قالت الصحف: نتنياهو يقيل وزير حربه.. والعين على نتائج الانتخابات الأميركية
الحوارنيوز – خاص
يوم آخر من المواجهات الأسطورية في الجنوب مضى وما زالت المقاومة على مقدراتها، فيما العدو يواصل جرائمه المتنقلة من الجو في لبنان كما في غزة. وفي آخر مؤشرات الأزمة الإسرائيلية الداخلية أقال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وزير حربه غالانت ويهرب الى الامام بتعيين آخر أكثر تشددا…
صحف اليوم أفردت اليوم أيضاً مساحات لمتابعة نتائج الانتخابات الأميركية فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: إنعاش مهمة هوكشتاين في ظل “الرئيس المنتخب” لبنان يترقّب بتحفظ وإسرائيل تمضي في التدمير
وكتبت تقول”: قد يكون أفضل ما تناهى إلى اللبنانيين في ساعات حبس الأنفاس في “الثلاثاء الكبير” ترقباً لنتائج أكثر الانتخابات الرئاسية الأميركية إثارة للتشويق أن الادارة الأميركية الحالية تزمع إعادة تنشيط مهمة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى الشرق الاوسط، وتحديداً إلى إسرائيل ولبنان، فور انتهاء العمليات الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية. ذلك أنه رغم تراجع نسبي طفيف في شراسة واتساع الإغارات الجوية الإسرائيلية مقارنة بالأيام السابقة، فإن العنف عاد يطبع المواجهات الميدانية على الحدود الجنوبية بين القوات الإسرائيلية و”حزب الله” كما في الغارات الاسرائيلية بعد ظهر أمس على عدد من المناطق.
ولكن المعطيات المتصلة بالميدان اتسمت بتناقضات واسعة من الجانب الإسرائيلي عكستها وسائل الاعلام والصحافة الإسرائيلية، إذ نشرت بعض التقارير عن “انسحاب الوية إسرائيلية من الجنوب اللبناني”، ومن ثم اتبعت بتقارير عن مواجهات داخل الحدود وعلى محور رميش. واقترنت هذه التناقضات بما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر إسرائيلية بقولها “نستعد لاحتمال زيادة الضغوط بعد الانتخابات الأميركية لدفعنا إلى إنهاء الحرب وإدارة بايدن ستضغط للتوصل إلى صفقة كبيرة تشمل إنهاء الحرب بغض النظر عن الفائز في الانتخابات”.
غير أن الحذر والتحفظ طبعا الموقف اللبناني الرسمي “المفاوض” حيال احتمالات إعادة تحريك الجهود الديبلوماسية الأميركية في الأيام القليلة المقبلة. وقال مصدر بارز معني بمتابعة هذه الجهود رداً على سؤال لـ”النهار” عما إذا كانت ثمة معطيات أُبلغت إلى بيروت في هذا الشأن “إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونحن لدغنا مرات ومرات “. وكان المصدر يلمح إلى أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يلتزمان التحفظ الشديد في انتظار تبلّغ ما إذا كانت ثمة عودة وشيكة من عدمها للمبعوث الأميركي في قابل الأيام، ناهيك عن ترقب ما يمكن أن يحمله من إسرائيل في شأن التسوية لوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وسط اجواء تشاؤمية حيال تصعيد إسرائيل لشروطها غير القابلة للنقاش أو القبول لبنانياً.
إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم ويتضمن جدول الأعمال 24 بنداً، أبرزها بند تطويع 1500 جندي في إطار ترجمة التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 في الجنوب بعد وقف النار. وسيلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا قبل الجلسة، الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة الذين أصدروا الأسبوع الماضي “وثيقة بكفيا” التي تضمنت توجهات مشتركة لإنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الداخلية.
