قالت الصحف مواقف أممية ضاغطة وأولويات وشروط مستحيلة
الحوارنيوز – خاص
اهتمت صحف اليوم بموقف مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دي شوتر وفيه توصيف للواقع المعروف، دون سؤال عن دور فعلي للأمم المتحدة بإيجاد حل لمجموعة من الأزمات التي تسببت هي والدول الراعية لها بإيجادها وتزيد من حجم الأعباء اللبنانية وتتمثل بحجم النزوح السوري والتهديدات الإرهابية وواقع الاحتلال، كما أشار وزير الثقافة في كلمته أمس أمام مؤتمر اليونيسكو في باريس، سيما وأن غالبية الأموال التي تدعي الأمم المتحدة ومنظماتها بأنها انفقتها في لبنان تذهب لتعزيز وضع العائلات السورية النازحة!
- صحيفة “النهار” عنونت:” الأزمة بلا أفق وتجديد الدعم الأميركي لميقاتي”
وكتبت صحيفة “النهار” تقول: ماذا حين يدلي مسؤول كبير في الأمم المتحدة بشهادة صادمة جديدة هي من أقسى الإدانات الدولية للسلطات اللبنانية، ولا يرفّ جفن مسؤول ولا تتراجع حمأة الحسابات الفئوية وتبقى الحكومة عالقة بين الشلل والمحاولات اليائسة لإحيائها؟ وماذا حين يثبت تكراراً ان الدولة اللبنانية يسيرها “أمر عمليات” من كان ينفي بالامس انه يهيمن على لبنان، فيما لم يترجم نفيه الا دفعاً لوزير الاعلام جورج قرداحي للتشبث بموقعه وعدم الاستقالة وإبقاء المواجهة مع الدول الخليجية مفتوحة على فصول تصعيدية جديدة؟
الواقع ان أسبوعاً آخر من دوامة التعطيل الحكومي ينقضي وسط استمرار قتامة الأفق، خصوصاً في ظلّ اشتداد وطأة الأزمات المالية والاقتصادية والخدماتية، وكان من أخر وجوهها في اليومين الأخيرين تحليق سعر الدولار في السوق السوداء ومن ثم التحاق أسعار المحروقات بهذا الارتفاع والتخوف من ارتفاعات مطردة في شتى أسعار السلع الاستهلاكية عند أبواب موسم الأعياد بما ينذر بمزيد من مآسي اللبنانيين. ولا يبدو ان الإنسداد الذي أصاب الواقع الحكومي مقبل في وقت قريب على أي انفراج، إذ بدا لافتاً لكثر من الأوساط المعنية تجاهل الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة، وعلى نحو متعمد ومقصود، أي ذكر للواقع الحكومي ولا لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ما فسر ترجمة لحال جفاء متصاعدة بين الحزب وميقاتي على خلفية تمسك رئيس الحكومة باستقالة او اقالة قرداحي التي يرفضها الحزب ويمعن في الوقت نفسه في تعطيل مجلس الوزراء بسبب موقفه هذا، كما بسبب مطالبة الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.
ولكن المضي في تعطيل الحكومة بدأ يثير أصداء لا تقف عند الساحة الداخلية، اذ شكلت اشادة وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن أمس بخطة الرئيس ميقاتي مؤشراً لافتاً جديداً لجهة الدعم الأميركي للحكومة التي كان رئيسها تبلغه من بلينكن الأسبوع الماضي خلال لقائه به في غلاسكو. ولكن تناول بلينكن الوضع اللبناني ولو باقتضاب أمس في مؤتمره الصحافي المشترك مع وزير الخارجية القطري اكتسب دلالات لجهة الردّ على تعطيل الحكومة الذي يضطلع “حزب الله” بدور أساسي شبه حصري بهذا التعطيل، كما لجهة تبادل وجهات النظر مع الجانب القطري في الملف اللبناني، علما ان وزير الخارجية القطري يزمع زيارة لبنان قريباً. وقد أكد بلينكن أن “رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لديه خطة جيدة للدفع بلبنان إلى الأمام”، مشددًا على “أننا نعمل على توفير الوقود في لبنان ونعمل مع الجيش هناك لضمان الاستقرار”.
