قالت الصحف: موزاييك من الأولويات والمواقف
الحوارنيوز – خاص
المشهد اللبناني وفق صحف اليوم أشبه بموزاييك سريالي حيث مختلف القوى على مواقفها وأولوياتها.
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: أول غيث “الفوضى” عاصفة القاضي “الرديف”؟
وكتبت تقول: على امل الا تكون ترجمة التهديد بـ”فوضى دستورية” قد بدأت من بوابة الجسم القضائي الذي يعاني أساسا اخطر ما واجهه من أزمات، زاد حدتها الاضراب الواسع للقضاة منذ أسابيع، اقتحمت تداعيات الاجراء – السابقة المتعلق بتعيين قاض رديف في ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت تعقيدات الازمات السياسية والحياتية والاجتماعية، وأضافت اليها عاصفة ردود فعل رافضة تنذر بتحول هذا التطور الخطير على مستوى المناعة القضائية الى فتيل ملتهب على صعد مختلفة. ولعل المفارقة الغريبة التي واكبت هذه القضية وجعلتها تقفز الى واجهة التعقيدات التي تحتل المشهد الداخلي في عز العد العكسي لاستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، ان تيار العهد العوني ضرب ضربته في الضغط على رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود من خلال “كتاب عاجل” أولا لوزير العدل المحسوب على العهد، وثانيا من خلال وفد نيابي من كتلة “التيار الوطني الحر” مارست ضغطا حادا مباشرا على عبود، وأدى هذا الضغط المزدوج الى اثبات التدخل السياسي علنا وبلا أي قفازات من جانب العهد وتياره. ولم يكن تزامن الإعلان الصادم عن قبول مجلس القضاء الأعلى باقتراح وزير العدل تعيين قاض رديف للمحقق العدلي في ملف المرفأ طارق بيطار، مع المؤتمر الصحافي لرئيس التيار العوني جبران باسيل الذي اطلق فيه تهديدات بفوضى دستورية، سوى خطوة مقررة سلفا رأت فيها الأوساط المعنية البداية العملية لذاك الـ”شيء” الذي يجري التخطيط لتنفيذه اذا حلت الأيام العشرة الأخيرة من المهلة الدستورية ولم تتضح معالم الرئيس المقبل للجمهورية او اذا ازدادت معالم الفراغ الرئاسي.
ويبدو ان التجاذبات الحادة من داخل السلطة لن تقتصر على تصاعد الخلاف بين بعبدا والسرايا حول ملف “أهلية ومشروعية ودستورية” حكومة تصريف الاعمال في تولي الصلاحيات الرئاسية كاملة إذا حل الفراغ الرئاسي في نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، بل ان العهد لن يوفر أي مسلك او خطوة لإقفال الباب على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في القيام باي خطوة خارج يوميات تصريف الاعمال الضيقة. وفي هذا السياق أدرجت بعض الأوساط المعنية ما ذكر عن إعادة الرئيس عون النظر في قرار عدم توجهه الى نيويورك لتمثيل لبنان في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة، في إطار الحؤول دون احتمال توجه ميقاتي الى نيويورك للحضور علما ان مشاركة عون تبدو مستغربة تماما عشية نهاية ولايته. وقد أعلن أمس مصدر رسمي لوكالة “سبوتنيك” أن “رئيس الجمهورية ميشال عون، سيشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 20 أيلول الحالي”. وأوضح المصدر، أن “عون إتخذ هذا القرار بعدما أبلغ حكومة تصريف الأعمال في وقت سابق، أنه لن يشارك في الجمعية العامة”، مشيرًا إلى أن “وفدًا رسميًا لبنانية غادر بيروت متوجها إلى نيويورك للتحضير لزيارة عون”.
وعشية عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان توضح معلومات ان الرئيس نجيب ميقاتي يأمل في اتمام عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ولا صحة ان السرايا الحكومية لا تريد التوصل الى الاتفاق النفطي المنتظر والانتهاء من ملف ترسيم الحدود البحرية في الجنوب مع اسرائيل. ويشكل الانتهاء من الترسيم مسألة مهمة للاقتصاد اللبناني نظرا الى الارتدادات الايجابية التي يعكسها ايجابا هذا الحقل على لبنان ولاسيما في الظروف التي يعانيها الشعب اللبناني.