تدمير القرى
على الصعيد الميداني تتكشف تباعاً فداحة الحرب التدميرية لبلدات وقرى الحافة الأمامية في الجنوب التي تمضي فيها إسرائيل من دون هوادة. وفي هذا السياق، افادت أمس “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية أنه في إطار هذه الحرب التدميرية يقوم الجيش الإسرائيلي بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها، بحيث أن أكثر من شارع وحيّ في 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها، وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميراً كاملاً، وهذا يحدث في منطقة في عمق ثلاثة كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام.
وتواصلت أمس الغارات على الجنوب والبقاع حيث تم استهداف سيارة على طريق طليا- حورتعلا ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص بينهم ثلاثة أشقاء، كما استهدفت غارتان شقة سكنية بالقرب من مجمع المصطفى في الجية أدتا إلى سقوط شهيد و20 جريحاً. وبعد الظهر أفيد عن انتشال 12 جثة لشهداء من وطى الخيام.
في المقابل، أعلن “حزب الله” استهدافه تجمعاً للقوات الإسرائيلية في ثكنة دوفيف كما ثكنة معاليه غولاني وتجمعًا للقوات الإسرائيلية في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا، وأعلن أنه قصف مصنعاً لمواد متفجرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا برشقة صواريخ نوعية. وأطلقت مساء أمس رشقة صاروخية كبيرة من لبنان في اتجاه الجليل الغربي. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مستودعات أسلحة لـ”حزب الله” في منطقة القصير في وسط سوريا.
- صحيفة الديار عنونت: الحماس والقلق يسيطران اميركيا… ترامب أم هاريس؟
ميقاتي يطلب دعم جنبلاط حكوميا والتمديد لعون بحكم الامر الواقع
تحقيق المعلومات: داتا الاتصالات واللقاءات ولا اشارات لتعاون من البر
وكتبت تقول: في انتخابات هي الاكثر حدة مقارنة بسابقاتها، بفعل النتائج المتقاربة جدا والتي ستحسمها نسبة المشاركة، وصل السباق المحموم الى البيت الابيض لمحطته ما قبل الاخيرة، في موازاة معركة لا تقل شراسة لكسب مقاعد الكونغرس. انتخابات يصعب توقع نتيجتها بفعل تأخر ولايات لطالما كانت لها الكلمة الحسم والمعروفة «بالحائط الازرق». كل ذلك وعيون العالم كلها تتجه الى الولايات المتحدة في حدث سيترك بلا شك تداعياته على المشهدين الدولي والاقليمي واللبناني طبعا.
الانتخابات الاميركية
وفي انتظار ما ستبينه النتائج، في ظل التقارب الى حد التعادل بين الجمهوريين والديمقراطيين، في معركة «عالمنخار» بين الطرفين، للوصول الى البيت الابيض، حيث سيكون لسيده الدور الاكبر والاهم لرسم استراتيجية بلاده ودورها للسنوات المقبلة، وبالتالي حسم مصير الكثير من الصراعات حول العالم، بما فيها اوكرانيا والاهم الشرق الاوسط، حيث تتزامن الانتخابات الأميركية مع تحركات إسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع الاستراتيجي في المنطقة، ما زاد من تعقيد الاوضاع، مع سعي تل ابيب إلى توسيع دائرة نفوذها، سواء من خلال تحالفات جديدة أو عبر سياساتها العسكرية والديبلوماسية.
ويرى المتابعون انه في حال فوز المرشح الجمهوري، ستجد إسرائيل دعمًا واضحًا لمتابعة هذه الأجندة دون قيد او شرط، ما قد يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في خريطة التحالفات والصراعات، أما في حالة فوز منافسته كامالا هاريس، فقد تبدي الإدارة دعمًا لإسرائيل، لكن مع محاولة ضبط هذا النفوذ بآليات سياسية أكثر حذرًا. ومع ذلك، ستبقى هناك مخاوف من تحول الدعم الأميركي إلى دعم يهدف إلى الحفاظ على التفوق الإسرائيلي في المنطقة، ما قد يحد من أي محاولات لمحور العداء لاميركا لتحدي الوضع القائم.