اجتماع حكومي – اممي
في غضون ذلك وفيما يستمر الشلل الوزاري يمضي رئيس الحكومة في تكثيف عمل اللجان الوزارية والاجتماعات الجانبية، وقد عقد أمس اجتماع حكومي – أممي في السرايا الحكومية، خصص لبحث النسخة الأولى من استراتيجية الحماية الاجتماعية، التي تم وضعها بالتعاون بين الحكومة اللبنانية مع المؤسسات الأممية بما فيها “اليونيسف” و”منظمة العمل الدولية” و”منظمة الاغذية العالمية”، كجزء من إطار التعافي والإصلاح واعادة الإعمار. واعلنت منسقة برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان نجاة رشدي أثر اللقاء ان الاجتماع كان مهماً جداً في ما يخص اطلاق استراتيجية الحماية الإجتماعية، وكانت الحكومة اللبنانية قد طالبت الأمم المتحدة ان تساعد في اول نسخة لهذه الاستراتيجية، وتم امس تقديم النسخة الأولى “وهي جزء من اطار التعافي والإصلاح واعادة الإعمار التي عملنا عليها وتشارك فيها مجموعة من الجهات المانحة وممثلون من القطاع الخاص والمجتمع المدني تحت اشراف دولة رئيس الحكومة. وهذه بداية في ما يخص تفعيل هذه الإستراتيجية عمليا على أرض الواقع”.
ادانة جديدة
وبينما يسجل الدولار قفزات قياسية، صدر للمرة الثانية هذا الاسبوع، عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، جدول جديد لتركيب أسعار المحروقات، مسجلاً ارتفاعاً إضافياً طاول كل المشتقات النفطية. ووزع مكتب الامم المتحدة في بيروت، بيانا عن زيارة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دي شوتر لبنان، قال فيه: الحكومة اللبنانية تعيش في عالم خيالي وهذا لا يبشر بالخير.
- صحيفة “اللواء” عنونت:” مخارج على «همّة المساعي».. وزيارة برّي إلى بكركي مؤشر لعودة جلسات الحكومة
بلينكن يدعم خطة توفير الكهرباء.. وخبير أممي يحذر: لبنان على شفير الانهيار!
وكتبت تقول: مَنْ يغطي الإرتفاع الهستيري في سعر صرف الدولار، الذي هزّ الـ23 ألف ليرة لبنانية لكل دولار واحد؟
وماذا يعني اكتمال المجلس المركزي ولجنة الرقابة على المصارف؟ لممارسة الرقابة على حركة العملات أم لتغطية الانهيارات؟
ومَنْ يتحمل تبعات الانهيارات المتلاحقة في الأسعار والرواتب المضمحلة للموظفين والاجراء في أعلى مراكز القطاع العام والخاص فضلا عن الصرف التعسفي؟
وفي غمرة هذه المحنة المتمادية، دوى صوت قوي في بيروت، تمثل بما خلص إليه الخبير في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اوليفيه دي شوتر، بعد ان أمضى 12 يوما في لبنان (من 1 -12 ت2) اجتمع خلالها مع كل من الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وثمانية وزراء وحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، ومجتمع المانحين ومنظمات المجتمع المدني، ووكلات الأمم المتحدة والبلديات، فإلام خلص دي شوتر:
1 – ان ما قامت به السلطات اللبنانية من تدمير للعملة الوطنية، وإدخال البلد في مأزق سياسي، وتعميق اوجه عدم المساواة، قد أغرق البلد في فقر مدقع.
2 – لبنان ليس دولة منهارة لكنه على شفير الانهيار، وحكومته تخذل شعبها.
3 – أدى تدمير الليرة اللبنانية إلى تخريب حياة النّاس وافقار الملايين.
4 – «الازمة المصنعة» تدمر حياة السكان، وتتحكم على الكثيرين بفقر سيتوارثه النّاس جيلاً بعد جيل.
