سياسةمحليات لبنانية
قالت الصحف: نار حكومية خفيفة على وهج اللهيب الفلسطيني
الحوارنيوز – خاص
هل سيتحرك ملف ولادة الحكومة الجديدة في ضوء التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية والتطورات التي قد تحصل؟
صحف اليوم نقلت أجواء متفائلة نسبياً. فمصادر بعبدا أكدت أن رئيس الجمهورية لم يتحدث ابدا عن رغبة في اعتذار الحريري ونحن ننتظره … ومصادر بيت الوسط جددت نفيها لمثل هذه الرغبة، فهل سنشهد تطورا مفاجئاً هذا الأسبوع؟
-
صحيفة “النهار” عنونت:” القطوع الجنوبي يعبر … وبعبدا تنتظر الحريري” وكتبت تقول:” مع ان مستوى المحاذير التي أحاطت بالوضع الميداني على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، طوال الأيام السابقة المواكبة للمواجهات الشرسة الجارية بين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما منها غزة، وإسرائيل، بلغت حدودا خطيرة في حالات عدة، فان المعطيات والإجراءات الميدانية والعسكرية، كما دلالاتها السياسية، تعكس نتيجة ثابتة مفادها انها لبنان يبدو كأنه يعبر قطوع الانزلاق نحو مواجهة غير محسوبة كان يمكن ان يجري توريطه فيها. ذلك ان مجموعة عوامل ومعطيات برزت من خلال وقائع الأيام الأربعة السابقة تصب في مجملها في خانة استبعاد تورط او انزلاق نحو تفجير الوضع على الجبهة الجنوبية بما يختلف عن الوضع الذي ساد عشية انفجار حرب تموز 2006 سواء على المستوى الإقليمي والدولي او على الصعيد الداخلي. فالإجراءات الحازمة التي نفذها الجيش اللبناني ووحدات اليونيفيل لمنع تحول تظاهرات التضامن مع الفلسطينيين عند الخط الأزرق، الى فتيل اشعال لاضطرابات خطيرة غير مأمونة الجانب مع القوات الإسرائيلية في المقلب الاخر بدت بمثابة رسم خط احمر كان على الجميع الادراك انه لن يمكن التساهل حياله لئلا تحصل واقعة واحدة بعد من مثل استشهاد الشاب محمد الطحان المنتمي الى “حزب الله” عند بوابة فاطمة او إعادة إفلات صواريخ كاتيوشا او غراد قديمة نحو شمال إسرائيل، لان أي ضمان لا يكفي عندها بالا تتطور الأمور نحو اشعال مواجهة غير محسوبة. والامر الاخر الذي لا يقل أهمية في دلالاته يبرز من خلال قرار واضح لقوى الامر الواقع والنفوذ الأقوى في الجنوب أي “حزب الله” و”امل” بمنع أي انجراف نحو العبث بواقع الحدود مع ترك الأمور الى اقصى ما يمكن في التعبير عن التضامن الشامل مع الفلسطينيين. ترجم “حزب الله” خصوصا هذا القرار باشراك عناصر امن الحزب ظاهرا وعلنا في التنسيق مع الجيش واليونيفيل في تنظيم حركة الوفود والمتظاهرين وضبطها ومنع تفلتها خارج الخطوط الحمر المرسومة بتوافقات ضمنية واضحة بين سائر المعنيين الكبار.
اما على صعيد المشهد السياسي الداخلي وفيما تترقب الأوساط السياسية ما يمكن ان يطرأ من تحركات بعد عطلة الفطر توقفت امس مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية أمام ما وصفته بضخ الاخبار والتحليلات حول مسار الملف الحكومي، والتركيز الواضح على تحميل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة وصولا الى حد الادعاء بوجود مخطط لدفع الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاعتذار. ونفت المصادر مثل هذه الادعاءات ورأت ان “هدف تعميمها هو التغطية على تعثر الحريري في تقديم صيغة حكومية متكاملة وقابلة للحياة برلمانيا وسياسيا لأسباب لم تعد مجهولة”. وقالت “ان العكس هو الصحيح ، فالرئيس عون لم يتحدث يوما عن رغبته باعتذار الحريري ولا هو عمِل في هذا الاتجاه بدليل ابلاغه اكثر من شخصية سياسية من الداخل او من الخارج انه يرغب في التعاون مع الرئيس الحريري وكل ما يطلب منه هو ان يقدم صيغة حكومية متكاملة مرتكزة على الميثاقية والتوازن الوطني الذي يحقق الشراكة الكاملة ، علما ان الصيغة المقدمة لعون من الحريري لا تنطبق عليها هذه المواصفات”.