عليه يكون من المؤكد أن نتائج الانتخابات الأميركية لعام 2024 ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط،حيث يحتاج اطراف الممانعة إلى صياغة استراتيجيات مرنة للتعامل مع أي نتيجة، سواء كانت عودة ترامب بسياساته الصارمة أو استمرار النهج الديمقراطي الذي يوازن بين دعم إسرائيل ومحاولات إظهار التوازن.
ايران – اسرائيل
وسط هذه الضبابية، تعيش المنطقة على برميل من البارود، في ظل التاكيد الايراني، على الرد على الهجوم الاسرائيلي الاخير، بطريقة مختلفة هذه المرة، مركبة ومعقدة، تشارك فيها الساحات العراقية، السورية اليمنية، واللبنانية، والتي قد لا توفر الاميركيين وفقا لما المح اليه مرشد الثورة الامام الخامنئي، وهو ما دفع بواشنطن، وفقا لمصدر رفيع في وزارة الدفاع البنتاغون، الى ايصال رسائل تحذير واضحة الى طهران من ارتكاب اي خطا قد تكون له عواقب تدميرية، ارفقتها بحشد جوي» نوعي» في المنطقة يتخطى مسالة الردع الى حدود الاستعداد الهجومي، خصوصا مع اكتمال انتشار قاذفات الـ «اف-15» وقاذفات الـ «بي-52» القادرة على بلوغ الاراضي الايرانية في غضون دقائق من انطلاقها من قاعدتها في العديد القطرية.
ويتابع المصدر بان الاستراتيجية الايرانية، وفقا لتقارير استخباراتية، تقوم على لعب دور مؤثر اساسي في الانتخابات الرئاسية، والاهم التشريعية، من هنا محاولتها اللعب في لحظة «شلل» دائرة القرار في واشنطن املا في قلب الطاولة وتحسين شروطها للمرحلة المقبلة، وهو ما اظهرت التحركات العسكرية الاميركية عكسه بحزم، رغم تاكيد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان «بلاده لن تعير اي قيمة للانتخابات الاميركية حتى تكون مؤثرة على سياسة طهران».
وكانت اوساط متابعة عن قرب للوضع الاميركي قد دعت، الى عدم ترقب حصول وقف لاطلاق النار ولو حتى مؤقت، لا في لبنان ولا في غزة، حتى بعد اجراء الانتخابات الاميركية، لان الامور ستاخذ وقتا طويلا لمعرفة النتائج اولا، خصوصا اذا حصلت طعون وتاخرت النتائج، لمعرفة من سيكون الرئيس واي سياسات ستتبنى ادارته في الامور والسياسات التكتية والاستراتيجية حيال اوضاع العالم. كلام تقاطع مع ما يؤكده احد وزراء الحكومة، في مجالسه، نقلا عن مسؤول خليجي رفيع، ان الحرب الاسرائيلية على لبنان «مطولة»، وان التصعيد سيبقى سيد الميدان طوال الاشهر الاربعة المقبلة، رغم كل المحاولات التي ستبذل.
غير ان هذه النظرة التشاؤمية لا تلغي، وفقا لمرجع رفيع في الثامن من آذار، انه في الانتخابات الرئاسية الاميركية لعام ٢٠٢٤، ثمة اكثر من خيط تاثير لبناني، بداية مع الكتلة الشيعية الوازنة في ديربن والتي غالبيتها العظمى من القرى الحدودية الجنوبية، وثانيا، بما يمثله رئيس حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والد زوج ابنته تيفاني، مسعد بولس، وتاثير الاخير في ادارة ترامب في حال وصوله للبيت الابيض، ليكون « غاريد كوشنير» الولاية الثانية، على ما يردد البعض، وهو ما سيكون له بالتاكيد تاثيره على الوضع اللبناني. وفي هذا الاطار من النافع التذكير، ان مسعد بولس، الذي يدير شركة عائلية متخصصة في تجميع وتوزيع السيارات والمعدات،سبق له ان ترشح في الانتخابات النيابية في لبنان العام 2009، بالتحالف مع التيار الوطني الحر.