5 – في حين يحاول السكان البقاء على قيد الحياة يوما بعد يوم، تضيع الحكومة وقتاً ثميناً في التهرب من المساءلة، وتجعل اللاجئين كبش فداء لبقائها.
ونٌقل عن المسؤول الأممي قوله: الحكومة اللبنانية تعيش في عالم خيالي وهذا لا يبشر بالخير.
وكشفت مصادر سياسية بارزة عن مروحة اتصالات نشطت في اعقاب التصعيد التويتري، الذي جرى بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري منذ ايام، وتمحورت على احتواء التصعيد بداية، وتسريع الجهود لازالة معوقات واسباب تعليق جلسات مجلس الوزراء، لانه لم يعد مقبولا استمرار تعطيل اجتماعات الحكومة، لان الضرر يطال الجميع، في الوقت الذي يتطلب عقد اجتماعات متلاحقة للحكومة، لاتخاذ القرارات والإجراءات السريعة اللازمة، لمعالجة الأزمة المتعددة الاوجه والتخفيف من معاناة الناس اليومية.
واشارت المصادر الى ان تجاوب الرئاستين الاولى والثانية، مع المساعي المبذولة لاحتواء التصعيد، سهل انتقال المساعي للتركيز على معاودة جلسات مجلس الوزراء، باعتبار ان استمرار تعطيل الجلسات، سيتسبب بتفاعل الخلافات وتبادل الاتهامات والقاء مسؤولية التعطيل والضرر الناجم عنه لهذا الطرف أو ذاك والدوران في حلقة مفرغة من الضرر على الجميع . ولذلك، تركزت الاتصالات على المباشرة بنزع مسببات تعليق الجلسات، من دون اثارة حساسية أو استفزاز أي طرف، انطلاقا من نقطتين، الاولى التفاهم على معالجة هادئة وهادفة لعقدة مطالبة الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، بعد فشل كل محاولات اتخاذ اي اجراء حكومي بهذا الخصوص، لتعارضه مع القوانين التي ترعى العلاقة بين السلطتين التنفيذية والقضائية من ناحية، وبسبب اعتراضات سياسية ضمنية معروفة من ناحية اخرى، والثانية حل مشكلة تداعيات مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي على العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وتشير المصادر الى ان مساعي حل العقدتين، بدأت خارج الاعلام بين الرؤساء الثلاثة وحزب الله وبقية الاطراف،وقد تشهد الايام المقبلة بلورة تخريجة حل عقدة الثنائي الشيعي، اما بمعاودة احياء طرح فصل التحقيق العدلي مع الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين،عن الضباط والعسكريين والموظفين وحصر محاكمتهم بالمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب المنبثق عن المجلس النيابي، وأن كان دون هذا الطرح اعتراضات عديدة،او من خلال ترحيل التحقيق معهم باستعجال صدور القرار الظني، وقد يكون قبل آخر هذا العام، وعندها يمكنهم الدفاع عن انفسهم والاعتراض على التهم الموجهة اليهم ضمن الاطر القانونية.
أما بخصوص حل عقدة وزير الإعلام جورج قرداحي، فقد بدأت الاتصالات تأخذ مداها، بالزياره التي قام بها الاخير للرئيس بري بالامس. وبرغم التكتم حول ما دار فيها، وانكار وزير الإعلام انها تناولت موضوع استقالته، ولكن المصادر اشارت إلى ان النقاش، تناول انهاء هذه المشكلة، وتوقعت ان يتم تظهيرها، من خلال زيارة يقوم بها قرداحي لبكركي قريبا، كما كان مقترحا في الزيارة الاولى وتعثرت لاعتبارات وموانع عديدة.
ولم تستبعد المصادر ان تتبلور نتائج الاتصالات والمشاورات لحل هاتين العقدتين اواسط الاسبوع المقبل، وقد يتم الاعلان عنها كما تردد في الاوساط السياسية، من خلال زيارة يقوم بها بري الى بكركي لرد الزيارة للبطريرك الماروني بشارة الراعي، الا انه لم يتم تأكيد حصول هذه الزيارة بعد.