اما في الملف الحكومي فينقل عن ميقاتي ان حظوظ تأليف الحكومة ليست معدومة ولكنه يتمنى انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد وضمن المهلة الدستورية بغية قطع الطريق على أي فراغ وانه لن يكون مسرورا في تسلم حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئاسة الجمهورية .
- صحيفة الديار عنونت: بري وميقاتي وباسيل وجعجع وجنبلاط وفرنجية ارتدوا «البزات العسكرية» والحريري يتفرج
هوكشتاين يراوغ ونصرالله يحدد البوصلة الاسبوع المقبل… المقايضات القضائية تسهل التأليف
وكتبت تقول: الرئيس نبيه بري لبس «البزة العسكرية» في خطاب ٣١ اب في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، واستعاد خطاب ١٩٨٢ على جميع المستويات ووحدة المسار والمصير مع سوريا، سمير جعجع لبس «البزة» العسكرية في خطابه الحربي في ذكرى شهداء القوات اللبنانية مستعيدا تجربة ١٩٨٢ وانتخاب بشير الجميل، جبران باسيل لم يخلع البزة العسكرية مطلقا بغطاء ورعاية من بعبدا في معظم تصاريحه «الحربجية» ضد بري وجنبلاط وجعجع وفرنجية وغيرهم مهددا بكل انواع الحروب ضد من اساء لعهد ميشال عون وله ولتياره، سليمان فرنجية ارتدى بزته العسكرية ضد كل من يريد عرقلة وصوله الى بعبدا، ووليد جنبلاط «بين – بين» «حسب الرياح وقوتها» ولن يتوانى عن العودة الى ارتداء «البزة العسكرية» في حال لم يحقق طموحاته بوصول رئيس وسطي قادر على التعامل مع طائفة يسكنها الخوف من «غدرات الزمان». ويبقى الرئيس نجيب ميقاتي الذي انخرط في الترويج للاعمال القتالية بتأكيده على ان حكومة تصريف الاعمال تتولى الشغور الرئاسي مهما تعددت التفسيرات الدستورية «وما حدا يلعب مع السنة» وانضمت المرجعيات الروحية الى تبني الخيارات العسكرية عبر بيانات يومية ودعوات لاجتماعات تحمل كل بذور التحريض، تحت شعار ضياع الحقوق والصلاحيات والخوف من الاخر، ووحده سعد الحريري قرر الخروج من «العصفورية» والانكفاء ومغادرة العمل السياسي والجلوس «متفرجا»، وقد ينصفه التاريخ على مواقفه بعد ان شعر انه من المستحيل الوقوف في وجه العواصف الكبرى ولا يريد ان يكون شاهد زور على ما يخطط للبلد، فخرج في التوقيت الصحيح.
هذا هو الواقع السياسي «الحربجي» المؤلم في لبنان حاليا «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الرئاسية» وكل الامكانات والطاقات مسخرة لها، فيما قضايا الناس من انهيار المؤسسات وتوقف عمليات غسل الكلى في مستشفى الحريري وطوابير الذل امام مستشفى الكرنتينا للحصول على أدوية الامراض المزمنة من دون جدوى بسبب تعطل «الكومبيوتر» والانترنت في آخر الاهتمامات، بالإضافة الى تواصل الاضرابات من اجل الحصول على لقمة العيش. وسط كل ذلك، سيبقى «عداد» الاسعار مستمرا في ارتفاعاته اليومية، والموت امام ابواب المستشفيات خبرا عاديا، وصفيحة المازوت لكبار القوم في الشتاء، بينما «فؤوس» الفقراء تأكل اشجار لبنان الخضراء واليابسة «دون حسيب ورقيب لمواجهة الشتاء الذي لا يرحم، والانكى ان كل معالجاتهم كلام بكلام»، ولن يكون الحل داخليا بل اقليميا ودوليا، والارجح «بالكرباج» في لحظة تفاهم دولي واقليمي قد تطول لكنها ستأتي حتما كما رافق ذلك كل الاستحقاقات الرئاسية في لبنان.