التمديد لعون
هذا الواقع الخارجي، واكبه داخليا موجة من التصعيد السياسي والامني، في ظل تزاحم الملفات والاستحقاقات، من ملف قيادة الجيش الذي بات شبه محسوم لمصلحة التمديد للعماد جوزاف عون، فيما بقيت مسالة قانون رفع سن التقاعد للموظفين في الدولة، بمن فيهم العسكريون، مدار اخذ ورد، في موازاة استمرار الحرب الاسرائيلية بتداعياتها الامنية والعسكرية، وسط تراجع الملف الرئاسي الى الخطوط الخلفية.
عملية البترون
امنيا، تستمر التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهي تركز على ثلاث نقاط اساسية: الاولى، تحليل داتا اتصالات هاتف عماد امهز الذي «صادرته» القوة الاسرائيلية، الثانية، حركة لقاءاته وتواصله خلال الفترة الاخيرة واماكن تواجده، والتي قد يساعد هاتفه في كشفها، الثالثة، حقيقة وجود «مخبرين» او «ادلاء» لبنانيين ساعدوا القوة الاسرائيلية على تنفيذ مهمتها، رغم ميل التحقيقات الى ان صور المدنيين المرافقين للمجموعة، قد لا تكون للبنانيين، فيما اللغز الاكبر يبقى في الكاميرا التي استثنيت من عملية التشويش، بعدما حسم قائد الجيش الكثير من النقاط العالقة وعلامات الاستفهام، مبلغا التفاصيل لرئيسي المجلس والحكومة.
ووفقا لمعطيات التحقيقات الجارية بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار فأن «العملية نُفذت بدقة وبسرعة وكان معدا لها مسبقا وبإتقان»، مشيرة إلى أن «التقديرات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم زورقا حربيا سريعا مزودا بأجهزة متطورة عطلت رادارات القوة البحرية الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني».
- صحيفة الجمهورية عنونت: إنتخابات أميركية وأزمة إسرائيلية.. ولبنان بين ترامب وهاريس
وكتبت تقول: ما أن انطلقت الانتخابات الرئاسية الاميركية أمس لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ساد لبنان والعالم ما يشبه «حبس الأنفاس» انتظاراً للنتائج، نتيجة المنافسة الحادة بين المرشحين المتنافسين دونالد ترامب وكامالا هاريس، اللذين وعدا بوقف الحروب. فيما اشتعلت أزمة سياسية في إسرائيل، ترافقت مع دعوات للنزول إلى الشوارع، نتيجة قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي حلّ مكانه جدعون ساعر، في الوقت الذي واصل حربه على لبنان، حيث استمر القصف الجوي والقتل والتدمير الممنهج في الجنوب والبقاع من دون تحقيق اي تقدّم في الميدان بفعل ضراوة المقاومة في مواجهته.
وإذ تترقّب مصادر سياسية لبنانية نتائج اليوم الانتخابي الأميركي الطويل، باعتباره حلقة مفصلية في مسار التحولات الشرق أوسطية، فإنّها تبدي تشاؤمها إزاء ما يمكن أن تحمله هذه الانتخابات لإنهاء المأزق الذي يتخبّط فيه لبنان.
وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: «في معزل عن صدقية التزام ترامب وهاريس وعودهما بإنهاء الحرب في لبنان وتحقيق انفراج سياسي، فإنّ التطورات المتلاحقة في الميدان تبدو أسرع بكثير، إذ تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات قتل وتدمير وتهجير جماعية في مناطق لبنانية عدة، فيما تحاول التوغل ضمن عمق معين في محاذاة الحدود، حيث سوَّت غالبية المنازل بالأرض. وهذه الدينامية العسكرية الجنونية التي تصرّ عليها حكومة الحرب الإسرائيلية، قد تؤدي إلى فرض معطيات جديدة على الأرض في لبنان، خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بحيث لا يعود مجدياً أي تحرك للإدارة الأميركية الجديدة لإنتاج حل، سواء كانت جمهورية أم ديموقراطية. ومن هنا أهمية تزخيم العمل الديبلوماسي في أقرب ما يمكن، لمنع دخول لبنان في الوضع الأكثر سوءاً».
أهون الشرين
وأبلغت مصادر رسمية إلى «الجمهورية»، انّها سمعت في الإعلام عن احتمال عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب مجدداً، لافتة إلى انّها لم تتبلّغ منه مباشرة أي جديد يتصل بتحركاته المقبلة، او بما يمكن أن يحمله في حال عودته الى المنطقة.
وأشارت هذه المصادر، إلى انّه «في ما خصّ لبنان «ما بتفرق» إذا آلت الرئاسة الأميركية الى دونالد ترامب او كامالا هاريس لأنّ كلاهما في نهاية المطاف يفضّل إسرائيل ويدعمها».
واعتبرت المصادر «انّ فوز أي من المرشحين الاثنين لن يكون تأثيره كبيراً علينا، لا سلباً ولا إيجاباً، ولن يبدّل ثوابت الموقف الأميركي حيال نتنياهو والحرب، في اعتبار أنّ الحزبين الديموقراطي والجمهوري يتنافسان إلى حدود المزايدة المتبادلة، على كسب ودّ الكيان الإسرائيلي وحمايته». واشارت إلى «أنّ الاختيار هو في احسن الحالات بين أهون الشرين وليس اكثر من ذلك بالتأكيد».
إلى القمة العربية ـ الإسلامية
في هذه الأجواء، تسلّم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في القمة العربية ـ الإسلامية المشتركة التي ستعقد في 11 من تشرين الثاني الجاري في الرياض.
وجاء في نص الدعوة: «في ظلّ تفاقم الأزمة التي يشهدها أشقاؤنا في دولة فلسطين، واتساع رقعة النزاع لتشمل الجمهورية اللبنانية، وامتداد آثار الأزمة إلى دول المنطقة، وانطلاقاً من الرغبة المشتركة بين المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والإسلامية الشقيقة في اتخاذ موقف حازم تجاه الجرائم الشنيعة ضدّ الشعب الفلسطيني الشقيق، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للمقدّسات الإسلامية في دولة فلسطين، والاعتداءات السافرة على الأراضي اللبنانية، فإنّ المملكة تعتزم استضافة قمة متابعة عربية وإسلامية مشتركة غير عادية في مدينة الرياض.
يسرنا دعوة دولتكم إلى المشاركة في هذه القمة، تأكيداً للتضامن العربي والإسلامي في سبيل وقف العدوان الإسرائيلي، والدفع في اتجاه إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن على ثقة أنّ مشاركة دولتكم سيكون لها بالغ الأثر في إنجاح القمة وتحقيق النتائج المأمولة منها».
أزمة في اسرائيل
من جهة ثانية، اشتعلت أزمة سياسية في اسرائيل يُتوقع ان تكون لها انعكاساتها على مسار الحرب التي تشنها على لبنان، وقد نشأت هذه الأزمة على إثر أبلاغ نتنياهو إلى وزير الدفاع يوآف غالانت قراره بإقالته مساء امس.
وقد عيّن نتنياهو يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع خلفاً لغالانت، وكذلك عيّن جدعون ساعر وزيراً للخارجية مكان كاتس، مما يعكس تغييرات جذرية في القيادة السياسية.
وقال نتنياهو بعد إقالته غالانت: «العلاقة بيني وبينه تصدّعت، والفارق واضح بيننا في المواقف في موضوع إدارة الحرب». وأضاف: «أعداؤنا استفادوا من الخلافات مع الوزير غالانت».