-
صحيفة “الانباء” عنونت:” إتّفاق على الترسيم ينتظر التوقيت السياسي.. والانتخابات تشغل الكواليس السياسية”
وكتبت تقول: تمرّ منطقة الشرق الأوسط بتطورات سياسية كبيرة، خصوصاً بعد زيارة وزير خارجية دولة الإمارات، عبد الله بن زايد، إلى سوريا والكلام عن زيارة سيجريها بشّار الأسد إلى دولة الإمارات. كما يترقّب لبنان تبعات هذه الزيارة وانعكاساتها، فيما تستمر الأزمات الداخلية بدون بحثٍ عن أي مسعى جدي للحلول. فكل الملفات في لبنان أصبحت تنتظر مسار المفاوضات الإيرانية- الأميركية، وكيف ستنعكس على المنطقة.
الكواليس السياسية اللبنانية تشهد تداولاً بفكرة تأجيل الانتخابات لستة أشهر، وذلك لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية. يتمّ البحث في هذه الفكرة بين بعض القوى اللبنانية وبعض المسؤولين الدوليين، وذلك لتخفيف التوتر، ومنع حصول صدام سببه الانتخابات الرئاسية، ولكن تستبعد مصادر محلية عبر “الأنباء” الإلكترونية إمكانية الاتفاق على هذه الصيغة.
في المقابل، تتحضّر القوى السياسية للانتخابات النيابية وسط مخاوف من حصول أي تطورات تمنع إجراءها. وهنا توقّفت مصادر سياسية عبر “الأنباء” عند خلافاتٍ كبيرة برزت داخل التيار الوطني الحرّ بين الكثير من القياديين والنواب من جهة، وجبران باسيل من جهة أخرى. سبب المشكلة هو قرار جبران باسيل بإجراء انتخابات داخلية لتحديد المرشحين للانتخابات النيابية، حاول فيها استبعاد الكثير من النواب، ولكن هؤلاء أقدموا على ردة فعل عكسية على باسيل. هذه الخلافات أدّت إلى حصول تضعضع كبير داخل التيار الوطني الحرّ، وبحال استمرت الأمور على هذه الحال فسيخسر التيار الكثير من المقاعد النيابية.
على صعيد آخر، وفي ظل التطورات الإقليمية، أشارت معلومات دبلوماسية عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل تقنياً قد حصل، ولكن تبقى مسألة التوقيت السياسي لتوقيعه، وهو سيكون مرتبطاً بموقف إيران وحزب الله. ويقضي الاتفاق بحصول لبنان على مساحة 860 كلم بما فيها حقل قانا، مقابل حصول إسرائيل على حقل كاريش. وكان لافتاً موقف أمين عام حزب الله، السيّد حسن نصر الله الذي شدّد فيه على ضرورة الحفاظ على السيادة وعدم الرضوخ للشروط الأميركية والإسرائيلية، فيما تشير مصادر متابعة إلى أنّ هذا الملف ينتظر المفاوضات الإيرانية- الأميركية لاتّخاذ القرار النهائي بشأنه.
معيشياً، عاد الارتفاع الكبير لدولار السوق السوداء ليقلق اللبنانيين مع الارتفاع المتوقع لأسعار السلع، والمواد الغذائية، والمحروقات. وقد أوضح الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، في اتصالٍ مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، أنّ هناك أسباب عدّة خلف ارتفاع الدولار، ومنها التصريح الذي صدر حول تحويل الودائع إلى الليرة، وموضوع المحروقات بحيث يجب أن يدفع التجار 10% من قيمة الأسعار بالدولار، والخلافات مع دول الخليج، والدولار الجمركي، وكذلك الواقع السياسي الذي نعيشه. فلا أفق سياسي واضح حتى الآن، بالإضافة إلى وجود تطبيقات تديرها عصابات ومحتكرون من شأنها أن تضغط ليرتفع الدولار، الأمر الذي سيكون سيّئاً على المواطن، إذ سترتفع أسعار المنتجات كلها، مستطرداً: “الجميع يقول إنّه لا فصل بين السياسة والاقتصاد، ولكن في وقتٍ ما يجب الفصل بينهما”.