في خضم الاحاديث عن تحرك للموفد الاميركي هوكشتاين في المنطقة قريباً مع سيل من التسريبات الايجابية في صحف العدو، كان لافتا ومفاجئا اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيدانت باتيل، ان جهود المبعوث الاميركي هوكشتاين في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان و «اسرائيل» حققت تقدما بارزا، مشيرا الى انه لا اعلان عن سفر هوكشتاين في الوقت الحالي، فيما تحدثت الوسائل الاعلامية الاسرائيلية عن اتجاه لتأجيل ابرام الاتفاق الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية في اوائل تشرين الثاني والى ما بعد مغادرة الرئيس عون بعبدا. هذا وأكدت مصادر موثوق بها لـ «الديار» أمس، إلغاء الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري بين لبنان و «إسرائيل» آموس هوكشتاين زيارته المقررة لبيروت، والتي أعلنت عنها دوائر القصر الجمهوري في بعبدا الاسبوع الفائت. وبحسب المتابعين اللبنانيين، فان الموفد الاميركي هوكشتاين يراوغ ويجمد اتصالاته ويؤجل سحب الغاز من كاريش ليسحب ذريعة تنفيذ حزب الله لتهديداته ومعادلته «الغاز مقابل الغاز»، لكن هذه التطورات والمعطيات والمراوغات الاسرائيلية الاميركية، ستلقى ردا من الدولة اللبنانية وحزب الله حيث سيتحدث السيد حسن نصرالله الاسبوع المقبل في ذكرى اربعين الامام الحسين وربما قبل ذلك، ويحدد بوصلة الملف والى أين تتجه الامور.
وفي المعلومات، ان مبادئ الاتفاق الذي جرى الحديث عنه، يتلخص في حصول لبنان على كامل البلوك ٩ بما فيه حقل قانا كاملا، وعودة شركة توتال الفرنسية وأيني الايطالية للعمل في البلوك ٩. مقابل حقل كاريش كاملا للعدو، وعدم الشراكة بين لبنان واسرائيل في أي حقل، وعدم حصول اسرائيل على أي تعويضات من لبنان، لكن المعلومات اشارت الى ان توتال قد تعطي اسرائيل جزءا من ارباحها في البلوك ٩ مقابل تخليها عن المطالبة بحقوق في هذا البلوك وليس للبنان اي علاقة في هذا الاجراء، التي قد تساهم فيه قطر والاتحاد الاوروبي، وفي المعلومات ايضا انه بمجرد الوصول الى الاتفاق فان جميع الاطراف المعنية تعلن وقف جميع الاعمال العسكرية في جميع مناطق الحفر مع ضمانات اميركية اسرائيلية في حرية العمل لشركة توتال في مناطق الحفر اللبنانية، وبناء منصة مقابل منصة كاريش تبعد عنها ٦ كيلومترات تقريبا، على ان يتم استئناف مفاوضات الناقورة.
وفي المعلومات، ان الموفد الاميركي لا يريد اتفاقا في الوقت الحاضر ويلعب على عامل الوقت رغم كل تسريباته الايجابية، وهو لا يريد ان يعطي المقاومة ورقة هذا الانجاز العظيم، وهم في الاساس دفعوا مليارات الدولارات لتشويه صورتها، كما لا يريد اعطاء التوقيع للرئيس ميشال عون مبررا التأجيل الى تشرين الثاني بالانتخابات الاسرائيلية. وتسأل مصادر لبنانية متابعة لهذا الملف، ماذا سيحصل اذا تمسك الرئيس عون بالتوقيع على الاتفاق في اول تشرين الاول؟ والا فهو غير ملزم بأي مفاوضات؟ وعندئذ كيف سيكون المسار؟ خصوصا ان المقاومة ابلغت الجميع ان المهلة غير مفتوحة، وهي جاهزة لكل الاحتمالات.