وذكرت المصادر القريبة من بعبدا ان “عون طلب اكثر من مرة من الحريري اعادة النظر في الصيغة المقدمة والحضور الى بعبدا للبحث معه في صيغة تتناغم مع الاسس التي طرحها رئيس الجمهورية وإن الحريري لم يتجاوب مع الدعوات المتكررة لعون ولا يزال على موقفه .ورغم ذلك تنتظر بعبدا مبادرة من الحريري لتسريع تشكيل الحكومة ولم تخطط مطلقا لدفعه الى الاعتذار علما ان مثل هذا القرار يعود للحريري شخصيا “.
وأضافت “ان موقف رئيس الجمهورية واضح والتسريبات التي تتناقلها وسائل الاعلام من حين الى آخر عن رغبة الرئيس عون باعتذار الحريري هدفها التصويب على بعبدا، في حين ان اول من تحدث عن خيار اعتذار الحريري كان نواب ومسؤولون في تيار المستقبل”. وشددت على “ان موقف الرئيس واضح منذ البداية ولم يتبدل وهو ابلغه الى الفرنسيين كون الرئيس ماكرون قدم مبادرة لاقت تأييد الاطراف السياسيين”.
-
صحيفة “الجمهورية” كتبت تحت عنوان:” حديث عن حركة قيد الطبخ” تقول:” بالتزامن مع أحداث غزة والقدس، ارتفعت بعض الأصوات الداعية إلى تسريع التأليف، من منطلق عدم جواز استمرار الفراغ في ظل تصاعد وتيرة العنف والخشية من ارتداداتها على الداخل، على وقع أزمة مالية مفتوحة تستدعي أساساً القيام بالمستحيل لمواجهتها عن طريق تشكيل الحكومة التي تشكّل وحدها حزام الأمان المطلوب لبنانياً ودولياً بغية إعادة ترسيخ الاستقرار السياسي والمالي.
وفي الوقت الذي كان أبدى فيه محيط الرئيس المكلّف سعد الحريري عن نياته للاعتذار بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، عاد وتراجع هذا المحيط نفسه عن هذا التوجّه، مستعيداً الأدبيات السابقة الرافضة مبدأ الاعتذار، ولكن الجديد على هذا المستوى بدء التداول بأسماء شخصيات للتكليف على رغم تأكيدها المعلن انّها في غير هذا الوارد، ولم يعرف ما إذا كان التداول بهذه الأسماء هدفه المناورة السياسية والرسائل الموجّهة من بعبدا إلى ”بيت الوسط”، أم انّ الهدف منها جسّ النبض والنيات في أكثر من اتجاه، خصوصًا في ظلّ ترسُّخ الانطباع انّ احتمالات التعاون بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري باتت مستحيلة، وانّ الفراغ سيبقى سيِّد الموقف حتى نهاية العهد، في حال أصرّ الحريري على رفض الاعتذار وربطه باستقالة عون.
وعلى الرغم من غياب اي مؤشرات عملية في الملف الحكومي، إلّا انّ باريس وأوروبا من خلفها، ما زالت تضغط، ملوّحة بالعقوبات التي وكأنّها أصبحت ولادتها على قاب قوسين أو أدنى، خصوصًا انّ الوضع المالي حافظ على وتيرة تراجعه المتواصل، ولا حلّ سوى بإنهاء حلقة الفراغ، فيما لا يُعرف ما إذا كان هناك ما تتمّ حياكته في الكواليس الخارجية والداخلية، لأنّ أكثر من مؤشر أوحى بوجود حركة بعيدة من الأضواء وتُطبخ على نار هادئة.