وبثت القناة 12 الاسرائيلية انّ غالانت قد يعلن استقالته من الكنيست والعمل السياسي بعد إقالته من الحكومة. فيما اشارت صحيفة «هآرتس» إلى انّ نتنياهو يدرس إقالة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، وذلك بعد إقالة غالانت.
من جانبه، علّق غالانت على قرار إقالته، مؤكّدًا التزامه بأمن «دولة إسرائيل» خلال 50 عامًا من مسيرته العسكرية والسياسية، مشيرًا إلى أنّ قرار إقالته جاء بعد «إنجازات كبيرة حققتها المنظومة الأمنية» تحت إدارته على جبهات عدة. وقال: «أوضحت لرئيس الوزراء أنّ أولويتي كانت وستبقى أمن إسرائيل وجيش الدفاع». وأوضح أنّ قرار الإقالة يعود إلى خلافات أساسية مع نتنياهو، شملت ثلاث قضايا جوهرية هي التجنيد الإلزامي، قضية الجنود الأسرى، وأهمية استخلاص العبر من الأحداث الأخيرة من خلال تحقيق رسمي». وأشار إلى رفضه للمساعي الهادفة إلى «إعفاء آلاف الشباب من الخدمة العسكرية»، معتبرًا «أنّ الخدمة في الجيش واجب على كل مواطن في سن التجنيد من دون استثناءات»، وقال: «يجب أن يخدم الجميع في الجيش، ولا يجوز إمرار قانون يعفي فئات من المواطنين».
وعن قضية الجنود الأسرى، شدّد غالانت على «ضرورة السعي لإعادتهم إلى أرض الوطن في أسرع وقت ممكن، حتى لو تطلب الأمر بعض التنازلات المؤلمة»، مشيرًا إلى «أنّ هذا الملف يتطلّب التزامًا صارمًا لا يتأثر بالتقلّبات السياسية». وطالب بضرورة «تشكيل لجنة تحقيق رسمية ومنهجية لاستخلاص العبر من التطورات الأخيرة»، وقال إنّ «الوضع الحالي يفرض علينا العيش في حالة من الحرب لسنوات طويلة، ولذا فإنّ تحديد الأخطاء واستخلاص الدروس أمر حتمي من أجل تعزيز الجهوزية الأمنية». وأكّد أنّه «فخور بالإنجازات التي تحققت في المنظومة الأمنية خلال الفترة الماضية، وسيظل ملتزمًا بأمن إسرائيل رغم كل الظروف». في حين قال رئيس «معسكر الدولة» بيني غانتس: «إقالة غالانت سياسية على حساب أمن الدولة»
كاتس يتعهّد
وتعهّد كاتس في أوّل تصريحاته بعد تولّيه منصبه الجديد بإعطاء الأولوية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين والجنود، وتدمير حركة «حماس» و«حزب الله».
وشكر كاتس لنتنياهو ثقته، مؤكّدًا أنّه سيقبل «المسؤولية المقدّسة المترتبة على هذا المنصب في ظل الأوضاع الأمنية الدقيقة التي تمرّ فيها إسرائيل». وأكّد «أنّ الحكومة ستعمل على تعزيز المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مع التركيز على دفع إسرائيل نحو النصر في المعركة ضدّ التنظيمات الإرهابية، خصوصًا في غزة ولبنان». وتوجّه إلى «الشعب الإسرائيلي» قائلاً: «سنعمل معًا لتحقيق الأمان والاستقرار لإسرائيل، وسنضع أمن مواطنينا في مقدمة أولوياتنا».
وفي غضون ذلك، فرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد الإعلان عن إقالة غالانت، في حين نزل مئات المحتجين على القرار إلى الشوارع في تل أبيب، بينما أغلق محتجون محور أيالون في تل أبيب الكبرى.