- الأنباء عنونت: البلاد رهينة “صبيانية قاتلة”… وميقاتي مستعدّ للتعديل الحكومي
وكتبت تقول: فيما البلاد غارقة في همومها والدولار الأميركي ينطلق نحو الأربعين ألفاً ما ينعكس ارتفاعاً خيالياً لأسعار السلع، وحده المواطن اللبناني يدفع الثمن غالياً لتلك الازمات، على وقع المزيد من “الصبيانية القاتلة” التي لا تمت إلى مستوى المرحلة بأية صلة، اذ أقل ما يقال عن بعض المواقف أنها في قمة الأنانية السياسية المتحكّم برقاب الناس منذ بداية العهد، في وقت الأجدى بهؤلاء أن لا يتزاحموا على كرسي الحكم وكأن البلد بألف خير ولا ينقصه سوى مَن يشغل هذا الموقع من هذا الفريق أو ذاك، من دون الانتباه الى وجع الناس ومعاناتهم اليومية وكيفية تدبّر أحوالهم مع بداية العام الدراسي وفصل الشتاء.
في هذا المجال، جاءت مواقف رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل وتلويحه بعدم الاعتراف بالحكومة في حالة الشغور الرئاسي، لتضع كل البلاد في فوّهة الأزمة من جديد، ويتقدم في مواجهة هذا الخطاب السعي الجدي في التأليف في محاولة لإتمام ولادة الحكومة فيما تبقى من أيام للعهد.
وفي السياق، علّق النائب السابق علي درويش على كلام باسيل بالقول: “عندما يحصل الفراغ لكل حادث حديث، فأمامنا متسع من الوقت، قرابة الشهرين، وإذا خلصت النيات يمكننا تشكيل الحكومة في غضون أسبوع”.
درويش أشار في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن “الدستور واضح وصريح وينص على أن تتولى الحكومة مهام الرئاسة في حال الشغور، وهو لم يحدد إذا كانت مستقلية او مكتملة الصلاحيات”، مؤكداً أن “الرئيس نجيب ميقاتي مستمر بجهوده لتشكيل الحكومة، لكنه لن يشكل حكومة سياسية، وهو على استعداد لتعديل الحكومة القائمة لكس تتمكن من الحصول على الثقة”، مشيرا الى أن “المحاولات مستمرة ولم يغلق الباب بعد”.
بدورها، رفضت أوساط عين التينة التعليق على كلام باسيل أو التوقف عنده “لأنها لن تسمح لأحد باستدراجها الى مساجلات كلامية في ظل هذه الازمة الخانقة”، مشيرة عبر “الأنباء” الالكترونية الى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري مستعجل أكثر من غيره لتشكيل الحكومة، لكن المشكلة تكمن عند الجهات التي ما فتئت تضع الشروط التعجيزية أمام الرئيس المكلف، وهي التي تريده أن يفشل في مهمته لغايات باتت معروفة ولم تعد خافية على أحد. أما القول أن بري وميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يعملون لمصادرة صلاحيات الرئاسة الأولى لصالح الحكومة، فهذا كلام لا يستحق الرد او التعليق”، بحسب المصادر.
وفي الشق الدستوري، كشف المحامي الدكتور بول مرقص رئيس مؤسسة جوسيسيا الحقوقية أن “المادة 63 من الدستور صريحة من حيث أنها تنقل صلاحيات الرئيس حكماً الى مجلس الوزراء عند خلو سدة الرئاسة لأي سبب كان، وبصرف النظر عن النص فبالرجوع الى الأسباب للنص يتبين ان الدستور أراد الحؤول دون انقطاع أعمال الحكم وضمان استمراريته، وبالتالي فإن أي تغيير للنص يخالف هذه الروحية قبل النص لا يتألف مع النظام الدستوري”.
على صعيد آخر، يصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت بعد ظهر اليوم، ومن المتوقع أن يحمل معه أجوبة حول الملف برمّته، وقد أشارت مصادر متابعة عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “مسألة ترسيم الحدود ليست بالبساطة التي يتحدث عنها البعض، وأن الذين راهنوا على التوقيع على اتفاق الترسيم خلال هذا الشهر قد يتفاجأوا بتأخير البت به الى الشهر المقبل لأسباب لوجستية وسياسية. لكن المسألة قطعت شوطاً كبيراً باتجاه الإقرار بتنفيذه بناء لرغبة مشتركة اوروبية اميركية وكذلك بالنسبة للبنان وإسرائيل”.
لكن يبقى السؤال الأهم هو هل سيتم التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود خلال ولاية العهد الحالي أم أن اللحظة لن تكون مناسبة؟