراعي تلقى نصيحة من الفاتيكان بعدم الذهاب بعيداً في معاداة حزب الله أو الطائفة الشيعية”، وإن المسؤولين في الكرسي الرسولي أكدوا أن “الملف الرئاسي يجب أن يُبحث بالتوافق مع كل المكونات اللبنانية”.
ووفق المعلومات التي بدأت تتوافر عن لقاء البطريرك بماكرون فإن الأخير كانَ واضحاً وصريحاً، بعدَ عرض الراعي لآخر التطورات المتعلقة بالاتفاق المسيحي على مرشح، بأن “هذا الأمر مهم، لكنه غير كاف لانتخاب رئيس” وأن “الأمور في البلد تحتاج إلى توافق مع القوى السياسية”. وبناء على هذه الرسالة التي عادَ بها الراعي إلى بيروت، أطلق كلامه الذي لم يخل من نبرة حادة، وأكد فيه أنه “لا يحقّ لأحد أن يلعب بمصير اللبنانيين، والشعب ليس بدجاج ولا بقطيع. ولا أحد يحقّ له هدم لبنان، أصبحنا مسخرة الدول بسبب بعض السياسيين”.
وبينما أشيعت معلومات عن إمكانية أن “يتوجّه الراعي إلى رئيس مجلس النواب في عظة الأحد لدعوته إلى فتح مجلس النواب”، اتخذ إعلانه عن بدء حراك سياسي بُعداً بالِغ الجدية. ومن المتوقع أن تشكّل نهاية الأسبوع الجاري اختباراً لهذا الحراك، في وقت بدأت قوى سياسية تطرح تساؤلات عما إذ كان سيؤثر في المشاورات بينَ قوى المعارضة قبلَ الإعلان عن ترشيح أزعور. وثمة ما يلفِت إليه المطلعون، وربما يلعب دوراً في تجميد هذه المشاورات أو تخفيف اندفاعتها لا سيما عند رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بخاصة أنه كانَ أمل تغييراً في الموقف الفرنسي يدعم الموقف المسيحي ويعيد خلط الأوراق في الداخل ويدفع ثنائي حزب الله وحركة أمل إلى التراجع عن ترشيح فرنجية.
في موازاة ذلك، تستمر الورشة السياسية المعقدة بينَ قوى المعارضة (الثلاثي الماروني إلى جانب التغييرين والمستقلين) للتوصل إلى اتفاق نهائي حول أزعور وإيجاد المخرج الملائم للإعلان عن ترشيحه وانتخابه، بعدَما أظهرت وقائع اليومين الأخيرين أن ترشيحه في مواجهة فرنجية سينقل الملف الرئاسي إلى شكل آخر من المواجهة، وأن المعركة أضحت أمراً محسوماً.
وفي هذا الإطار، تقول أوساط سياسية أن “الثنائي ماضٍ في دعم فرنجية حتى النهاية ولن يتراجع ولا يفكر في خطة بديلة، وهو ينظر بجدية إلى ترشيح أزعور ويدرس كيفية التعامل معه”، نافية أن “يرفض بري الدعوة إلى جلسة، فإعلان ترشيح أزعور سيشكل إحراجاً له بحيث لن يكون قادراً على تجاهل الدعوات إلى عقد جلسة”. وقالت الأوساط إن “البحث انتقل جدياً، من قبل الطرفين، إلى كيفية إدارة المعركة من داخل الهيئة العامة”، وبمعزل عن “الأصوات التي يؤكد طرفا الصراع أنها مضمونة لمصلحة هذا المرشح أو ذاك، هناك قنبلة موقوتة متمثلة بالنواب الذين لم يكشفوا موقفهم أو أولئك الذين لا يزال قرارهم ملتبساً وغير مضمون، وهم من يعمل كلا الطرفين على استمالتهم”.
صحيفة الأنباء عنونت: استقطاب خطير يضع البلاد في فوهة صراع لا تحتمله.. والرهان على مساعي نزع صاعق الشغور
وكتبت تقول: في وقت استهل فيه الحزب التقدمي الإشتراكي أولى الاجراءات العملية تحضيراً لاستحقاقه الانتخابي الداخلي في الخامس والعشرين من هذا الشهر بإعلان فتح باب الترشيحات، غير أن الاستحقاقات الانتخابية الوطنية مؤجلة بفعل الحسابات السياسية الجد ضيقة، والتي تمعن في تعميق أزمات البلد ودفعه أكثر في متاهات يصعب إخراجه منها، لا بل تضعه في فوهة المزيد من الصراعات التي لا يحتملها على الإطلاق.
ومع التعقيدات المتزايدة في استحقاق رئاسة الجمهورية فإن الأوساط السياسية تترقب نتائج لقاءات البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في كل من الفاتيكان وباريس. في هذا الإطار لفتت مصادر مواكبة الى كلام الراعي لوفد نقابة الصحافة وفيه إشارة واضحة لتغييرٍ في الخطاب السياسي الذي كان قائما قبل لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وإبلاغه اسم المرشح جهاد أزعور المدعوم من الأحزاب المسيحية الثلاثة الكبرى القوات والكتائب والتيار الوطني الحر، بما يوازي أكثر من 35 نائبا مسيحيا على أقل تقدير، واعتبرت المصادر وفق ذلك أن الراعي في ضوء ما لمسه في لقاءاته أكد بأنه هو من سيقوم بالتواصل مع القوى السياسية بما فيها الرئيس نبيه بري وحزب الله.
المصادر أشارت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن الراعي سوف يبدأ التواصل مع الكتل النيابية مطلع الأسبوع المقبل، آملة أن تفتح زيارته المرتقبة الى عين التينة أبواب مجلس النواب الموصدة منذ ما يزيد عن أربعة أشهر لانتخاب الرئيس.
في السياق نفسه أكد النائب غسان سكاف في حديث إلى جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن ترشيح أزعور أصبح سالكاً، وقال: “لقد استطعنا بالتعاون مع الأحزاب المسيحية أن نتوافق على أزعور كي نحدث خرقاً في هذا الموضوع وكسر الجليد الذي كان قائماً”، لافتاً إلى أن “أزعور هو مرشح توافقي وليس مرشح تحد”، وأنه “يمثل الضمير المسيحي بعد إجماع كل المكونات المسيحية على تأييده باعتباره استحقاقا مسيحياً بامتياز”، وفق تعبيره.
وعن موقف نواب التغيير والمستقلين من ترشيح أزعور، لفت سكاف إلى أنه تواصل معهم “وكانوا بانتظار التوافق بين القوات والتيار”، ورأى في ضوء ذلك أن “البطريرك الراعي يملك من الحنكة والدبلوماسية ما يجعله يطرح موضوع الدعوة لجلسة انتخابية على الرئيس بري وأن يلقى الجواب الذي يريد”، مشددا على “ضرورة التئام المجلس وانتخاب الرئيس لإنقاذ البلد، وإلا سنكون ذاهبين الى الهاوية وخراب البلد”.
وطالما أن المشهد المرتسم حتى الساعة يتسم باستقطاب حاد بين القوى المسيحية من جهة والثنائي الشيعي من جهة أخرى، فإن القلق لم يعد يقتصر على تداعيات الشغور الرئاسي وما يحصل من انهيار في قطاعات الدولة، بل بات ينذر بانفجار طائفي خطير يوقع البلاد في المحظور، إذا لم تنجح المساعي في غضون الايام القليلة المقبلة على نزع فتيل هذا الاستقطاب ونزع صاعق تفجير الاستحقاق الرئاسي والذهاب به إلى توافق حقيقي.