-
صحيفة “اللواء” عنونت:” لبنان يتضامن مع فلسطين وقلق من تهاوي المؤسسات” وكتبت تقول:” بعد إشاعة أجواء عن أسبوع يتسم بالانفراج، ولو على نطاق محدود، حكومياً، عممت بعبدا ان رئيس الجمهورية سلّم السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو رسالة لنقلها إلى الرئيس ماكرون اتت بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية وتتصل بالتطورات المتعلقة بالملف الحكومي وتمسك رئيس الجمهورية بالمبادرة الفرنسية وأسباب تعثر تأليف الحكومة ومسائل أخرى تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وهذه الرسالة هي استكمال للاتصالات المستمرة بين الرئيسين اللبناني والفرنسي اما مضمونها فيبقى ملك ماكرون.
وفي السياق، اكدت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية لـ”اللواء” أن التحليلات والأخبار التي تصدر حول رغبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون باعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا تمت إلى الحقيقة بصلة وقالت أن التركيز كان واضحا على تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة وصولا الى حد الادعاء بوجود مخطط لدفع الحريري الى الاعتذار. وأوضحت المصادر أن هذه الادعاءات تؤكد بعبدا عدم صحتها وتعتبر ان هدف تعميمها التغطية على تعثر الحريري في تقديم صيغة حكومية متكاملة وقابلة للحياة برلمانيا وسياسيا لأسباب لم تعد مجهولة.
-
صحيفة “الانباء” الالكترونية عنونت:” ما بعد الفطر كما قبله حكوميا” ونقلت عن مصادر سياسية أن “لا جديد على المستوى الحكومي يشي بأن العقدة الحكومية في طريقها الى الحل، فالاتصالات بين الرئيسين مقطوعة بالكامل وشعرة معاوية التي كانت يعوّل عليها سعاة الخير البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يبدو أنها قُطعت بسبب الخطابات العالية السقف، ليغيب معها الحديث عن الحكومة بانتظار ما قد يحمله الاسبوع الجاري من مفاجآت”.
وإذ لفتت المصادر الى زيارة يقوم بها عضو تكتل لبنان القوي النائب سيمون ابي رميا الى باريس، فإنه كان لافتا الى الاتصال الذي جرى أمس بين بري وعون، والذي وإن كانت مناسبته المعلنة المعايدة بعيد الفطر، إلا أنه قد يفتح كوة في جدار التواصل المقطوع.
الا ان الأجواء لا توحي بالإيجابية، كما يبدو من حديث عضو كتلة المستقبل النائب رولا الطبش عبر جريدة ”الأنباء” الالكترونية التي أشارت الى أن “الأمور لا زالت مجمدة ولا حديث عن مبادرات في هذا الشأن يشير الى العمل على حل للعقد التي تعترض تشكيل الحكومة بعد اجازة عيد الفطر”، متمنية أن “يكون الحديث عن حل للأزمة الحكومية جدي”.
الطبش اشارت الى ان “المواقف على الساحة السنية وداخل تيار المستقبل هي مع عدم التنازل والاعتذار من قبل الرئيس الحريري”، على رغم اعترافها بأن “هذا الخيار كان واردا قبل العيد وقبل زيارة لودريان الى بيروت، لكنه في الوقت الحاضر مجمد، وما يهم الحريري ان تتشكل الحكومة في أسرع وقت كي تتفرغ لمعالجة الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها لبنان”، مستبعدة التوصل الى حل في غياب المبادرات والوساطات والضغط على الفريق المعرقل.
الطبش رأت ان “زيارة لودريان لم تقدم أي جديد، فالمعرقلون ما زالوا على مواقفهم ولم يتغير شيء”.
من جهته، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي الى أنه لم يلمس أي حركة توحي بحلحلة الملف الحكومي بعد عطلة الفطر “ما يشير إلى أن المعنيين بهذا الملف يأخذون راحتهم رغم آلام الناس، ربما لأنهم بانتظار التطورات الاقليمية”.
طرابلسي استغرب في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية “ربط الاستحقاقات المحلية بالتطورات الخارجية”، لكنه استدرك بالإشارة الى ان “التحرك باتجاه فرنسا أكان عبر الرسالة التي وجهها الرئيس عون او عبر زيارة النائب أبي رميا الهدف منه حركة باتجاه حلحلة الملف الحكومي”.